مصر
وساعة الصفر!
١٨/ ٣/ ١٤٤٥هـ
٣/ ١٠/ ٢٠٢٣م
تحاول واشنطن ودولها العربية الوظيفية تدارك الانهيار الوشيك في مصر ومنع
حدوثه بتغيير النظام العسكري بوجه مدني يخفف من حدة الاحتقان الشعبي والسياسي لتستمر
مصر بالقيام بدورها الوظيفي لمصلحة المحتل الأمريكي الذي يحكم العالم العربي من مصر
كما كانت بريطانيا!
وقد أدرك السيسي بأن واشنطن قد قررت تغييره بعد أن أدى دوره وبعد أن صار
حجر عثرة وعبئا ثقيلا على من جاءوا به للسلطة بالانقلاب العسكري سواء القوى الخارجية
أو الداخلية التي تريد طي صفحة الربيع العربي والثورة المصرية ٢٠١١ الموؤدة على يد
السيسي ٢٠١٣ والتي لا يمكن طيها ونسيان أحداثها ومآسيها في ظل وجوده!
فبادر لقطع الطريق على من يريدون إزاحته باللجوء إلى صندوق العجائب!
فإذا كان الجيش يريد التغيير وواشنطن تريد التغيير ودول الخليج تريد التغيير
لإنهاء كابوس الربيع العربي ومنع تكرر حدوثه في مصر فالسيسي يريده أيضا ويدعو إليه
بشرط أن يكون عبر صندوق الانتخابات!
وهنا يستقوي السيسي بالشعب على الجيش بعد أن استقوى بالجيش على الشعب!
ويقطع الطريق على واشنطن بشعار الديمقراطية نفسها! وستكون انتخابات تنافسية شبه حقيقية
أيضا يتعرض فيها السيسي للنقد والتجريح حتى يظن الواهمون بأن مصر قد باتت بلدا ديمقراطيا
على وشك التغيير السلمي!
وبما أنه لا يوجد للسيسي حزب سياسي شعبي يقف خلفه فقد بدأ منذ فترة بفتح
الخطوط مع الإسلاميين من وراء الكواليس والحديث معهم عن المصالحة مقابل بقائه في السلطة
تماما كما فعل حسني مبارك مدة ثلاثين سنة وربما ينجح في مسعاه هذا فهم أصلا كالسيسي
فقدوا الأمل في العودة إلى السلطة بدونه كما فقد هو الأمل في البقاء فيها بدونهم!
إلا أنه كما يبدو قد فات القطار على الجميع فلا تستطيع واشنطن فرض التغيير
كما تريد، ولا السيسي قادر على اللعب على الحبال أكثر مما مضى، ولا الإسلاميون لديهم
القدرة على التأثير في الشارع الذي جربهم واكتشف عجزهم وفشلهم في إدارة كل دول الربيع
العربي التي حكموها وأنهم كانوا كغيرهم من الأنظمة العربية الوظيفية يخضعون لشروط المحتل
الغربي!
ولم يبق إلا قرار الشعب المصري وساعة الصفر!
أ.د. حاكم المطيري
الأمين العام لمؤتمر
الأمة