المَشْرق
والمستقبل المُشرق
أ.د. حاكم المطيري
الأمين العام لمؤتمر الأمة
٥ / ٨/ ١٤٤٦هـ
٤/ ٢/ ٢٠٢٥م
حين استغاث الشعب السوري بالأمة وشعوبها -وهو يواجه حرب الإبادة ويخوض
معركة التحرير- كانت تركيا رئيسا وحكومة وشعبا أول من وقف معه وآواه ونصره وتحمل تبعات
هذا الموقف الإسلامي الإنساني الذي عايشناه وكنا شهودا عليه خلال ١٤ عاما من تاريخ
الثورة السورية والمؤازرة التركية.
وقد تكلل ذلك الجهد المبارك بين الشعبين بهذا النصر التاريخي ليستعيدا
معا مفهوم (الأمة الواحدة) بعد أن تراجع أمام المفهوم القومي -الدخيل على المنطقة-
منذ إلغاء الخلافة الجامعة للشعبين سنة ١٩٢٤ إلى أن أعاده هذا النصر المشترك سنة
٢٠٢٤م.
لقد استعادت شعوب المنطقة ذاكرتها التاريخية ووعيها بذاتها وهويتها التي
وحدت بينها مدة ١٢٠٠ سنة من تاريخها الإسلامي المشترك، وإن تعزيز التعاون بين تركيا
وسوريا هو حجر الأساس لاستعادة مفهوم (الأمة الواحدة) الذي يقوم على أساس ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾ ويجعل من تنوع شعوب المنطقة
القومي والديني مصدرا لقوتها ووحدتها ونهضتها فسوريا بالنسبة لتركيا هي بوابة الحزام
العربي الجنوبي الممتد من موريتانيا إلى عمان، كما أن تركيا بالنسبة للعرب هي بوابة
الحزام الإسلامي الشمالي الممتد من أفغانستان وتركستان إلى البلقان.
وكل تعاون مشترك بين تركيا وسوريا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا سيعزز وحدة
الأمة وشعوبها ويحافظ على أمنها واستقرارها ويحقق نهضتها وسيادتها.
﴿وأن هذه أمتكم أمة واحدة﴾.