بسم الله الرحمن الرحيم
ثبت (إتحاف الثقات بأسانيد الأثبات)
للشيخ أ.د. حاكم بن عبيسان الحميداني المطيري
بين يدي الثبت:
الحمد لله الذي أنزل أحسن الحديث كتابا معجزا، وأوحاه لخاتم رسله قرآنا وخطابا موجزا، فأعجز العرب ببيانه معنى وإعرابا، وعجزوا عن أن يأتوا بمثله عربا وأعرابا، وآتى رسوله ﷺ مع قرآنه جوامع الكلم وبيانه، فقال ﷺ: (إني أوتيت القرآن ومثله معه)، وحثّ أصحابه على الأخذ منه، والبلاغ عنه، للوحي بنوعيه قرآنا وبيانا، فقال: (نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمع، فرب مبلغ أوعى من سامع)، فكان الوحي بنوعيه بالبلاغ متصلا، وبالرواية مسلسلا، يأخذه أهل العلم كابرا عن كابر، بالشهرة والتواتر، فكان الإسناد مما خص الله به هذه الأمة، لتكون الأمة الوسط شاهدة على الأمم، ولتقوم حجة الله على الخلق بالرسالة ابتداءً، وبالبلاغ لها انتهاءً، وصار أهل العلم يثبتون رواية الوحي بقرآنه وبيانه وفقهه بأسانيدهم عن شيوخهم إلى رسول الله ﷺ، وصنفوا لذلك كتبا خاصة اشتهرت بالفهارس الحديثية، والمشيخات، والأثبات جمع (ثَبَت)، يودعون فيها أسماء شيوخهم، والكتب التي يروونها عنهم، أو من طريقهم إلى مؤلفيها، سواء سمعوها منهم، أو أجازوهم بروايتها عنهم، واتباعا لهذه السنة العلمية التي درج عليها أئمة أهل الحديث جمعت هذا الثبت الذي جعلته للأثبات المشهورة التي أرويها عن مشايخي وأسميته (إتحاف الثقات بأسانيد الأثبات)، وأسأل الله برحمته أن يصل بي إلى مقام رسوله ﷺ بهذا الثبت نسبا، وأن يجعله بفضله ومنه وكرمه لشفاعته يوم القيامة سببا، وأن يجعلنا ممن يحيي سنته ﷺ ويتبع هديه، ويقتفي أثره..
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم...
التاريخ:
الجمعة ٢١ ربيع الأول ١٤٣٧هـ
الموافق ١ يناير ٢٠١٦ م