تعظيم شعائر الله
من تقوى القلوب
أ.د. حاكم المطيري
الأمين العام لمؤتمر الأمة
١٠/ ١٢/ ١٤٤٥هـ
١٦/ ٦/ ٢٠٢٤م
هنيئا حجاج بيت
الله حجكم
وهنيئاً لمن عظم
حرمات الله
وهنيئاً لمن عظم
شعائره
قال تعالى: ﴿ذلِكَ
وَمَن يُعَظِّم حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ﴾ [الحج: ٣٠]
وقال سبحانه:
﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ﴾ [الحج:
٣٢]
وقال النبي ﷺ: (ما من يوم أكثر
أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، إنه ليدني، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول:
ما أراد هؤلاء).
وقال: (إن الله
يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثا غبرا).
وقال: (ما رئي
الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا
لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام، إلا ما أري يوم بدر قيل وما
رأى يوم بدر يا رسول الله؟ قال: أما إنه قد
رأى جبريل يزع الملائكة).
وقال: (ما من يوم
أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل
السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثا غبرا ضاجين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون
رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم ير يوما أكثر عتقا من النار، من يوم عرفة).
فالواجب على المسلمين
جميعا تعظيم شعائر الله هذه الأيام فهي أعظم شعائر الإسلام وهي خامس أركانه وبها تتجلى
أمتهم الواحدة وأخوتهم ووحدتهم على اختلاف قومياتهم وأوطانهم وألوانهم وحقيقة رسالة
الله لهم بالإعلان عن توحيده وعبادته وحده لا شريك له وترك كل دين سوى دينه.
ويجب على كل مسلم
تعظيم حرمات الله وشعائره وأيامه وحرمة حجاج بيته وضيوفه وهم يؤدون ركنا من أركان دينه
فلا يخيفهم ولا يروعهم ولا يصدهم عنه بفعل أو قول ولا يثير الفتن بينهم وقد نهاهم الله
عن الجدال فيه.
ويجب على من استخف
بالحج وشعائره وبالحجاج وكثرتهم وصفهم بأنهم غثاء -لعجزهم عن نصرة إخوانهم المستضعفين-
أن يتوب إلى الله فإنه يخشى على من فعل ذلك الوعيد الوارد في الحديث: (رب كلمة لا يلقي
لها العبد بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا).
وما زال المسلمون
طوال تاريخهم يعظمون موسم حجهم وأيامه وحجاج بيت الله مع ما كانوا فيه من محن وفتن
تعصف بأوطانهم وما يتعرضون له من ظلم وطغيان داخلي ومن عدوان خارجي فلا يزيدهم ذلك
إلا تعظيما للحج والدعوة إلى إقامته وقصد البيت الحرام وإعماره بالحج والعمرة والاعتكاف
والطواف، كما لم يمنعهم احتلال العدو الكافر لبلدانهم من إقامة صلاتهم وإعمار مساجدهم.
فليتق الله كل
مسلم أن يستخف بركن من أركان الإسلام وشعيرة من أعظم شعائره بدعوى نصرة المستضعفين
أو بذريعة مواجهة الظالمين، فلا هو نصر ضعيفا ولا أنصف مظلوما ولا أقام دينا.