اللهم لك الحمد وحدك ..
كل شيء هالك إلا وجهك..
أنت ولينا في الدنيا والآخرة لا شريك لك..
وأنت الملك الحق وقولك الحق ووعدك الحق..
اللهم لك أسلمت وبك خاصمت وإليك حاكمت وعليك توكلت وإليك أنبت لا إله إلا أنت..
أعوذ بك اللهم أن أضل أو أُضل أو أزل أو أُزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يُجهل علي..
وصل اللهم على نبيك الأمي الأمين وآله وصحبه أجمعين والتابعين بإحسان إلى يوم الدين ..
وبعد ..
فما إن خرج كتابي (الحرية أو الطوفان.. دراسة في أصول الخطاب السياسي الإسلامي ومراحله التاريخية) وكتابي (تحرير الإنسان وتجريد الطغيان .. دراسة في أصول الخطاب السياسي القرآني والنبوي والراشدي) حتى أدرك كثير من أهل العلم والإيمان ضرورة بعث الخطاب السياسي القرآني والنبوي والراشدي من جديد ودعوة الأمة إليه كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)!
وجاء في الحديث الآخر بيان هذه المحدثات التي تخالف سنن النبوة والخلفاء الراشدين وحددها في المحدثات السياسية وهي الملك العضوض والملك الجبري فقال (تكون النبوة فيكم ما شاء الله لها أن تكون ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم يكون ملكا عاضا ثم ملكا جبريا ثم تعود خلافة على منهاج النبوة)!
وورد في بعض الروايات عن أنس بعد الملك الجبري(ثم تكون الطواغيت)!
وقد فصل حديث حذيفة بن اليمان في الصحيحين وغيرها من الأحاديث الصحيحة الأطوار التي ستمر بها الأمة في واقعها السياسي والديني وما يجب على الأمة القيام به في كل طور من هذه الأطوار فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله حذيفة عما بعد هذا الخير الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الإسلام والإيمان وظهور أحكام الإسلام في عهد النبوة:
فقال حذيفة : فهل بعد هذا الخير من شر يا رسول الله؟
فقال (نعم)!
قال وهل بعد ذلك الشر من خير؟
قال : نعم وفيه دخن!
قال: وما دخنه يا رسول الله؟
قال : قوم يهتدون بغير هدي ويستنون بغير سنتي تعرف منهم وتنكر!
وجاء في حديث آخر (أمراء يهتدون بغير هديي ويستنون بغير سنتي)
قال: وهل بعد ذلك الخير من شر؟
قال : نعم دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها!
قال : صفهم لنا يا رسول الله!
قال : هم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا!
قال : فما تأمرني إن أدركني ذلك؟
قال : الزم جماعة المسلمين وإمامهم! وفي رواية (إن كان لله في الأرض خليفة فالزمه)!
قال : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟
قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة!
وقد خرجت كل هذه الأحاديث في كتاب التحرير...
فبين حديث حذيفة والأحاديث الأخرى الأحوال والأطوار التي تمر بها الأمة وقسمتها إلى ثلاثة أطوار وأحوال مختلفة لكل حال وطور أحكامه الشرعية التي يجب التمسك بها:
فالطور الأول: عهد النبوة والخلافة الراشدة وهو الخير المحض وهذا الذي أمر الشارع بالتمسك به ونبذ كل ما سواه من المحدثات بعده وهو الذي سميته في كتاب الحرية وكتاب التحرير (الخطاب السياسي المنزل) و(الخطاب السياسي الراشدي) وقد اجتهدت في بيان تلك السنن والهدايات والأصول التي كان عليها الخلفاء الراشدون في سياسة الأمة كما فهموها من الكتاب والسنة والتي يجب على الأمة كلها التمسك بها ونبذ كل ما خالفها، وقد بين الشارع أن كل ما خالف هذه السنن فهو من المحدثات التي يجب ردها وإبطالها والتصدي لها وهو الملك الجبري وسننه والملك العضوض وسننه والطواغيت وسننهم ولهذا جاء في الحديث الصحيح (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)!
والطور الثاني: وهو عصر الخلفاء المسلمين بعد الخلفاء الراشدين إلى سقوط الخلافة وزوالها وهو الخير الذي فيه دخن والمحدثات التي تعرف الأمة منها وتنكر ففيها عدل وجور وسنة وبدعة وكل ذلك مع بقاء الخلافة وأصولها كوحدة دار الإسلام وظهور الأحكام وهو الذي سميته (الخطاب السياسي المؤول) الذي وإن خرج عن بعض الأصول إلا أنه حافظ على النظام السياسي الإسلامي وهو الخلافة وأصولها وقد اجتهدت في بيان تلك المحدثات التي أنكرها الصحابة بعد الخلفاء الراشدين والموقف منها والأصول التي حافظت عليها الأمة حتى في الخطاب المؤول كالخلافة والحكم بالشريعة والعدل وإقامة الجهاد..الخ.
فمن كان عدلا من خلفاء المسلمين في ظل النظام الإسلامي وهو الخلافة وجب نصرته واعتقاد إمامته ووجوب طاعته ومن كان جائرا ولم تستطع الأمة عزله وتغييره بخير منه فيحرم عليها إعانته على ظلمه كما جاء في حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة (أعاذك الله من إمارة السفهاء! قال ومن السفهاء يا رسول الله؟ قال أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون علي الحوض ومن لم يصدقهم بكذبهم ويعينهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون علي الحوض) قال الهيثمي في المجمع 5/445 (أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح).
الطور الثالث : وهو عصر الشر المحض والدعاة إلى أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها وهو الذي لا جماعة فيه ولا خلافة بل فرقة عامة وتشرذم ودويلات طوائف وملوك وجبابرة وطواغيت لكل دولة دعاة يدعون لطاعتها وخطاب يخالف خطاب القرآن والسنة وما كان عليها الخلفاء الراشدون بل وما كان عليه الخلفاء المسلمون حتى في عصر المحدثات وقد سميته (الخطاب السياسي المبدل) حيث تغيب فيه الخلافة تماما وتتعطل أحكام الشريعة وهو هذا الواقع الذي تعيشه الأمة اليوم ومنذ سقوطها تحت الاستعمار الغربي في الحرب العالمية الأولى حيث تعيش الأمة أوضاعاً جاهلية منذ تلك الحملة الصليبية الاستعمارية على العالم الإسلامي في القرن الماضي تلك الحملة التي فرضت على الأمة واقعاً سياسياً واقتصاديا وتشريعيا وثقافيا وعسكريا يصطدم بأصول دينها وأحكام شريعتها فأسقطت خلافتها وفرقت وحدتها وأقصت شريعتها وعطلت قدرتها وأقامت بدلا من ذلك دويلات قطرية وحددت حدودها وفق مصالحها الصليبية الاستعمارية في العالم الإسلامي وهو ما لم يحدث في تاريخ الأمة كله مدة ثلاثة عشر قرنا ـ ألف وثلاثمائة عام ـ فتحولت تلك الدويلات القطرية إلى كيانات هشة ضعيفة متخلفة وقواعد عسكرية للدول الاستعمارية والقوى الدولية!
كما فرضت تلك الحملة الاستعمارية الصليبية على الأمة القوانين والتشريعات الوضعية الغربية الفرنسية والبريطانية حتى غدت المصدر التشريعي الرئيسي في عامة أقطارها ولم يعد التحاكم للشريعة وللكتاب والسنة قائما بل ولا مسموحا به!
وتم استباحة الربا الصريح بكل صوره حتى شاعت مؤسساته في كل قطر وصار الاقتصاد فيها قائما عليه حتى تحولت أكثر بلدان العالم الإسلامي والعربي خاصة إلى أكبر مدين للدول الغربية الصليبية التي تتحكم بأسواقها ومنتجاتها وقراراتها الاقتصادية وأصبح العالم العربي كله يعيش حالة من التبعية للغرب والتخلف الاقتصادي والتنموي والمعرفي.
كما تم فرض ثقافة غربية صليبية تحرم على الأمة حقها في الجهاد في سبيل الله والدفاع عن أرضها ودينها وحقوقها وثرواتها بذريعة مكافحة الإرهاب حتى وصل الأمر إلى كافة المنابر الثقافية والإعلامية والمناهج التعليمية فتشكلت ثقافة دينية وسياسية ترسخ وجوده وتكرسه باسم الإسلام والسنة والسلفية!
كما فرض على الأمة حصار معرفي صناعي وتقني وربطت تلك الأقطار والدويلات بمعاهدات عسكرية بالدول الصليبية تحول دون قدرتها على الدفاع عن نفسها والاستقلال بقرارها وسيادتها حتى تحولت إلى أكبر قاعدة عسكرية للجيوش الصليبية الاستعمارية تنطلق منها لشن حروبها على شعوب العالم الإسلامي وإذا الأمر يصل حد موالاتهم والقتال معهم لترسيخ شوكتهم وهو باب ردة جامحة كما قال تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} بينما اشترط في الولاية الشرعية على المؤمنين أن تكون منا {وأولي الأمر منكم}!
ومع هذا كله فما من بلد من هذه البلدان وهذه الفرق ـ التي افترقت عن الخلافة وفارقت الإسلام والكتاب والسنة وهدي الخلفاء الراشدين على اختلاف مستويات هذا الافتراق ـ إلا ولها دعاة ضلالة على أبواب جهنم يدعون الأمة إلى طاعة أنظمتها ورؤسائها ويعظمون أمرهم ويوجبون طاعتهم ويزينون باطلهم حتى صار المنكر معروفا والمعروف منكرا وصارت طاعة الطواغيت الذين يعطلون حكم الله من طاعة الله ورسوله!
هذا مع أن القرآن قد أمر المؤمنين بالكفر بهم كما قال تعالى {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به}!
وحذر من اتباعهم وطاعتهم فقال {والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات}!
وأمر بجهادهم والتصدي لهم فقال {الذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان}!
وقد فصل القرآن وبين معنى الطاغوت الذي جاءت الرسل كلها للتحذير منه كما قال تعالى {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}..
فبين القرآن أن الطاغوت هو إما:
1 ـ طاغوت العبادة {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها}.
2ـ أو طاغوت الحكم والتحاكم {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} وهو يصدق على كل من يحكم بغير حكم الله ورسوله!
3 ـ أو طاغوت الاتباع والتولي والطاعة {والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات}!
وقد أخبر القرآن بأن الذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت سواء منهم من يقاتل في سبيل طاغوت العبادة أو في سبيل طاغوت الولاية والطاعة أو في سبيل طاغوت الحاكمية!
وقد أمر القرآن بجهاد كل هؤلاء فقال تعالى {الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان}!
وكان من هؤلاء الذين افتتنوا في تعظيم الطغاة وتعظيم أمرهم والدعوة إلى وجوب طاعتهم ـ مهما خرجوا عن طاعة الله ورسوله ومهما اختلفت طبيعة أنظمتهم وحكوماتهم بدعوى أنهم ولاة أمر ـ الدكتور حمد إبراهيم عثمان المدرس في كلية الشريعة بجامعة الكويت في قسم الحديث!
وقد وصل به الحال وتطورت به الأحوال حتى زعم أن ما يدعو إليه من طاعة الطاغوت وموالاته ونصرته بل ومحبته والتحاكم إليه هو السنة وما كان عليه سلف الأمة وأن ما ندعو نحن إليه خروج وحرورية..الخ!
وأخذ ينزل كلام الأئمة وسلف الأمة في خلفاء المسلمين من بني أمية وبني العباس ـ حيث الخلافة قائمة والشريعة حاكمة والجهاد ماض ـ على رؤساء دويلات الطوائف الصليبية التي أقامها الاستعمار في المنطقة على أنقاض الخلافة العثمانية وحكوماته العميلة له على اختلاف أشكالها وصورها وكفرها من شيوعية واشتراكية وإباحية وشهوانية ومادية!
ولا يفرق بين من قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم (أمراء يهتدون بغير هدي ويستنون بغير سنتي تعرف منهم وتنكر) ـ وهو الخير الذي فيه دخن حيث وجود الخلافة عاصم للأمة من الفتنة العامة ـ ومن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم (دعاة على أبواب جهنم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا) وهو زمن الفتنة العامة والشر المحض حيث لا خلافة قائمة ولا أمة واحدة وإنما فرق شتى أمر الشارع باعتزالها فقال (فاعتزل تلك الفرق كلها)!
فجعل حمد عثمان جميع الرؤساء والطغاة الملحدين كالخلفاء المسلمين في وجوب موالاتهم وطاعتهم والرضا بحكمهم ونصرتهم وتثبيت أمرهم والقتال معهم..الخ مهما خالفوا وغيروا وبدلوا!
فجمع بين من فرق الله ورسوله في الأحكام والأسماء بينهم!
وعادى أولياءه وآزر أعداءه كل ذلك باسم السنة ومذهب سلف الأمة فكان أشبه بمن ورد فيهم الحديث (دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها)!
وقد ألف كتابه المشبوه (الغوغائية) للرد على كتابي (الحرية أو الطوفان) بعد سبع سنين من طباعة كتابي ونشره فإذا كتابه يوزع في كل مكان وبالمجان! ودون تسجيل رسمي أو معرفة دار طباعته ومكانها وإذا الكتاب في صفه وغلافه وورقه كمطبوعات كتب الحكومة!
وقد أسفّ في كتابه غاية الإسفاف فجاء موسوعة في السب والشتم ليشفي غيظ أوليائه الذين من ورائه حتى لم يدع كلمة سوقية إلا واستخدمها وكما قيل (الشيء من معدنه لا يستغرب) ولسنا ممن يجاريه في هذا الباب ولا نحن من أهل التشاتم والسباب! وكنا وإياه كما قال الفرزدق بعبد الله مولى بني عبد شمس:
ولو كان عبد الله مولى هجوته
ولكن عبد الله مولى مواليا!
فتفاجأت حين قرأت كتابه بهذا الأسلوب السوقي الذي يدل على ضغينة لا تحملها نفس كريمة مهما خاصمت وخالفت فكما قال الشاعر:
وقد ينبت المرعى على دمن الثرى
وتبقى حزازات النفوس كما هي!
ونحن من قوم تربأ بأنفسها العزيزة عن مثل هذه الدنايا والخوض في هذه الرزايا وقد وجاء في الحديث (تجدون الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)!
وما كنت أرغب بالرد على كتابه لولا أن ألح علي بعض طلبة العلم بالرد حتى لا تشيع الفاحشة في الذين آمنوا فيصبح هذا الأسلوب السوقي الساقط مثالا يحتذى به في الردود العلمية!
وحتى لا يظن جاهل أن عدم الرد دليل على الإقرار بصحة ما أثاره حمد عثمان من شبه وأباطيل وما دعا إليه من شرك ووثنية باسم السنة والسلفية!
وحتى يعرف حمد عثمان بأنه كان في عافية من أمره حتى جعل عرضه دون أعراض طواغيته وظن أن الحلم والأدب يمنعنا من الرد عليه فأبى الله إلا هتك ستره وفضح أمره!
وربما تمنى بعض الأخوة الأفاضل أن لو لم أقس في الرد فهو خلاف عادتي وطبيعتي ولهم الحق فيما تمنوه لولا أن الأمر جد ونحن في ظل حرب استعمارية صليبية جديدة تشن على الأمة ويوظف لها العدو كل ما يمكن له توظيفه من خلال الحكومات الخاضعة لنفوذه ليرسخ وجوده وشرعيته في ميدان الفكر والإعلام بخطاب فكري وثقافي باسم الإسلام! خطاب يروج له دعاة الفتنة وسدنة الطاغوت وأحباره ورهبانه! كما يرسخ وجوده في ميدان الحرب العسكرية بالحديد والنار بمساعدة الطابور الخامس من أتباعه وأعوانه! بدعوى مكافحة الإرهاب ليحتل العراق وأفغانستان كما احتل قبلهما جزيرة العرب ليجعلها أكبر قواعده العسكرية التي يشن حروبها على الأمة منها لتعزيز أمن دولة اليهود في فلسطين التي خرجت وزيرة خارجيتها لتخاطب العالم وجيوشها تدك غزة المحاصرة بأن (إسرائيل وحلفاءه العرب في خندق واحد لمواجهة الإرهاب)!
فهي معركة شاملة على كل الجبهات وفي كل الميادين استنفرت لها الأمة كلها من أقصاها إلى أقصاها وهي أيام عظيمة من تاريخ الأمة لها ما بعدها من النصر والظفر بإذن الله وكما قال تعالى {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}!
فلا يصلح في هذه المواجهة الفكرية اللين حيث تجب الشدة ولا الأدب حيث تجب القسوة وكما في الحديث (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)!
وقال صلى الله عليه وسلم لحسان وهو يحثه على هجاء أعداء الله (اهجهم وروح القدس معك)!
فليس المقام مقام ردود علمية أو مجادلة فقهية بل مقام جهاد في سبيل الله مع أعداء الله من ألياء الطاغوت وحزبه ممن يصدق فيهم الحديث (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل)!
لتحميل الكتاب: