كلمة د. حاكم المطيري
في مؤتمر الحملة العالمية لمقاومة العدوان
لدعم المقاومة العراقية
تحت شعار (قاوم حتى التحرير)
إسطنبول ـ 10 /4 /2010
الحمد لله رب العالمين ناصر المستضعفين وغوث المضطرين وقاصم الظالمين القائل وهو أصدق القائلين {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير}..
وصلى الله وسلم على إمام المجاهدين وقدوة المؤمنين وسيد ولد آدم أجمعين محمد النبي الأمي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد..
أيها المرابطون الصامدون والمقاومون الصابرون في ساحات الكفاح والمقاومة في العراق وفلسطين وأفغانستان وفي كل مكان تذودون عن الأمة وأرضها ودينها وعرضها وتضربون أروع المثل في التضحية والفداء والبطولة والإباء لتتحطم على صخرة جهادكم حملات الظلم والطغيان تحية إجلال وتقدير وعرفان..
الشيخ القائد والزعيم المجاهد صوت حركة التحرر والتحرير في العراق وحفيد قائد ثورة العشرين الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين..
العلماء الأجلاء والزعماء الفضلاء والحضور من جميع قوى المقاومة والإصلاح في العالم العربي والإسلامي باسم الوفد الخليجي المشارك وباسم حزب الأمة أحييكم بتحية الله السلام عليكم ورحمة الله...
أيها الإخوة الحضور..
تعيش الأمة اليوم أحداثا تاريخية كبرى في فلسطين والمسجد الأقصى حيث تتعرض القدس إلى حملة تهويد لطمس معالمها في ظل صمت دولي وعجز عربي رسمي وشعبي عن التصدي لهذه الجريمة الشنعاء وما كان هذا ليحدث لولا أن الأمة قد باتت كلها تحت نفوذ استعماري عسكري مباشر من الخليج إلى المحيط لم يجد مواجهة لمشروعه إلا على أرض العراق الذي يمر على احتلاله اليوم سبعة أعوام ضرب فيها الشعب العراقي المثل في صموده أمام جيوش الاحتلال واستطاع إفشال مشروعه لإقامة شرق أوسط جديد تكون اليد الطولى فيه للكيان الصهيوني وتخضع شعوبه وحكوماته وأوطانه لسيادته وإدارته في ظل دويلات الطوائف العربية التي أقامها مشروع الشرق الأوسط القديم منذ سايكس بيكو إلى اليوم..
أيها الإخوة الحضور..
إن احتلال العراق -الذي ما يزال تحت البند السابع وهو ما يؤكد خضوعه للاحتلال بشكل قانوني يجعل من مقاومته حقا مشروعا للشعب العراق تكفله الشرائع السماوية والمواثيق الدولية- أثبت بما لا يدع مجالا للشك حقائق مهمة هي:
الحقيقة الأولى: أن مشروع الدولة القطرية في العالم العربي فشل فشلا ذريعا ولم تعد الدولة القطرية قادرة على حماية أمن شعبها والمحافظة على سيادتها واستقلالها وأن الوحدة هي الخيار الاستراتيجي أمام شعوبنا وما كان للاستعمار أن يحتل العراق حربا لولا أنه أخضع ما حوله من دويلات سلما!
الحقيقة الثانية: أن قدرة الأمة وشعوبها وقواها الحية على المواجهة للتحديات أكبر مما يظن أعداؤها ويتصور أبناؤها فقد ضحت وما تزال لتتجاوز حكوماتها لتحبط وحدها بعفويتها وفوضويتها وعاطفيتها كل مخططات أعدائها؟!
الحقيقة الثالثة: أن العدو يراهن على الصراع الداخلي والاحتراب الأهلي بين مكونات المجتمعات العربية أكثر من رهانه على قدرته الذاتية لتحقيق أهدافه ولعل ما جرى في العراق شاهد على خطورة هشاشة الجبهة الداخلية وسهولة اختراقها بإشعال نار الفتنة الطائفية والعرقية والفئوية!
وهو ما يجعل من تحصين الجبهات الداخلية ورص الصفوف لمواجهة العدو الخارجي من أوجب الواجبات الشرعية والسياسية كما قال تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}.
الحقيقة الرابعة: أن الأمة اليوم أحوج ما تكون إلى استعادة مفهوم الأمة الواحدة والهوية الإسلامية والعربية الجامعة لكل مكونات المجتمعات في العالم العربي وطرح مشروع سياسي للأمة كلها يحقق استقلالها وسيادتها ووحدتها ويصون حقوقها وحريتها ويحمي مصالحها وثروتها.. مشروع تختار الشعوب فيه حكوماتها بكل حرية لتحقق آمالها وطموحاتها.
أيها المرابطون المقاومون في العراق وخارجه..
إنكم اليوم أحوج ما تكونون إلى الوحدة والاتحاد من خلال جبهة تحرير للعراق تمثل الشعب العراق كله وتتحدث للعالم بصوت واحد كممثل شرعي ووحيد للشعب العراقي تحت ظل الاحتلال فهذا هو استحقاق المرحلة وما تقتضيه الظروف الحالية بعد أن جرب الشعب العراقي العملية السياسية الصورية تحت حراب الاحتلال وأثبتت فشلها وشهدت تقارير الأمم المتحدة نفسها بأن الحكومات العراقية منذ الاحتلال هي من أكثر حكومات العالم فسادا سياسيا وماليا وإداريا!
وهي عملية سياسية لم يجن منها العراقيون إلا عشرات الآلاف من ضحايا القتل الطائفي والتصفيات السياسية الجسدية والمقابر الجماعية وتهجير الملايين وطمس هوية الشعب العراقي العربية!
أيها الإخوة الحضور..
إننا إذ نؤكد دعمنا للشعب العراقي بكل مكوناته وحقه في المقاومة المشروعة حتى التحرر والاستقلال الكامل ليختار نظامه السياسي وحكومته التي تعبر عن إرادته وخياراته الحقيقية لندعو كافة القوى والأحزاب العربية إلى تفعيل (ميثاق دعم المقاومة العراقية) كما ندعو الجامعة العربية والحكومات فيها إلى تسهيل دعم الشعب العراقي وحركاته التحررية وقواه المقاومة والمناهضة للاحتلال وتقديم يد العون للمهاجرين والمشردين العراقيين في كل بلد..
كما ندعو حكومات مجلس التعاون الخليجي إلى تحمل مسئولياتها تجاه العراق وشعبه الشقيق إذ توجب المسئولية السياسية والأخلاقية الاعتراف بحق الشعب العراقي بمقاومة الاحتلال والاعتراف بقواه الرافضة للعملية السياسية تحت الاحتلال وهو ما يقتضي فتح قنوات الاتصال بهذه القوى والاستماع إليها كممثل لجزء كبير عريض من الشعب العراقي.
كما ندعو حكومات مجلس التعاون الخليجي باسم الملايين من العرب الأحرار في جزيرة العرب والخليج العربي إلى إنهاء الاتفاقيات العسكرية والقواعد الاستعمارية للوجود الأجنبي الجاثمة على أرضنا الطاهرة التي شهدت مهبط الوحي ونزول الرسالة فهي أطهر من أن تدنس بهذا العار الذي استلب سيادتها واستقلالها واستقرارها السياسي والاقتصادي وجعلها عرضة للقرصنة الدولية!
هذا ونسأل الله للمرابطين النصر والثبات وللعراق التحرر والاستقلال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.