هدنة بايدن
وتكريس الاحتلال!
أ.د. حاكم المطيري
١٢/ ٥/ ١٤٤٥هـ
٢٦ / ١١/ ٢٠٢٣م
تصريح الرئيس الأمريكي
بايدن اليوم بأن هدفه تمديد الهدنة في غزة أشد خطرا من عودة القتال نفسه فهو يعني تكريس
تمركز الجيش الصهيوني فيها واحتلالها والاكتفاء بما حققه مقابل وقف الحرب لتصبح غزة
كالضفة الغربية!
وهي سياسة المحتل
الصهيوني منذ أول حروبه سنة ١٩٤٨ ففي كل هدنة يعقدها تكريس لواقع جديد!
فالدعوة إلى مفاوضات
للسلام الآن مع المحتل الصهيوني قبل انسحابه عسكريا من غزة نفسها هو في حد ذاته تكريس
للاحتلال ومكافأة على عدوانه وقتله عشرين ألف مدني لم تجف دماؤهم حتى الآن ليتفاوض
من موقع القوة واليد العليا وتحت حرابه المسلولة!
وحل الدولتين يعني
قبول مشروع التطبيع مع المحتل والتنازل له عن ٧٧٪ من أرضي فلسطين التاريخية وهو اتفاق
أوسلو نفسه الذي ترفضه كل قوى المقاومة الفلسطينية!
ولن تعدو الدولة
الفلسطينية المستقلة الموعودة عن أن تكون دويلة عربية وظيفية فاقدة لكل مقومات الدولة
وتحت النفوذ الصهيوني!
ومن المعلوم أن
وضع النظام العربي الرسمي ليس بخير ولا أدل على ذلك من عجزه الكامل عن فك الحصار عن
غزة طوال مدة الحرب لإدخال الغذاء والدواء! ومنعه للمظاهرات والمسيرات في الوقت الذي
تتظاهر كل شعوب العالم تعاطفا مع غزة!
ويبقى الرهان على
قدرة شعوبنا على إحداث التغيير وهي قادرة كما حدث في الربيع العربي والذي قد يتكرر
في أي لحظة في ظل حالة الاستبداد والانغلاق السياسي والارتهان للقرار الأمريكي الأوربي.