رائعة الابتدا
في نظم الآجرومية وقطر الندى
المقدمة:
الحمد الله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم
يعلم، وصلى الله وسلم على النبي الأكرم، أفصح من نطق الضاد، وأكرم من جاد، وأحلم وأرحم
من ساد، وعلى آله وأصحابه الأبرار الأمجاد، وبعد..
فهذا نظم (رائعة الابتدا في نظم الآجرومية وقطر
الندى) في علم النحو، وقد سبق نشره سنة ٢٠٠٤م في كتابي (روائع المتون وبدائع الفنون)
وهو يضم خمسة متون في ألف بيت في علم الفرائض والمواريث، وعلم أصول الفقه، وعلم القواعد
الفقهية، وعلم مصطلح الحديث.
وقد قرأها علي مرات عديدة عدد من طلبة العلم،
فكنت أصحح بعض ما وقع في المطبوع من أخطاء، حتى يسر الله نشرها هذا المرة وحدها، مصححة
منقحة.
قصة هذا النظم:
وقد كان طلب مني بعض الإخوة النجباء، وأهل العلم
الفضلاء، أواخر سنة ١٤٢٣ - ٢٠٠٢م، نظمًا وسطًا لكون ألفية ابن مالك طويلة، وفيها ما
لا يحتاج إليه خاصة الخاصة فضلًا عن العامة، ونظم العمريطي للأجرومية لا يفي بحاجة
طالب العلم، فرأيتُ الجمع بين الأجرومية وقطر الندى في نظم وسط، فيسَّر الله (رائعة
الابتدا في نظم الآجرومية وقطر الندى) في أربعمائة وخمسين بيتًا أرجو أن تكون وافيةً
كافيةً لغير المتخصصين في العربية.
وفي يوم الفراغ منها وقبل أن أختمها اتصل بي الأخ
الفاضل د / عصام الغريب بعد طول عهد فقال لي: رأيت البارحة رؤيا تخصّك أحببت أن أقصّها
عليك! فقلت: رؤيا خير إن شاء الله. قال: رأيت العلَّامة محمود شاكر -رحمه الله- في
المنام وهو يهديك كتابًا مخطوطًا بخط فارسي جميل وقال: هذا لك، حتى أننا غبطناك على
الهدية.
فلما فرغ من قصّ رؤياه قلت له: لا أدري تعبيرها
شيئًا، غير أنك اتصلت بي وأنا الآن على وشك الفراغ من منظومة في النحو.
هذا وأسأل الله الهداية والرشاد، والتوفيق والسداد،
في العلم والقول والعمل، وأن يجد طلبة العلوم الشرعية والعربية، بغيتهم في هذا النظم،
وأن يحقق ما كنت أصبو إليه من تيسير علم النحو وتقريبه لهم، بما يناسب هذا العصر ولغته
وأسلوبه، الذي يميل إلى السهولة والتيسير.
وهو سبحانه الولي الشهيد، والمجيب الحميد.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
تركيا - إسطنبول
يوم السبت
١٠ ذو القعدة ١٤٤٥هـ
الموافق ١٨ /٥ /٢٠٢٤م
تنزيل الكتاب