جزء الأربعين
بأسباب
"الفوز المبين"
تصنيف أ.د. حاكم المطيري
٢٣ / ١/ ١٤٤٦هـ
٢٩/ ٧/ ٢٠٢٤م
بين يدي الجزء:
الحمد الله رب العالمين، وصل اللهم على نبيك الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه
أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا جزء مختصر من أربعين حديثا صحيحا، بأسباب "الفوز المبين"
بالجنة وموجباتها، بيانا لقوله تعالى: بيانا لقوله تعالى {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْمُبِينُ}.
وقد جاءت السنة النبوية ببيان هذه الأسباب وتفصيلها، بل السنة النبوية
كلها إنما هي بيان لتحقيق هذا "الفوز المبين"، وقد اشتملت هذه الأحاديث الأربعين
الصحيحة على الأعمال الصالحة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنها سبب لدخول الجنة،
ثم هذه الأعمال الصالحة الموعود عليها بالجنة على درجات: منها ما هو من أركان الإيمان،
ومنها ما هو من فرائض الإسلام وعزائمه وواجباته، ومنها ما هو من مندوباته ومستحباته،
فمن استكملها فقد استكمل "الفوز المبين"، ومن أخذ ببعضها بعد إقامة أركانها،
فقد تحقق له من الفوز بقدرها، فيجتهد على إكمالها، فإنها كلها بحمد لله مقدورة لكل
مسلم، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وربما فتح الله للمؤمن بابا من هذه الأبواب، ويسر
له من الأسباب، ما لم يفتح له في غيره، كبر الوالدين، والإحسان إلى الخلق، وقضاء حوائج
المحتاجين لوجه الله، فينبغي عليه لزوم بابه، ولا يفرط فيه، ولا ينصرف عنه، فإن فُتح
له باب آخر، ويسره الله له اجتهد فيه، ولم يفارق الذي قبله، حتى يكون الله هو الذي
يخرجه منه، كأن يتوفى الله والديه، أو يفتقر بعد غنى، أو يضعف بعد قوة، فيعجز عن القيام
بحوائج المحتاجين، فيلزم غيره من أبواب البر والخير، كالمحافظة على الأذكار والاستغفار.
وقد جعل الله أسباب "الفوز المبين" وأبوابه واسعة، لا تضيق
بأحد، مهما ضعف حاله، وقل ماله، كباب القتال في سبيل الله، فإن الله جعله بالنفس، لمن
قدر عليه، وبالمال لمن عجز عن النفس، أو تعذر عليه، وبالكلمة لمن عجز عن النفس والمال،
كما قال صلى الله عليه وسلم: (جاهدوا المشركين بأنفسكم، وأموالكم، وألسنتكم).
وكما في قيام الليل فمن لم يستطع القيام لمرض، أو عجز، أو شغل، أوتر ولو
بركعة.
وكذا في كل أبواب البر والخير، كما سيأتي بيانها في هذا الجزء.
وقد رتبتها حسب أبوابها، الأهم فالمهم، وأوردت في أول كل باب، ما يشهد
له من آيات الكتاب، واقتصرت في أصول هذه الأربعين على الصحيحين، وعلى ما يزيدها بيانا
من الأحاديث الصحيحة من السنن الأربعة، ومسند أحمد، واقتصرت عليها، لتيسير قراءتها
وحفظها على الصغار والكبار، وأقدم بما في صحيح البخاري، ومسلم، ثم باقي الكتب الخمسة.
وأروي كل ما في هذا الجزء بأسانيدي المسطورة المنشورة في ثبتي "إتحاف
الثقات إلى أسانيد الأثبات".
وقد أجزت بهذا الجزء وبكل أسانيدي في ثبتي المذكورة:
١- كل من درس عندي، أو قرأ علي شيئا من العلم، أو أخذ عني، وسمع مني مباشرة.
٢- وكل طلبة العلم عامة، وأهل الحديث خاصة، ممن عاصرني، وقرأ هذا الجزء
وأقرأه غيره، أو دارسه فيه، أو شرحه كتابة، أو مشافهة.
هذا وأسأل الله لي، ولوالدي، ولكل من قرأه، ولجميع المؤمنين، "الفوز
المبين"، والنجاة بحبل الله المتين، آمين آمين.
تنزيل الكتاب