الملا عمر
والخطاب العربي الجديد!
بقلم: أ.د. حاكم المطيري
٢٦/ ٣/ ١٤٤٥هـ
١١/ ١٠/ ٢٠٢٣م
أهم أثر للحرب الدائرة على أرض فلسطين اليوم هو استعادة العرب لوعيهم
بحقيقة الصراع وطبيعته وأن العدو الحقيقي ليس فقط المحتل الصهيوني بل الحملة الصليبية
التي جاءت به وما زالت تحميه وتقاتل معه ودونه مهما حاول الجميع التعامي عن هذه الحقيقة
وتجاهلها خشية مواجهة العدو الحقيقي!
ولن تتحرر فلسطين أبدا حتى تواجه الأمة هذا العدو وهذه الحملة التي تحتل
القدس منذ دخول القائد البريطاني أدموند اللنبي واحتلاله لها ١٩١٧ وليس منذ تقسيم فلسطين
عام ١٩٤٧ وإعلان دولة إسرائيل عام ١٩٤٨م!
وقد أسست بريطانيا الجامعة العربية ١٩٤٨ لحماية هذا المحتل الصهيوني وما
زالت تقوم بالدور نفسه حتى اليوم!
لقد بدأ خلال ثلاثة أيام فقط خطاب عربي جديد يعيد النظر في كل المفاهيم
القانونية والحقوقية والأخلاقية التي طالما روجتها الحملة الصليبية باسم الديمقراطية
وحقوق الإنسان والشرعية الدولية حتى غدت دينا جديدا نسخت به دين الإسلام وأحكامه بما
في ذلك وجوب الجهاد وأحكام الحرب ليصل العرب بعد ربع قرن إلى ما كان يدعو إليه الملا
عمر!
ووجدت النخب العربية نفسها أخيرا مع الملا عمر وفي الخندق الذي طالما
دعا الأمة إليه لتحرير أفغانستان من الاحتلال الأمريكي الأوربي فتخلى عنه الجميع خشية
وصمهم بالإرهاب واختاروا الانحياز لخندق الشرعية الدولية وقيم الديمقراطية والحضارة
الإنسانية برعاية غربية!
فإذا هذه الحضارة ترميهم عن قوس واحدة بما رمت به الملا عمر ومن انحاز
إليه من أحرار الأمة ومجاهديها ﴿ليقضي الله أمرا كان مفعولا﴾!