﴿ذلكم حكم الله﴾
أ.د. حاكم المطيري
١٤ / ٤/ ١٤٤٥هـ
٢٩/ ١٠/ ٢٠٢٣م
كل قتال مشروع في دين الإسلام هو في سبيل الله وباسمه وبحكمه وشرعه ومن
قام به مشكور مأجور وإن قُتل فشهيد سعيد.
وكل قتال محرم في الدين هو في سبيل الشيطان.
ولا ثالث لهما!
قال الله تعالى: ﴿الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون
في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان﴾
فالمؤمنون إنما يقاتلون في سبيل الله ووفق حكمه وشرعه ودينه لا يعتدون
ولا يبغون ولا يظلمون والكفار يقاتلون في سبيل الطاغوت والشيطان والظلم والعدوان.
وقال سبحانه: ﴿وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله
لا يحب المعتدين﴾.
فقابل بين القتال الواجب المشروع في سبيل الله وهو ما يحبه الله ويرضاه
وأذن به والعدوان المحرم الممنوع في دين الله..
وقال سبحانه: ﴿وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله﴾.
فغاية كل قتال في الإسلام هو أن يكون الدين كله لله والطاعة والحكم له
حتى لا تبقى فتنة ولا ظلم ولا عدوان ولا فساد في الأرض.
وقال تعالى: ﴿هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون﴾ وقال: ﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في
الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد
خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون﴾.
فالغاية من إرسال الرسول ﷺ وتشريع الجهاد في سبيل الله ليظهر الله دينه وأمته على كل دين وأمة ظهورا
يتحقق به تمكين للدين واستخلاف للمؤمنين وأمن للمستضعفين.
وقال رسول ﷺ: (اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا، ولا تغلوا،
ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا).
فالقتال المشروع في الإسلام لا يكون إلا في سبيل الله وباسم الله وفي
الدين وللدين وبالدين سواء قتال الكفار والمشركين المعتدين أو قتال الظالمين والمفسدين
وكل ما ليس كذلك فليس من الدين ولا في سبيل الله بل في سبيل الشيطان والطاغوت ومن اتخذ
إلهه هواه.
فالقتال في الإسلام إما ديني مشروع فهو سبيل الله أو لا ديني غير مشروع
فهو سبيل الشيطان ولا ثالث لهما!