الحكومة العالمية
وإعادة تنظيم القوى!
بقلم: أ.د. حاكم المطيري
١٠/ ٢/ ١٤٤٥هـ
٢٦/ ٨/ ٢٠٢٣م
تقوم (الحكومة العالمية) في نيويورك بهندسة مجموعة البريكس لتكون البديل
عن الكتلة الشيوعية الشرقية التي انتهت فعليا منذ انتهاء الاتحاد السوفيتي وانتهاء
الثنائية القطبية التي كانت بينه وبين الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية
١٩٤٨ واستمرت طول الحرب الباردة ولمدة ٤٠ سنة وبعد أن جربت أمريكا قيادة العالم بالقطب
الأوحد منذ سنة ١٩٩٠ وجدت بأنها عاجزة تماما عن الاستمرار بهذا الدور عالميا وهي تحاول
اليوم - قبل خروج العالم عن السيطرة الغربية بتعدد الأقطاب الدولية خاصة العالم الإسلامي
بقيادة تركيا - العودة إلى الثنائية القطبية وتعزيز مجموعة البريكس التي لم تعد مهددا
للرأسمالية كما كانت الشيوعية بل رديف مهم لها اقتصاديا وشريك في تعزيز النظام الدولي
الذي تديره وتتحكم به أمريكا وبريطانيا عبر مجلس الأمن والأمم المتحدة .
فمجموعة البريكس أشبه بدول عدم الانحياز التي عززت أمريكا دورها لتطويق
الكتلة الشيوعية بينما كانت أكثر دول عدم الانحياز تخضع للنفوذ الأمريكي!
وهذا ما يجري في مجموعة البريكس اليوم وتعزيز الولايات المتحدة له بقيادة
الصين بدلا من روسيا التي تريد أمريكا وأوربا تهميش دورها الدولي وتفكيك الاتحاد الروسي
نفسه!
ومادام مجلس الأمن بدوله الخمس كما هو ومقر الأمم المتحدة ما يزال في
نيويورك فلا يعدو كل ما يجري عن أن يكون إعادة إنتاج للنظام الدولي -الخاضع للحكومة
العالمية وللولايات المتحدة وأوربا منذ الحرب العالمية الأولى ثم الثانية- وفق التغيرات
التي طرأت خلال نصف قرن وأهمها تحول الصين إلى قوة اقتصادية كبرى وبروز قوى دولية جديدة
تتطلع إلى الاعتراف بمصالحها في مناطق نفوذها خاصة تركيا التي تسعى لقيادة الاتحاد
التركي الممتد شرقا من حدود الصين وأفغانستان إلى حدود البلقان!