العالم الإسلامي
والخطوط الحمراء!
بقلم: أ.د. حاكم المطيري
١١/ ٢/ ١٤٤٥هـ
٢٧/ ٨/ ٢٠٢٣م
منذ اكتمال السيطرة الصليبية الغربية على العالم بعد إسقاط الخلافة العثمانية
وإنهاء السيادة العالمية للأمة الإسلامية وانهيار دولتها المركزية وضم شتات دويلاتها
الوظيفية إلى المنظومات الغربية الدولية -ابتداء من عصبة الأمم ١٩٢٠ ثم الأمم المتحدة
١٩٤٥ والأحلاف الثنائية تحتها سواء العسكرية كحلف النيتو وحلف وارسو أو الاقتصادية
كالاتحاد الأوربي أو البريكس الآن- وهناك خط أحمر دولي على دول العالم الإسلامي -التي
تمثل ثلث العالم جغرافيا وربعه بشريا- أن تشكل حلفا خاصا بها سياسيا أو عسكريا أو اقتصاديا
غير مرتبط بالغرب أو الشرق لتظل هذه المنطقة حجر الأساس الذي يقوم عليه النظام الدولي
الهرمي الذي تشكل الولايات المتحدة وأوربا رأسه وقيادته والصين وروسيا جناحيه والعالم
الإسلامي قاعدته وموارده والمحظور عليه تماما الخروج عن التبعية للمنظومة الغربية إذ
يعني خروجه وتحرر دوله وشعوبه نهاية هذا النظام الغربي الاستعماري الذي يحكم العالم
كله من خلال السيطرة على ما يسميه الشرق الأوسط الذي لا يمكن لأي قوة دولية أن تسود
العالم إلا من خلاله!
وكل تعزيز لهذا النظام الدولي وأحلافه المرتبطة به ما هو إلا تكريس للاحتلال
الغربي للعالم الإسلامي ودوله وشعوبه التي تتطلع إلى شق طريقها الخاص بها فهي الأمة
الوسط بين الأمم دينا وقيما وموقعا {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} والمانعة من الطغيان البشري
الشرقي والغربي وفي انضوائها تحت أحلافه طمس لمعالم دينها وتأخيرها لاستقلالها ورهن
لسيادتها لصالح الدول الغربية وأغلالها!