بسم الله الرحمن الرحيم
"مشروع ترامب وحقيقة
الحملة على (أحزاب الأمة) في الخليج
والحرب على السلفية
والوهابية"
بقلم أ.د. حاكم
المطيري
الأمين العام لمؤتمر الأمة
جاء
إدراج (أحزاب الأمة في الخليج) على قائمة الإرهاب الإماراتية بتاريخ ١٥/ ١١/ ٢٠١٤
في سياق الحرب الأمريكية الروسية على الربيع العربي، وفي إطار الثورة
المضادة للأنظمة الوظيفية على ثورة الشعوب العربية، ولفرض صفقة القرن والتطبيع مع
إسرائيل والتنازل عن القدس كعاصمة أبدية للكيان الصهيوني!
وفي
سنة ٢٠١٤ جرت عدة محاولات لخطف واغتيال الأمين العام لحزب الأمة
الإسلامي الشيخ الشهيد محمد المفرح، كما تم اعتقال الأمين العام لحزب الأمة في
الكويت د حاكم المطيري ومحاكمته ومنعه من السفر ٢٠١٥م.
وقد
قام بعدها المكتب الإقليمي لشركة تويتر في الرياض ودبي في ٢٤/ ٤/ ٢٠١٧ بإغلاق حساب
(حزب الأمة) في الكويت و(حزب الأمة الإسلامي) في السعودية و (مؤتمر الأمة).
وتم
بعد ذلك تزوير حسابات موهومة باسم أحزاب الأمة يديرها رجال أمن واستخبارات!
وقد
جاءت قمة ترامب بالرياض ٢٠/ ٥/ ٢٠١٧ إعلانا عن بدء تنفيذ مشروع ترامب في الخليج،
فبادر (مؤتمر الأمة) و(أحزاب الأمة في الخليج) بالإعلان عن رفض المشروع والتحذير
من خطورته.
وبعد
هذا الموقف الرافض صدرت مباشرة وبتاريخ ٨/ ٦/ ٢٠١٧ قائمة الإرهاب (السعودية
الإماراتية البحرينية المصرية) التي أدرجت فيها أسماء قيادات (أحزاب الأمة) ضمن
عشرات من علماء الأمة ومصلحيها الذين وقفوا مع ثورة الشعوب العربية!
وجاء حصار الشعب القطري بتاريخ ٥/ ٦/ ٢٠١٧ في
السياق نفسه بعد أن حرض ترامب دول الحصار على قطر للضغط عليها - لقطع علاقتها
بحماس وقوى الثورة العربية في مصر وسوريا وليبيا واليمن - واستطاعت أمريكا احتواء
أطراف الأزمة الخليجية لصالح فرض مشروع ترامب في الخليج (التغريب والعلمانية
والتطبيع مع إسرائيل).
وقد
جاء الاتفاق الأمريكي القطري لمكافحة تمويل الإرهاب في ١١/ ٧/ ٢٠١٧ وإعلان إدارة
ترامب بالتزام قطر بمكافحة الإرهاب بعد اجتماع لجنة (الحوار الإستراتيجي) في
الدوحة في ٣٠/ ١/ ٢٠١٨ ثم عقد مؤتمر الكويت (التحالف الدولي لمكافحة داعش والحرب
على الإرهاب) ١٣/ ٢/ ٢٠١٨ ليؤكد قيام كل أطراف الأزمة الخليجية بدورها في مشروع
ترامب في الخليج والجزيرة العربية.
ولم يكد مؤتمر الكويت ينهي أعماله حتى تم فجأة
وبلا مقدمات اتهام (مؤتمر الأمة) و (أحزاب الأمة) في الخليج بحمل فكر داعش!
وفي
الوقت نفسه ومن الجهات نفسها أطلقت الحملة على الوهابية والسلفية في الخليج
والجزيرة العربية واستهدف في هذه الحرب مرة أخرى (مؤتمر الأمة) و(أحزاب الأمة) في
الخليج على وجه الخصوص تحت شعار مواجهة التطرف والغلو حيث تعد (أحزاب الأمة) الصوت
الأبرز للقوى السياسية في الخليج الرافضة لمشروع ترامب!
وقد
انطلقت حملة التشهير والتحريض على (أحزاب الأمة) وبوقت واحد من نخب وقوى في الكويت
ولندن بعد انتهاء أعمال مؤتمر الكويت مباشرة!
وبهذا
تكون الإستراتيجية الأمريكية قد وصلت إلى ذروتها في المشرق العربي وفي أخطر ساحات
الصراع عسكريا وسياسيا وثقافيا:
١-
ففي العراق وسوريا - حيث الاحتلالين الأمريكي والروسي - واجهت الحملة الصليبية
الغربية قوى المقاومة والثورة المسلحة بالحرب الدولية المشتركة بدعوى مكافحة
(القاعدة) والإرهاب!
٢-
وفي مصر حيث ثورة الربيع العربي والمقاومة السلمية واكتساح التيار الإسلامي
للانتخابات البرلمانية ثم وصول جماعة (الإخوان المسلمين) أبرز الحركات السياسية
الإسلامية للسلطة وهو ما هدد مشروع (كامب ديفيد) وصفقة القرن، جاء الانقلاب
العسكري المدعوم أمريكيا بقمع الشعب وقواه السلمية وزج كل من يقاوم مشروع أمريكا
بالسجون والمعتقلات والتصفيات تحت شعار مكافحة الإرهاب!
٣-
وفي الخليج والجزيرة العربية حيث المشروع الأمريكي العلماني التغريبي ذو الطابع
الليبرالي المجتمعي أطلقت الحملة على السلفية الوهابية التي تعد المدرسة الإسلامية
الأوسع والأبرز في مقاومة التغريب ورفض
العلمانية في الخليج والجزيرة العربية فجاءت الحرب فكرية ثقافية تتولاها نخب
وظيفية بدعوى التجديد والإصلاح ومكافحة التطرف والغلو!
وقد
تم تدشين هذه الحرب تحت شعار مكافحة التطرف والغلو بمؤتمر حلف الفضول في واشنطن ٥-
٧/ ٢/ ٢٠١٨ الذي هو امتداد - بأطرافه المشاركة والداعمة والممثلة - لمؤتمر الشيشان
في روسيا ٢٥/ ٨/ ٢٠١٦ والذي تصدى له (مؤتمر الأمة) حينها في مؤتمره بإسطنبول ٢٧/
٨/ ٢٠١٦ تحت شعار (كلنا أمة واحدة).
وهنا
يكون الحديث عن الصدف في توقيت الحرب على (مؤتمر الأمة) و(أحزاب الأمة) وعلى
الوهابية والسلفية في الخليج - الرافضة للمشروع الأمريكي في المنطقة - والأطراف
المشاركة في هذه الحملة المشبوهة من السذاجة والسطحية في تحليل الأحداث وقراءتها
واستشرافها!
فهذه
هي حقيقة المعركة التي تخوضها (أحزاب الأمة) في الخليج دفاعا عن هوية شعوب الخليج
والجزيرة العربية ودينها ووجودها..
﴿وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ
مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَال﴾ ﴿وَلَيَنصُرَنَّ
اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز﴾!
٨ جماد الآخر ١٤٣٩هـ
الموافق ٢٤ فبراير
٢٠١٨م
الكويت