جزء الأربعين
في شرائع الدين
من وصايا النبي الهادي الأمين ﷺ
تصنيف
الشيخ أ.د. حاكم المطيري
بين يَديّ الموضوع:
الحمد الله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه،
وبعد..
فهذا جزء حديثي مبارك في أربعين بابا، جمعت فيه كل ما أوصى به النبي ﷺ أمته، سواء كان ذلك ابتداءً منه ﷺ في خطابهم فرادى أو جماعات، أو مما سألوه أو بعضهم فأجابهم عنه، مما فيه
صلاحهم وفلاحهم في دينهم وآخرتهم، وقدمت في كل باب بالآيات القرآنية التي هي الأصل
في هذه الوصايا النبوية، واقتصرت في هذا الجزء على الحديث الصحيح والحسن بذاته أو لغيره،
واكتفيت بالعزو إلى الصحيحين أو أحدهما إن كان الحديث فيهما، وإلا إلى باقي الكتب السبعة،
وربما توسعت في غيرها من كتب الحديث لفائدة، واقتصرت في بيان صحة ما أوردته في هذا
الجزء على أحكام الأئمة المتقدمين كالترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي،
والضياء المقدسي، والمنذري، والذهبي، وابن حجر، والسيوطي، بعد أن أطمئن لصحة الحكم
اجتهادا لا تقليدا.
ورتبت الأحاديث على أبواب الدين ابتداءً من الإيمان وحقائق التوحيد، وما
يناقضه من الشرك، ثم الإسلام وشرائعه وأحكامه، وما يناقضه من المعاصي، ثم الإحسان وحسن
الخلق وشعبه.
وربما قدمت الحديث الذي فيه لفظ الوصية -أو ما يفيد معناه- على غيره، وإن
كان أصح منه إسنادا؛ لبيان أنه من شرط هذا الجزء، ويدخل فيما يفيد معنى الوصية قوله
ﷺ: (ألا أخبركم)، (ألا أدلكم)، (أخبرني عما يدخلني الجنة).. إلخ
فالحديث الأول هو غالبا حديث الباب
وشرط الكتاب، ثم يأتي تحته متابعاته وشواهده لبيان تواتره أو شهرته لفظا أو معنى، أو
لزيادة في لفظه تزيده بيانا ووضوحا.
وقد ذكرت طرفا من الإسناد لفوائد حديثية، كشهرة مخرج الحديث وأنها من رواية
الأئمة أصحاب المصنفات التي عليها مدار كتب كل من جاء بعدهم، كالثوري، وشعبة، ومالك،
والأوزاعي، وحماد بن سلمة، والليث بن سعد، وغيرهم من أئمة أتباع التابعين، وزدت على
الوصايا النبوية ما ورد عن أصحابه رضي الله عنهم والتابعين من وصايا مباركة، وكل ما
في هذا الجزء أرويه بأسانيدي إلى أصحاب المصنفات التي خرجت منها هذه الأحاديث، كما
فصلته في ثبتي المنشور (إتحاف الثقات بأسانيد الأثبات).
وأسأل الله العظيم أن يجعله خالصا لوجهه الكريم.
تنزيل الجزء الحديثي