جزء
الأربعين في صفات رسول رب العالمين ﷺ
تصنيف
الشيخ أ.د. حاكم المطيري
بين يَديّ الموضوع:
الحمد الله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..
فهذا جزء لطيف، ومصنف شريف، في أربعين بابا، في صفة النبي ﷺ، الخِلقية، وصفاته الخُلُقية، مما يجب على كل مؤمن معرفتها، إذ معرفته ﷺحق المعرفة والشهادة له بالنبوة الخاتمة، لا تتحقق على الوجه الأكمل إلا بمعرفة صفاته التي وصفه الله وعرّفه بها فقال عنه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم﴾[القلم: ٤]، فمنها ما يجب معرفته للاقتداء به ﷺواتباعه فيها، كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾[الأحزاب: ٢١].
ومنها ما قد يتوقف على معرفته صحة الشهادة له بالرسالة ﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُون﴾[المؤمنون: ٦٩].
كمعرفة اسمه ﷺوبلده وعشيرته، وأنه محمد بن عبدالله العدناني القرشي الهاشمي المكي، ومنها ما هو من كمال العلم به وكمال الشهادة له كمعرفة نعته وصورته، وبكلا الأمرين: الخَلق والخُلق؛ كان يعرفه علماء بني إسرائيل كما يعرفون أبناءهم ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُون﴾[البقرة: ١٤٦].
وكما في صحيح ابن حبان عن عَبْدِ اللَّهِ بْن سَلَّامٍ: (إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا أَرَادَ هُدَى زَيْدِ بْنِ سَعْنَةَ، قَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ شَيْءٌ إِلَّا وَقَدْ عَرَفْتُهَا فِي وَجْهِ مُحَمَّدٍ ﷺ حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ، إِلَّا اثْنَتَيْنِ لَمْ أَخْبُرْهُمَا مِنْهُ: يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلَا يَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلَّا حِلْمًا، فَكُنْتُ أَتَلَطَّفُ لَهُ لِأَنْ أُخَالِطَهُ فَأَعْرِفَ حِلْمَهُ وَجَهْلَهُ).
وقد عنونت كل باب بترجمة لما تحته من الأحاديث الصحيحة، وأوردت ما يناسبها من الآيات وتفسيرها، واقتصرت على الحديث الصحيح المتفق عليه في الصحيحين أو أحدهما، وربما ذكرت ما صح عند غيرهما من الأئمة، وابتدأت كل إسناد بالإمام الذي اشتهر برواية الحديث، من أصحاب الكتب والمصنفات، من التابعين وأتباعهم، واسأل الله أن يجعله شفاعة لي عنده يوم العرض عليه، والوقوف بين يديه، ولكل من قرأها وسمعه، وقد أجزت به أهل العصر، إجازة عامة، وأهل الحديث منهم إجازة خاصة.
تنزيل الجزء الحديثي