﴿النبي أولى
بالمؤمنين﴾
أ.د. حاكم المطيري
17/ 8/ 1446هـ
16/ 2/ 2025م
ما وقع للجماعات وأفرادها من الغلو في قياداتهم وشيوخهم والولاء لهم
-حتى انحاز بعضها للعدو الغربي المحتل في أفغانستان والعراق وسوريا وعادت المجاهدين
في سبيل الله ولم يؤثر ذلك في ولاء أتباعها لها- وقع للدول وشعوبها مثله وأشد، فصار
الملك والأمير والرئيس هو المطاع والمتبوع من دون النبي ﷺ فما أحله فهو الحلال وما حرمه فهو الحرام، ومن والاه من الدول والأفراد
فهو الصديق والحليف والولي وإن كان كافرا شقيا، ومن عاداه فهو العدو وإن كان مجاهدا
تقيا!
وصار علماء كل بلد -إلا من رحم الله- لا يردون قول رئيسهم وحكمه مهما
كان باطلا محادا لحكم الله ورسوله ﷺ! فلم يبق للنبي ﷺ في حقيقة
الأمر من الإمامة والولاية على أمته في واقعها السياسي شيء وهي الولاية المطلقة بنص
القرآن ﴿النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم﴾ وقال ﷺ (أنا أولى بكل مؤمن من نفسه) وصارت الولاية المطلقة واقعا هي للرؤساء
والملوك والأمراء لا معقب لحكمهم ولا راد لأمرهم ومن أمرهم بمعروف أو نهاهم عن منكر
قتلوه أو سجنوه أو نفوه!
وهو ما يوجب على علماء الأمة الربانيين الدعوة إلى تعريف الأمة بهذا الأصل
العظيم وهو أخص خصائص النبي ﷺ وهي
ولايته على أمته ولاية مطلقة بموجب الشهادة له بالرسالة التي توجب طاعته واتباعه في
كل زمان ومكان وعدم طاعة من خالف حكمه وعدم اتباعه وأن طاعة الرؤساء منوطة بطاعته ﷺ والحكم بشريعته كما في الصحيح: (اسمعوا وأطيعوا وإن تأمر عبد حبشي ما
أقام فيكم كتاب الله)، (وما قادكم بكتاب الله).