مستخرج
الرد للإمام أحمد
دراسة ونقد
كتاب الرد على الجهمية
بقلم: أ.د. حاكم المطيري
الحمد الله وحده، وصلِّ اللهم على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه. وبعد:
فهذا كتاب عرض لي بلا قصد، أثناء إجابتي عن سؤال وردني عن كتب الاعتقاد
ومنهجية البحث في مسائلها، وبعد أن شرعت في الإجابة عنه، وذكرت أئمة أهل السنة الذين
صنفوا فيه، ومنهم الإمام أحمد، وإمامته في هذا العلم، احتجت إلى الاستشهاد ببعض أقواله،
فرجعت إلى كتابه «الرد على الجهمية» وكان عهدي به قديمًا، ولم أكن قد اطمأننت إليه
منذ قرأته مبكرًا في بداية الطلب، بسبب أسلوبه الذي لم أجد فيه لغة الإمام الأحمد ومنهجه
في الاستدلال، فلم يعد منذ قرأته أول مرة من مراجعي التي أرتادها كلما عنّ لي بحث في
مسألة عقائدية.
وقد وقع خلاف قديم في صحة نسبته للإمام أحمد، فأثبته له ابن تيمية وابن
القيم، ونفاه عنه الذهبي!
وكم هو مشكل جدًّا وعسير أن يقع الخلاف في إثبات نسبة كتاب ونفيه بين هؤلاء
الأعلام الثقات الأثبات!
ولم يتيسر لي النظر والبحث في هذه القضية آنذاك، حتى جاء هذا السؤال، واحتاج
مني الجواب عنه الرجوع إلى كتب الإمام أحمد، فاضطررت إلى تحرير النزاع فيه، والنظر
في الخلاف بين من يُثبته للإمام أحمد ومن ينفيه!
فكان الأمر الجلل؛ أن كتاب «الرد على الجهمية» للإمام أحمد المطبوع منذ
مائة سنة، بعشرات الطبعات وتحقيق عدد كبير من المحققين، لا علاقة له بالإمام أحمد ولا
بكتابه «الرد على الجهمية» إلا الاسم فقط! وأن كتاب «الرد على الجهمية» للإمام أحمد
الذي اطلع عليه عشرات الأئمة واستفادوا منه مفقود اليوم غير موجود!
فرأيت ضرورة إعادة بعثه من جديد، ونشره بعد فقده، وفق المنهجية العلمية
لبعث الكتب المفقودة، من خلال جمع نصوصها من بطون الكتب التي نقلت عنها، حسب ترتيب
أهمية تلك المصادر، وترتيب مادتها، بعد معرفة موضوع الكتاب، وإكمال النصوص المقتبسة
منه لبعضها، كما ستراه في تحقيق هذا الكتاب المهم من كتب السنة.
وقد كان لكثرة أصحاب الإمام أحمد، وجمعهم لأقواله، خاصة في قضية خلق القرآن،
واشتهاره بإمامة السُّنّة في عصره، السبب الرئيس في حفظ مادة كتابه «الرد على الجهمية»
أو «رسالة في القرآن وأنه غير مخلوق» وهو ما يسر بعثه من جديد، كما ستراه في الفصل
الثالث من هذا الكتاب.
وقد يسر الله لي تأليفه في أول يوم من رمضان هذه السنة ١٤٤٣هـ والفراغ
منه في آخر يوم منه الموافق شهر أبريل سنة ٢٠٢٢م.
تنزيل الكتاب