لقاء صحيفة السياسة
مع الدكتور حاكم المطيري
حذر الأمين العام للحركة السلفية د. حاكم المطيري من (الغارة الشعواء) على هوية الشعوب الإسلامية التي تشن من قبل (قوى خارجية ليبرالية).
وأوضح د. المطيري في حوار أجرته معه (السياسة) أنه لا ضير في تعدد وتنوع الجماعات والتنظيمات العامة في الميدان الدعوي، مشيرا إلى أن الدولة الإسلامية في العصور الأولى شهدت جميع أنواع التعدد والتنوع ما يدل على أن الإسلام لا يضيق ذرعاً بالآخرين.
ونفى د. حاكم أن يكون قد تولى أمانة الحركة السلفية أثر انقلاب ابيض، مؤكداً أن الأمين العام السابق للحركة الشيخ حامد العلي هو ممن أصر على اختياره وترشيحه. وتحدث أيضاً عن علاقة النائب د. وليد الطبطبائي بالحركة السلفية.
· س:تقول دائماً بأن الحركة تسعى إلى إيجاد من يتبنى المشروع الإصلاحي الإسلامي يجهل يعني هذا أن الساحة تفتقد لمن يتبنى هذا المشروع الإسلامي الإصلاحي، وإذا كان هؤلاء موجودين وهم كذلك فماذا لا تدعمونهم وتساندونهم خصوصاً وأن بعضهم يتبوأ مواقع مهمة ومؤثرة في المجتمع؟
· ج:الحركة تهدف وفقاً لما جاء في بيانها التأسيسي إلى إيجاد تيار شعبي لا تنظيم حزبي بمعنى تطرح فكراً ومشروعاً وتدعوا المجتمع كافة إلى تبني مشروعها ودعمه من دون أن تحرص على استقطاب الأفراد إلى التنظيم فهي تحرص بالدرجة الأولى على نشر الفكر وبث الوعي في شأن القضايا العامة دون أن تنشغل في موضوع استقطاب الأفراد ولهذا فإنها وجدت قبولاً كبيراً في الشارع الكويتي وبات لها أنصار في كل مكان ونحن لا نضع أي حواجز بيننا وبين أي مواطن سواء كان مسئولا أو فرداً عادياً يتبنى هذه الأطروحات فالحركة مع الجميع وهي للجميع وتسعى لما فيه خير المجتمع كما قال النبي شعيب إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت.
· س:بصراحة مطلقة .. هل لك طموح سياسي؟
· ج:الأمين يجب أن يكون أميناً للحركة وعليها وعليه أن يحمل أفكارها بكل أمانة، فالحركة قامت من أجل تحقيق مشروع إصلاحي وتريد من الشعب الكويتي أن يتبنى هذا المشروع وكل ما يصدر عن الأمين العام من بيانات أو تصريحات يمثل رأي الحركة وتوجهاتها لا طموحات د. حاكم المطيري الخاصة.
· س: بصراحة.. هل زاد عدد أعضاء الحركة السلفية أم أنه لا يزال كما سبق وقلت (تجمع نخبوي)؟
· ج:الكويت لها ظروفها الخاصة والتجمعات فيها لا تزال غير مؤطرة حتى الآن قانوناً ولا يوجد فتح لباب العضوية في هذه التجمعات ومن ثم يمكن الحديث حول هذا الموضوع بعد تأطير هذه التجمعات في إطار القانون.
المكتب السياسي
· س:هناك من يشير إلى إنكم في الحركة على وشك إعلان مكتب سياسي؟
· ج:نعم هذا صحيح ووجود مكتب سياسي للحركة هو لرصد الساحة السياسية.
· س:هو لتحقيق طموح الحركة السياسي أيضاً؟
· ج:ولمعرفة الكفاءة الموجودة في بعض الدوائر الانتخابية والتي تتبنى هذا المشروع والذين يمكن أن ندعمهم ونؤدهم وليس بالضرورة أن يكون أعضاء أو لهم علاقة أو ارتباط بالحركة كحركة بل كل من نراه كفؤاً لتمثيل الأمة نقف معه ونؤيده وندعمه مهما كان توجهه.
لا تعارض
· س:أنتم في الحركة السلفية تؤيدون التعددية السياسية والحزبية وتدعمون حق القوى في الإعلان عن نفسها ورغم هذا ترون في الوقت نفسه أن إرادة التحاكم لغير الله تعالى كفر، فكيف يستقيم مثل هذا القول؟
· ج:ليس هناك أي تناقض بين القولين لأن الإسلام هو أول دين دعا إلى الحرية والشورى وإلى التعددية السياسية وليست تعددية إيديولوجية بمعنى أنها في إطار اتخاذ الدولة للإسلام ديناً وللشريعة مصدراً رئيسياً للتشريع كما جاء في قصة حادثة السقيفة عند اختيار (أبي بكر) عندما قال بعض الصحابة: منا أمير ومنكم أمير .. وهذا هو ما يسمى اليوم بالتعددية السياسية أو التداول السلمي للسلطة، والحركة السلفية دعت إلى تعددية سياسية تكون في إطار دستور الدولة الذي ينص على أن دين الدولة كما قلت هو الإسلام وعلى أن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع، إذن لا تعارض وإنما على جميع القوى أن تقدم برامج الإصلاح السياسي والاقتصادي والتنموي من دون أن تصطدم بدين الدولة ودستورها والمجتمع الكويتي ليس في حاجة إلى أفكار أيديولوجية وإنما هو في حاجة لبرامج عملية إصلاحية تحل مشكلاته الحياتية.
· س:لماذا تحرصون دائماً كحركة على الابتعاد عن جمعية إحياء التراث الإسلامي؟
· ج: نحن في بياننا التأسيسي قلنا بأننا رافد من روافد العمل الإسلامي في الكويت ومددنا أيدينا بالتعاون لجميع الجماعات والجمعيات الخيرية الإسلامية ودعونا كذلك إلى التناصر امتثالاً لقوله عز وجل (وتعاونوا على البر والتقوى) فالحركة ترى أنها تكمل ما يقوم به الآخرون.
· س:ولماذا بدلاً من أن تكملوا الآخرين لا تنصهرون معهم في بوتقة واحدة وتعملون كفريق واحد؟ ثم إنكم تقولون هذا الكلام ويقوله الشيخ خالد السلطان رئيس التجمع السلفي الإسلامي فهل يا ترى لكم مآخذ على (إحياء التراث)؟
· ج:ليس بالضرورة أن نعمل في بوتقة واحدة وإنما الذي يجب هو أن نتعاون على البر والتقوى وأن نتناصر فيما بيننا، أما تعدد جماعات العمل فجائز شرعاً، ففروض الكفايات كثيرة ولو قام كل فريق أو كل مجموعة بفرض من فروض الكفايات فهذا أمر لا تناقض فيه ولا تعارض وإنما يكمل بعضهم بعضاً.
· س:لنكن واقعيين ومنسجمين مع أنفسنا فالتوجه السلفي الآن يضم مجموعات وهناك من يتساءل متى يتوحد السلف وكيف لهم أن يطالبوا بتوحيد الأمة وهم أنفسهم غير متوحدين قلباً وقالباً إنكم تتفرقون شيعاً وأحزاباً فيما يتوحد المنبر والتجمع مثلاً أليس هذا أمراً غريباً؟
أمر طبيعي
· ج:الوحدة التي دعا إليها القرآن الكريم هي الوحدة السياسية بمعنى أن تكون الأمة مجتمعة في دولة واحدة وراية واحدة كما في قوله تعالى(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) أما التنوع داخل الدولة الإسلامية فهذا أمر مشروع وجائز، ولهذا رأينا الدولة الإسلامية في العصور الأولى فيها جميع أنواع التعدد والتنوع الفقهي والسياسي والفكري بل رأينا تعدد الأديان في الدولة الإسلامية مما يدلل على أن الإسلام لا يضيق ذرعاً بالآخرين فما بالنا بالتعدد داخل دائرة الإسلام نفسها فالوحدة إذن التي دعا الإسلام إليها هي الوحدة في إطار الدولة وليس بالضرورة ألا تكون هناك أي كيانات أو تجمعات فهذا أمر طبيعي وبشرى ولهذا قال تعالى (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) فالإسلام لم يأت لإلغاء المجموعات القبلية أو القومية أو الدينية بل إن الله تعالى قال (ليقوم الناس بالقسط) وقال عز وجل (جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا).
شفاعة حسنة
· س:هناك من يرى أنكم تعديتم الخط الأحمر ورحتم تتدخلون حتى في شؤون بعض الدول المجاورة وأبلغ دليل البيان الذي وزعتموه على الصحف وإن كان لم ينشر تطالبون فيه إحدى الدول المجاورة بالإفراج عن المحتجزين في المظاهرات الأخيرة فيها والتي خرجت لدعم انتفاضة الأقصى؟
· ج:لا يوجد مانع شرعي يمنعنا من أن ندعو دولة إسلامية ونناشدها بإطلاق سراح عالم أو داعية أو مسلم فهذه شفاعة والله تعالى يقول (إنما المؤمنون إخوة) فالحدود السياسية لا يمكن بحال من الأحوال أن تحول بيننا وبين القيام بما أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم به فالبيان الذي أصدرناه هو عبارة عن شفاعة كما في قول الله عز وجل (ومن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها وقول النبي صلى الله عليه وسلم (اشفعوا تؤجروا).
· س:يمكنكم الشفاعة لدى العلماء في هذه الدولة أو لدى الحركات المماثلة وحثهم على التدخل، أما مناشدة حكومة فهو من شأن حكومة مماثلة إن جاز الأمر؟
· ج: لا .. لا. البيان كان واضحاً وصريحاً، فقد ناشدنا مجرد مناشدة الحكومة السعودية بإطلاق سراح الشيخ عبد الحميد المبارك والأستاذ مهنا الحبيل وغيرهم من المعتقلين بعد مظاهرات نصرة انتفاضة الأقصى.
· س: دكتور هل صحيح أنكم توليتم الأمانة العامة للحركة على أثر انقلاب أبيض شديد الصمت على الشيخ حامد العلي؟
· ج: لا هذا غير صحيح، بل الشيخ حامد العلي هو من أصر على ترشيحي وعندما تم اختياري كنت موجوداً خارج البلاد وكنت قد رفضت الترشيح إلا أن إصرار الشيخ حامد هو الذي جعلني أقبل.
· س: هل هناك حظر إعلامي على بياناتكم ومن وراءه؟
· ج: الضغط الخارجي وصل إلى حد منع نشر بيانات القوى السياسية وخصوصاً بيانات الحركة السلفية ولهذا نجد أنه وبعد أحداث سبتمبر بأسابيع عدة لم تنشر الصحافة المحلية أي بيان لا للقوى السياسية ولا للحركة السلفية على وجه الخصوص.
· س:ربما كان عدم نشر بياناتكم في الصحف عائد لقوتها كما أسلفت؟
· ج:لا أبداً..بل حتى القوى السياسية الأخرى لم تنشر الصحافة بياناتها المشتركة كبيانها الرافض لضرب أفغانستان.
طالبان وأفغانستان:
· س: بمناسبة أفغانستان كنتم تؤيدون حركة طالبان بقوة فأين أنت الآن من هذا التأييد؟
· ج: نحن نرفض الحرب على الشعب الأفغاني أو التدخل في شؤونه ونعلم يقيناً أن حكومة طالبان أعلنت للعالم كله أنها على أتم الاستعداد لمحاكمة من يثبت تورطه في ارتكاب أحداث سبتمبر، ثم عادت وأعلنت مبادرة أخرى تتمثل في استعدادها لتسليم من يثبت تورطه في هذه الأحداث لدولة محايدة ولقد خرج أخيراً وزير العدل الأمريكي السابق (كلاك) وأعلن للعالم كله بأن ما حصل في أفغانستان يمثل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان ارتكبته الولايات المتحدة الأمريكية وأن ما حدث هناك هو جرائم حرب.
مقاطعة السفارة الأمريكية:
· س:دعا الدكتور عبد الرزاق الشايجي (عضو الحركة) في مقال له منذ أيام إلى مقاطعة أنشطة السفارة الأميركية ووجه دعوته إلى النقابات والاتحادات والجمعيات المهنية والطلابية والبرلمان ما تعلقيك وما موقفكم من هذه الدعوة؟
· ج:نحن نؤيد في هذه الدعوة تضامناً مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للقتل بالسلاح الأمريكي.
· س:وهل يجوز شرعاً مقاطعة سفارة بلد جنوده يسهمون في حمايتنا على الحدود من خطر النظام البعثي العراقي أرجو أن تجيبني بتجرد وصراحة؟
· ج:مقاطعة البضائع الأميركية أو أنشطة السفارة الأمريكية هي عبارة عن وسيلة من وسائل الضغط ونوع من أنواع الاحتجاج الشعبي على الانحياز الأميركي لإسرائيل فالقصد إرسال رسالة للإدارة الأمريكية بأن في الكويت سخط شعبي من هذا الانحياز.
· س:لم تجبني إلى الآن هل يجوز شرعاً؟
· ج:بل تجب في الظروف الحالية فهذا أقل ما نستطيع تقديمه لمناصرة الشعب الفلسطيني.
لجنة طبيق الشريعة
· س:بعد أكثر من عشر سنوات على ممارسة مهامها ودورها.. كيف تقيم أداء اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية؟
· ج:لم تحقق بعد ما يطمح إليه الشعب الكويتي إلا أنها على كل حال لجنة استشارية وقد قامت بتقديم دراسات قيمة ومشاريع جيدة.
· س:هل تؤيد استمرار وجود هذه اللجنة بشكل دائم؟
· ج:نعم فهذا ضروري وإن كانت لم تحقق كما قلت الطموح وأعتقد أنهم أنفسهم يشاركوننا هذا الرأي.
· س:هم يؤكدون أن دورهم استشاري وأنهم أنجزوا الكثير من الدراسات والمشاريع؟
· ج:المشكلة يتحملها مجلس الأمة بالدرجة الأولى وليس لجنة استكمال تطبيق الشريعة الإسلامية.
آخر كلام
بعيداً عن قيد السؤال ما الذي تود إضافته؟
· أود أن أحذر الشعب الكويتي من الغارة الشعواء على هوية الشعوب الإسلامية التي تشن من قبل قوى خارجية ليبرالية كما أدعو الشعب الكويتي إلى مقاطعة أنشطة السفارة الأمريكية وأطالب جمعية الصحافيين باتخاذ موقف جريء وواضح حيال هذا الأمر كما حصل في مصر، والدعوة موجهة لعموم الشعب الكويتي إلى مقاطعة البضائع الأمريكية من أجل إيصال رسالة إلى الإدارة الأمريكية تعبر عن رفضنا واستيائنا من انحيازها الفاضح لإسرائيل على حساب حقوق الإنسان في زمن الهزيمة التي أصيب بها جسد العالم الإسلامي.