عروة بن الزبير
وكتاب المغازي
دراسة ومقارنة
بقلم د . حاكم المطيري
كلية الشريعة
جامعة الكويت
2009
بحث محكم في مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية ـ جامعة الأزهر ـ الإسكندرية العدد 26
ملخص البحث
هذا البحث دراسة موجزة عن الإمام الكبير عروة بن الزبير، وعن كتابه المغازي، وعن أشهر رواته عن عروة، وهو أول من صنف في هذا الفن، وقد بنى على كتابه كل من جاء بعده من أئمة المغازي والسير، كالزهري وموسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق، وقد جاءت هذه الدراسة لتكشف مدى تأثر الزهري خطا شيخه الزهري، ومدى التطابق بين كتابيهما.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا الأمين محمد بن عبد الله وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فهذا بحث جديد لكتاب قديم، بل هو أول كتاب صنف في المغازي والسير على الإطلاق، إن لم يكن أول كتاب صنف في الإسلام، وهو كتاب إمام التابعين في عصره عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنه، والذي كان عمدة كل من جاء بعده في فن المغازي، وأشهر مصادر السيرة قبل أن يصبح في حكم المفقود، وإن كانت كل مادته العلمية محفوظة في بطون عشرات بل مئات المصنفات التي جاءت بعده من مؤلفات علماء المغازي والسير أو علماء الحديث والأثر من أهل القرن الأول والثاني والثالث والرابع، وقد اشتهر كتابه المغازي في عصره، ورواه عنه جماعة من أشهرهم ابنه هشام بن عروة وهو راوية كتب أبيه، وأبو الأسود الأسدي وهو ربيب عروة ويتيمه، ومحمد بن شهاب الزهري، وكلهم رووا عنه المغازي والسير، غير أن ابنه هشاما والزهري رويا عنه عامة حديثه في المغازي والأحكام والتفسير، بينما تكاد رواية أبي الأسود تكون قاصرة على كتابه المغازي، ولهذا اشتهرت به واشتهر بها، وهذه دراسة موجزة عن عروة وكتابه المغازي، ورواة نسخها عنه، وإثبات صحتها، وتم تفصيل ذلك في مباحث:
المبحث الأول : نبذة تاريخية عن عروة بن الزبير وكتابه المغازي.
المبحث الثاني: دراسة ومقارنة بين مغازي عروة ومغازي الزهري.
المبحث الأول : نبذة تاريخية عن عروة بن الزبير وكتابه المغازي.
المطلب الأول: في ترجمته :
نسبه ومولده:
هو الإمام الكبير والتابعي الجليل عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي أبو عبد الله المدني.[1]
ولد سنة وفاة عمر بن الخطاب 23 هـ . [2]
وذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة وقال:كان ثقة كثير الحديث فقيها عالما مأمونا ثبتا.[3]
عنايته بطلب العلم :
وقد اشتهر عروة بطب العلم منذ الصغر، وأخذه عن كبار الصحابة، وعن خالته عائشة.
قال قبيصة بن ذؤيب: كان عروة بن الزبير يغلبنا بدخوله على عائشة، وكانت عائشة أعلم الناس يسألها الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.[4]
وعن هشام بن عروة عن أبيه قال: ما ماتت عائشة حتى تركتها قبل ذلك بثلاث سنين.[5]
وعن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يقول لنا ونحن شباب:ما لكم لا تعلمون إن تكونوا صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار قوم وما خير الشيخ يكون شيخا وهو جاهل، لقد رأيتني قبل موت عائشة بأربع حجج أو خمس حجج وأنا أقول لو ماتت اليوم ما ندمت على حديث عندها إلا وقد وعيته، ولقد كان يبلغني عن الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث فآتيه فأجده قد قال فأجلس على بابه فأسأله عنه.[6]
وقال سفيان بن عيينة: كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة القاسم بن محمد وعروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن.[7]
مكانته العلمية :
وقد بلغ عروة مكانة علمية رفيعة، شهد له بها معاصروه ومن جاء بعده، حتى وصف بالبحر لسعة علمه، وكان أحد فقهاء المدينة السبعة من أهل المدينة التي دارت عليهم الفتوى، بل كان أعلمهم كما قال عمر بن عبد العزيز: ما أحد أعلم من عروة بن الزبير وما أعلمه يعلم شيئا أجهله.[8]
وقال أبو الزناد عبد الله بن ذكوان: كان فقهاء المدينة أربعة: سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وقبيصة بن ذؤيب وعبد الملك بن مروان.[9]
وقال أيضا: كان من أدركت من فقهاء المدينة ممن ينتهى إلى قولهم منهم: سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد بن أبي بكر وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وخارجة بن زيد بن ثابت وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وسليمان بن يسار في مشيخة سواهم من نظرائهم أهل فقه وفضل وفي رواية عنه: إن فقهاء المدينة الذين أخذ عنهم الرأي سبعة فعدهم وذكر منهم عروة بن الزبير.[10]
قال الزهري :كان إذا حدثني عروة ثم حدثتني عمرة صدق عندي حديث عمرة حديث عروة، فلما تبحرتهما إذا عروة بحر لا ينزف.[11]
وقال الزهري أيضا :كان عروة بحرا لا تكدره الدلاء.[12]
وقال أيضا: أربعة من قريش وجدتهم بحورا سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله.[13]
وقال عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف: دخلت مع أبي المسجد فرأيت الناس قد اجتمعوا على رجل، فقال أبي يا بني انظر من هذا ! فنظرت فإذا عروة بن الزبير، قال قلت له يا أبة هذا عروة بن الزبير، وتعجبت من ذلك! فقال يا بني لا تعجب! فوالله لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وإنهم ليسألونه.[14]
نشره للعلم وتصديه للتعليم :
وقد وقف عروة حياته على العلم والتعليم، ولم يشتغل بشيء من أمور الدنيا لا ولاية ولا قضاء، وكان يحث ولده على تعلم العلم، قال هشام بن عروة كان أبي يقول: إنا كنا أصاغر قوم ثم نحن اليوم كبار، وإنكم اليوم أصاغر وستكونون كبارا، فتعلموا العلم تسودوا به قومكم، ويحتاجوا إليكم، فوالله ما سألني الناس حتى لقد نسيت.[15]
وقد كان عروة يعتني بأبواب الفقه ويرتبها في دروسه ترتيبا موضوعيا، ويحث طلبته على الحفظ، ويأمرهم بعرض ما حفظوه عليه، ليتأكد من صحة حفظهم وإتقانهم له، كما قال هشام :كان أبي يدعوني وعبد الله بن عروة وعثمان وإسماعيل إخوتي، فيقول: لا تغشوني مع الناس إذا خلوت فسلوني، فكان يحدثنا يأخذ في الطلاق ثم الخلع ثم الحج ثم الهدي ثم كذا، ثم يقول كرروا علي، وفي رواية عليه، فكان يعجب من حفظي، قال هشام: فوالله ما تعلمنا جزءا من ألف جزء، وفي رواية من ألفي جزء من أحاديثه.[16]
وقال عمارة بن غزية عن عثمان بن عروة: كان عروة يقول يا بني هلموا فتعلموا فإن أزهد الناس في عالم أهله، وما أشده على امرئ أن يسأل عن شيء من أمر دينه فيجهله.[17]
كما كان يبذل عروة علمه ويتألف الناس على حمله عنه، وأخذه منه، مما يؤكد مدى حرصه الشديد على نشره للعلم، قال الزهري: كان عروة يتألف الناس على حديثه.[18]
وكان يراعي أثناء التعليم والتحديث تفاوت عقول سامعيه، فكان لا يحدثهم إلا بما يعقلونه ويعونه من العلم دون ما يشكل عليهم، وكان لا يحب القول بالرأي، وإنما كان يتبع الحديث والأثر، كما قال هشام بن عروة ما سمعت أبي يقول في شيء قط برأيه، قال وقال أبي ما حدثت أحدا بشيء من العلم قط لا يبلغه عقله إلا كان ذلك ضلالة عليه.[19]
عناية عروة بالكتابة والتوثيق:
وكان عروة بن الزبير يحث أولاده وتلاميذه بالكتابة والتحري في التوثيق ومن أشهر من كتب عنه كتبه وحديثه ابنه هشام، وكان عروة يحثه على كتابة الحديث، ثم مقابلته بعد الكتابة على الأصول التي نسخ ونقل منها، فقد قال مرَّة له: (كتبت؟ قال: نعم، قال: عارضت؟قال: لا. قال: لم تكتب).([20])
وهذا أقدم نص بين أيدينا عن مدى الدقة والتحري عند أئمة التابعين في القرن الأول في الكتابة، وهو المقابلة والمعارضة بعد النسخ على الأصل الذي تم نسخه، وهو أوضح دليل على أن عروة كانت لديه كتب، وكان يأمر أبناءه بنسخها، وعدم الاكتفاء بذلك، بل ومقابلتها مرة أخرى على الأصل المنقول عنه للتأكد من عدم وقوع خطأ أو خلل أثناء النسخ.
وقد ثبت أن ابنه هشام نسخ كتب أبيه في دفاتر وصححها بمقابلتها على أصولها، حيث طلب عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير من هشام أن يعطيه أحاديث عروة بن الزبير، قال عباد:(فأخرج إلي دفتراً. فقال:في هذا أحاديث أبي، صححته، وعرفت ما فيه فخذه عنِّي...).([21])
وقال هشام بن عروة: إن عون بن عبد الله قال: حدثني عن أبيك؟ قال: فذهبت أحدثه عن السنن. فقال : لا غرائب حديثه.[22]
وجاء ابن جريج (ت 150 هـ) إلى هشام بن عروة بصحيفة كتب فيها أحاديث هشام فاستأذنه بروايتها فأذن له. ([23])
كما كتب هشام بأحاديثه عن أبيه عروة إلى الليث بن سعد.([24])
ومن ذلك أخبار المغازي كما قال البخاري (حدثني بن عفير وعبد الله بن صالح قالا حدثنا الليث قال كتب إلى هشام عن أبيه عن عائشة: هلكت خديجة قبل أن يتزوجني...).([25])
وقد روى عن هشام أكثر من ثلاثمائة من أهل الحجاز والعراق واليمن ومصر والشام. ([26])
العلوم والفنون التي اشتهر بها :
وقد اشتهر عروة بعلوم عدة فاق فيها أهل زمانه، بشهادة معاصريه وأقرانه، فهو إمام في الفقه والفتوى والحديث والمغازي وعلم النسب والشعر، كما قال عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه ما رأيت أحدا أروى للشعر من عروة، فقيل له ما أرواك يا أبا عبد الله! فقال وما روايتي في رواية عائشة ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرا.[27]
زهده واعتزاله الفتن:
وقد اشتهر عروة بزهده وورعه، وقد عصمه الله من الدخول في الفتن التي وقعت في عصره، ولهذا أجمع عليه الموافق والمخالف، وكتب له القبول بين طوائف الأمة، كما قال العجلي: مدني تابعي ثقة، وكان رجلا صالحا لم يدخل في شيء من الفتن.[28]
وعن عبد الله بن حسن أنه قال: كان علي بن حسين بن علي بن أبي طالب ـ زين العابدين ـ يجلس كل ليلة هو وعروة بن الزبير في مؤخر مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد العشاء الآخرة، فكنت أجلس معهما، فتحدثنا ليلة فذكر جور من جار من بني أمية والمقام معهم، وهم لا يستطيعون تغيير ذلك، ثم ذكرا ما يخافان من عقوبة الله لهم، فقال عروة لعلي يا علي إن من اعتزل أهل الجور والله يعلم منه سخطه لأعمالهم، فإن كان منهم على ميل ثم أصابتهم عقوبة الله رجي له أن يسلم مما أصابهم قال فخرج عروة فسكن العقيق، قال عبد الله وخرجت أنا فنزلت سويقة. [29]
وعن هشام بن عروة: ما سمعت أحدا من أهل الأهواء يذكر عروة إلا بخير .[30]
وفاته :
توفي في ماله بالفرع، سنة 94 هـ، على الصحيح والراجح من أقوال المؤرخين لوفاته، وهي سنة الفقهاء، حيث توفي فيها أبو بكر بن عبد الرحمن وعروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين.[31]
مؤلفاته :
وقد ثبت عن عروة أنه كانت لديه كتب فقهية، ثم أحرقها، وندم بعد ذلك على إحراقها، عن هشام بن عروة أن أباه حرق كتبا له فيها فقه ثم قال: لوددت أني كنت فديتها بأهلي ومالي.[32]
وقد كان سبب إحراقه لكتب الفقه، هو كراهيته أن يكون عنده كتاب غير القرآن، كما قال عروة بن الزبير: كنا نقول لا نتخذ كتابا مع كتاب الله، فمحوت كتبي، فوالله لوددت أن كتبي عندي، إن كتاب الله قد استمرت مريرته.[33]
وقد صنف بعد ذلك مصنفه في المغازي، وهو أوَّل من ألَّف كتاباً في المغازي. ([34])
وقد نص الذهبي على أن أول من صنف المغازي هو عروة بن الزبير([35])، وكذا قال ابن كثير(كان عروة فقيها عالما حافظا ثبتا حجة عالما بالسير، وهو أول من صنف في المغازي).([36])
أسباب تأليف المغازي:
يمكن القول بأن سبب تأليف عروة لكتابه المغازي ، هي الأسئلة التي كان يوجهها له الخليفة عبد الملك بن مروان حول حوادث عن السيرة، التي كانت الدافع له إلى تأليف كتاب يجمع أخبار المغازي والسير، لا من أجل إثبات صحتها، بل من أجل حفظها وجمعها، فعن هشام ابن عروة أن عروة بن الزبير كتب إلى عبد الملك بن مروان أما بعد: فإنك كتبت إلي تسألني عن خديجة بنت خويلد متى توفيت وإنها توفيت قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة بثلاث سنين.[37]
وعن الزهري قال دخلت على عروة بن الزبير وهو يكتب إلى هبيرة صاحب الوليد بن عبد الملك وكان كتب إليه يسأله عن قول الله عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن ) فكتب إليه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح قريشا..)الخ[38]
فهذه النصوص توضح بجلاء مدى الحاجة آنذاك لجمع أخبار المغازي، حتى أن الخليفة آنذاك يستفصل أخبارها من عروة، بين الفينة والأخرى، حيث كان عروة أعلم الناس بها، فقد أخذها عن خالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وعن أمه أسماء بنت أبي بكر، وكذا أخذها عن كثير من الصحابة، حيث ولد عروة في خلافة عمر بن الخطاب على الراجح، فأدرك الصدر الأول الذين شهدوا المغازي وشاركوا فيها، ولهذا تعد مغازيه أصل المغازي وأصحها، وعنه أخذها من جاء بعده كالزهري وموسى بن عقبة وابن إسحاق كما سيأتي بيانه.
رواة كتاب المغازي :
وأشهر من روى عن عروة كتابه المغازي :
1 ـ محمد بن شهاب الزهري القرشي المدني (50 _ 123 هـ):
وقد صنف في المغازي أيضا، وقد أخذها عن شيخه عروة وغيره من شيوخه الآخرين، وبنى عليها مغازيه، وزاد عليها حتى اشتهرت بمغازي الزهري، ـ كما سيأتي بيانه ـ كما صنف السيرة أيضا، كما قال ابن عيينة (كنت عند ابن شهاب وسئل عن مغازيه، فقال هذا أعلم الناس بها يعني بن إسحاق، وقال حرملة بن يحيى عن الشافعي: من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق).([39])
قال الكتاني (وكتاب السيرة لأبي بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي الزهري، المدني نزيل الشام، أحد الأعلام، التابعي الصغير، قال بعضهم :أول سيرة ألفت في الإسلام سيرة الزهري)، كما ذكر له أيضا كتاب المغازي.([40])
2 ـ أبو الأسود الأسدي ( ت 137 هـ ) :
محمد بن عبد الرحمن بن نوفل أبو الأسود القرشي الأسدي من بنى أسد بن عبد العزى يتيم عروة بن الزبير، يقوم مقام الزهرى وهشام بن عروة.([41])
وقد ونزل مصر وحدث بها بكتاب المغازي لعروة بن الزبير، وكان أحد الثقات المشاهير. ([42])
قال الذهبي( الإمام أبو الأسود .. نزل مصر وحدث بها بكتاب المغازي لعروة بن الزبير عنه).([43])
فهو أشهر من روى نسخة المغازي مفردة عن عروة، وحدث بها في مصر، بخلاف الزهري الذي ألف كتابا في المغازي وضمنه مغازي شيخه عروة، وكذا ابنه هشام الذي روى كتب أبيه كلها السنن والمغازي، ولهذا ذكر الأئمة مغازي أبي الأسود عن عروة كالحافظ ابن حجر فقال في بعض الصحابة(وكذا ذكره موسى بن عقبة في المغازي عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة وسائر من صنف في المغازي).([44])
وقال الحافظ ابن حجر أيضا(أخرجه ابن لهيعة في المغازي التي يرويها عن أبي الأسود يتيم عروة عنه). ([45])
وقد روى نسخة أبي الأسود جماعة أشهرهم : عبدالله بن لهيعة المصري (95هـ ـ 174هـ):
وهو قاضي مصر، ومفتيها، ومحدثها، وكان من كبار العلماء، أدرك سبعين تابعيا، وكتب علما كثيرا، وقد قال سفيان الثوري عن كتبه: (عند ابن لهيعة الأصول، وعندنا الفروع)،([46]) وقال عنه أحمد: (من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه، وضبطه، وإتقانه؟)([47])، وقال عنه أحمد بن صالح المصري: (ابن لهيعة صحيح الكتاب، كان أخرج كتبه، فأملى على الناس، حتى كتبوا حديثه إملاء، فمن ضبط كان حديثه حسنا صحيحا، إلا أنه كان يحضر من يضبط ويحسن، ويحضر قوم يكتبون ولا يضبطون ولا يصححون، ثم لم يخرج ابن لهيعة بعد ذلك كتابا، وكان من أراد السماع منه ذهب فاستنسخ ممن كتب عنه، وجاءه فقرأه عليه، فمن وقع على نسخة صحيحة، فحديثه صحيح، ومن كتب من نسخة لم تضبط جاء فيه خلل كثير)، وقال عنه أيضا:(كان ابن لهيعة طلابا للعلم، صحيح الكتاب، وكان أملى عليهم حديثه من كتابه، فربما يكتب عنه قوم يعقلون الحديث، وآخرون لا يضبطون، وقوم حضروا فلم يكتبوا، فكتبوا بعد سماعهم، فوقع علمه على هذا إلى الناس، فمن كتب بأخرة من كتاب صحيح قرأ عليه في الصحة، ومن قرأ من كتاب من لايضبط ولا يصحح كتابه، وقع عنده على فساد الأصل).([48])
ولهذا كان سماع العبادلة منه صحيحا، وهم عبدالله بن وهب المصري، وعبدالله بن المبارك، وعبدالله بن يزيد المقرئ، وعبدالله بن مسلمة القعنبي، لأنهم سمعوا منه قديما، قبل تغيره، ولأنهم كانوا ينسخون من أصول كتبه القديمة، قبل احتراقها، ودخول الخلل عليه فيما قرأه الناس عليه من كتب ليست منسوخة عن أصول صحيحة. وقد قال أحمد بن حنبل لقتيبة بن سعيد: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح! فأجاب قتيبة: لأننا نكتب من كتاب عبدالله بن وهب، ثم نسمعه من ابن لهيعة. ([49])
وهذا الخلاف المشهور في رواية ابن لهيعة لا يدخل فيه على الصحيح روايته لنسخة المغازي عن أبي الأسود عن عروة، إذ هذا كتاب مشهور، ونسخة معروفة، وقد توبع ابن لهيعة على عامة ما جاء فيها، عن أبي الأسود أو عن عروة، وهي كتاب مؤلف، على نسق واحد كما سيأتي بيانه.
ومن الأدلة على صحة المغازي عن ابن لهيعة أن عبد الله بن وهب وعبد الله بن يزيد ممن روواها عن ابن لهيعة وهم من قدماء أصحابه، ومن ذلك :
1 ـ عن ابن وهب أخبرنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء معد بن عدنان.[50]
2 ـ وقال الفاكهي : (حدثنا عبد الله بن أبي سلمة قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عمر بن أبي بكر الموصلي عن بني عدي بن كعب قال حدثني الضحاك بن عثمان الجرامي قال حدثني ابن عروة بن الزبير عن أبيه عروة عن ابن حكيم بن حزام قال: لما حضر عبد الدار الموت جعل الندوة واللواء والرفادة إلى ابنه عثمان بن عبد الدار فقال أمية بن عبد شمس لعثمان بن عبد الدار لتخرج لي عن طيب نفس عن واحدة من هذه الثلاث فأبى، فقال إذا لا أدعك فاستخرج عثمان بن عبد الدار قريشا فقالت له بنو مخزوم وجمح وسهم وعدي نحن معك ويقع لك هذه الخصال ونحالفك قال نعم فتحالفوا فمنعوها له.
وحدثني عبد الله بن أبي سلمة قال حدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثني ابن لهيعة قال حدثني محمد بن عبد الرحمن بن الأسود قال: فذكر أنه لما توفي عبد بن قصي وكان اللواء بيده أخذه عبد الدار لأنه أكبر إخوته فحسده إخوته فذهب وحالف بني مخزوم وعدي). ([51])
وهنا رواية عبد الله بن يزيد عن ابن لهيعة وهو أحد العبادلة الأربعة الذين سمعوا من ابن لهيعة قديما وقبل اختلاطه، كما في نص الفاكهي إثبات رواية هشام بن عروة للمغازي عن أبيه، ومتابعة أبي الأسود له.
3 ـ ما رواه أبو نعيم الأصبهاني قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله، وأحمد بن محمد بن جبلة، قالا: ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا الليث بن سعد عن أبي الأسود عمن حدثه أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أسلم وهو ابن ثمان سنين. رواه ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة.
وحدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة، ثنا الليث بن سعد، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، أن الزبير بن العوام، سمع نفخة من الشيطان أن محمدا أخذ، بعدما أسلم، وهو ابن ثنتي عشرة سنة فسل سيفه، وخرج يشتد في الأزقة، حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بأعلى مكة والسيف في يده، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (ما شأنك)قال : سمعت أنك قد أخذت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما كنت تصنع ؟)، قال: كنت أضرب بسيفي هذا من أخذك، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولسيفه وقال: (انصرف) رواه حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب نحوه، ورواه ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة مثله). ([52])
ففي هذين النصين متابعة الليث بن سعد لرواية ابن لهيعة للمغازي عن أبي الأسود، وقد أشار أبو نعيم لتطابق روايتيهما عن أبي الأسود بقوله (ورواه ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة مثله) أي مثل رواية الليث ابن سعد.
المبحث الثاني : دراسة ومقارنة بين مغازي عروة ومغازي الزهري:
وبالإمكان معرفة مدى تأثر الزهري خطا شيخه عروة في تأليفه لمغازيه بمقارنة بعض النصوص التي تؤكد أن الزهري كان يحفظ مغازي عروة، وأضاف عليها ما سمعه من شيوخه الآخرين ومن الأمثلة على ذلك:
أولا : قال أبو الأسود عن عروة هذا ذكر مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قاتل فيها[53]:
وقال موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري :هذه مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قاتل فيها:
1 ـ يوم بدر في رمضان من سنة اثنتين.
2 ـ ثم قاتل يوم أحد في شوال سنة ثلاث .
3 ـ ثم قاتل يوم الخندق وهو يوم الأحزاب.
4 ـ وبني قريظة في شوال سنة أربع.
5 ـ ثم قاتل بني المصطلق وبني لحيان في شعبان من سنة خمس.
6 ـ ثم قاتل يوم خيبر من سنة ست.
7 ـ ثم قاتل يوم الفتح في رمضان من سنة ثمان.
8 ـ وقاتل يوم حنين وحاصر أهل الطائف في شوال سنة ثمان.
وذكر باقي الحديث.[54]
وهذا تطابق جلي بين مغازي عروة ومغازي الزهري، في عدهما للمغازي وتواريخ وقوعها، مما يؤكد أنهما يرجعان إلى أصل واحد.
ثانيا : قال البيهقي في كتابه دلائل النبوة (أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، ببغداد، أخبرنا عبد الله بن جعفر النحوي، نا يعقوب بن سفيان، أنبأنا عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود، عن عروة.
قال يعقوب، وحدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمد بن فليح، عن موسى، عن شهاب، ح وأنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا أبو بكر، عن عتاب العبدي، حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة.
ح وأنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو عمرو بن السماك، حدثنا حنبل بن إسحاق، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قالوا : واللفظ متقارب : هذه مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قاتل فيها يوم بدر في رمضان من سنة اثنتين، ثم قاتل يوم أحد في شوال سنة ثلاث، ثم قاتل يوم الخندق وهو يوم الأحزاب وبني قريظة في شوال من سنة أربع، ثم قاتل بني المصطلق وبني لحيان في شعبان من سنة خمس، ثم قاتل يوم خيبر من سنة ست، ثم قاتل يوم الفتح في رمضان من سنة ثمان، ثم قاتل يوم حنين وحاصر أهل الطائف في شوال سنة ثمان، ثم حج أبو بكر رضي الله عنه سنة تسع، ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع لتمام سنة عشر، وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة، ولم يكن فيها قتال وكانت أول غزوة غزاها الأبواء وغزوة ذي العسيرة من قبل ينبع - يريد كرز بن جابر - وكانت معه قريش، وغزوة بدر الآخرة، وغزوة غطفان، وغزوة بواط بحران، وغزوة الطائف، وغزوة الحديبية، وغزوة تبوك وهي آخر غزوة غزاها، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعوثا فكان أول بعث بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بعث عبيدة بن الحارث بن المطلب نحو قريش فلقوا بعثا عظيما على ماء يدعى أحباء وهو بالأبواء وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن جحش نحو مكة فلقيه عمرو بن الحضرمي بنخلة فقتله واقد بن عبيد الله وأسروا رجلين من بني مخزوم عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان ففديا بعدما قدما المدينة، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب في ثلاثين راكبا حتى بلغوا قريبا من سيف البحر من الجار إلى جهينة فلقوا أبا جهل بن هشام في ثلاثين ومائة راكب من قريش، فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح نحو ذي القصة من طريق العراق وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعنق ليموت إلى بئر معونة فاستشهدوا جميعا ومن معه، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة أربع مرار: مرة من نحو بني قرد من هذيل، ومرة نحو حذام من نحو الوادي، ومرة نحو مؤتة، وغزوة الجموم من بني سليم، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه نحو أهل تربة، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه نحو أهل اليمن . وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشير بن سعد الأنصاري أخا بني الحارث بن الخزرج نحو بني مرة بفدك وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عتيك، وعبد الله بن أنيس، وأبا قتادة مسعود بن سنان، وأسود بن الخزاعي فقتلوا رافع بن أبي الحقيق وفي رواية يعقوب أبا رافع بن أبي الحقيق بخيبر وأميرهم عبد الله بن عتيك فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو على المنبر فلما رآهم قال : أفلحت الوجوه، قالوا : أفلح وجهك يا رسول الله، قال : أقتلتموه ؟ قالوا : نعم، فدعا بالسيف الذي قتل به فسله وهو قائم على المنبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجل هذا طعامه في ذباب السيف، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن عمير نحو ذات أباطح من البلقاء فأصيب كعب ومن معه، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص نحو ذات السلاسل من مشارق الشام، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد نحو وادي القرى يوم قتل مسعود بن عروة - زاد ابن بشران قال : وليس هو الثقفي ثم اتفقا - وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه فأصيبت بنو بكر بالكديد وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القرطاء من هوازن، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا العوجاء قبل بني سليم فقتل بها أبو العوجاء، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عكاشة بن محصن نحو الغمرة، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عاصم بن أبي الأقلح وأصحابه نحو هذيل، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص إلى الحجاز - زاد يعقوب قال : إبراهيم وهو الخرار ثم اتفقا - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر ثلاث عمر، اعتمر من الجحفة عام الحديبية وفي رواية يعقوب من ذي الحليفة عام الحديبية فصده الذين كفروا في ذي القعدة من سنة ست، واعتمر العام المقبل في ذي القعدة من سنة سبع أمنا هو وأصحابه، ثم اعتمر الثالثة في ذي القعدة سنة ثمان يوم أقبل من الطائف من الجعرانة). ([55])
وهذا تشابه يصل إلى حد التطابق بين الكتابين، مغازي عروة بن الزبير التي يرويها أبو الأسود عنه، ومغازي الزهري التي يرويها عنه موسى بن عقبة، وقد أكد البيهقي التطابق بينها بسياق الأسانيد مجموعة ثم إيراد المتن لها جميعا، وكذا بقوله بعد أن ذكر أسانيد نسخه التي ينقل عنها(قالوا: واللفظ متقارب : هذه مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ..)، وليس هذا بغريب فإن الزهري أحفظ أهل زمانه، وقد أكثر عن عروة، وحفظ حديثه، ومنه كتابه المغازي، الذي كان أول كتاب في المغازي، فلا يتصور ألا يستفيد منه الزهري، بل ويحفظه عن ظهر قلب، وإنما تميزت مغازي الزهري بزياداتها، أما الأصل فهو مغازي عروة بلا شك لمن طالع الكتابين.
تقطيع العلماء للمغازي :
فقد روى الأئمة كتب المغازي لعروة وللزهري غير أنهم قطعوها بحسب ترتيب كتبهم، كما فعل البخاري في صحيحة في غزوة بدر وإلقاء قتلى قريش في القليب قال (حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح بن سليمان عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: هذه مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يلقيهم (هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا)).[56]
فقول البخاري (فذكر الحديث) اختصار لمغازي الزهري ليصل إلى الشاهد منها وهو حادثة مخاطبة الني صلى الله عليه وسلم لقتلى المشركين يوم أحد.
وهذه النسخة التي اعتمدها البخاري في صحيحة خرجها كلها البيهقي في السنن وفي دلائل النبوة من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي عن محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري.
وقد اعتمد البيهقي كلا النسختين نسخة ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة، ونسخة موسى بن عقبة عن الزهري، ويقدم غالبا إسناد نسخة عروة، على إسناد نسخة الزهري، ثم يسوق غالبا لفظ موسى بن عقبة عنه، وأحيانا يشير إلى تفاوت النسخ إذا كان خلاف بين النسختين ومن الأمثلة:
1 ـ قال قبل سياق قصة غزوة بدر:(باب سياق قصة بدر عن مغازي موسى بن عقبة، فإنها فيما قال أهل العلم أصح المغازي، ولنأت على ما سقط من تلك القصة عما ذكرنا منها في الأخبار المتفرقة:أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين القطان ببغداد قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر، قال : أخبرنا يعقوب بن سفيان، قال : أخبرنا إبراهيم بن المنذر، قال : حدثني مطرف، ومعن، ومحمد بن الضحاك، قالوا :كان مالك رحمه الله إذا سئل عن المغازي قال:(عليك بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة رحمه الله تعالى، فإنه أصح المغازي).
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، ببغداد قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي قال : أخبرنا أبو محمد القاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري، قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس، قال : حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه، موسى بن عقبة.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال : أخبرني إسماعيل بن محمد الشعراني، قال : حدثني جدي، قال : أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال : أخبرنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، قال : قال ابن شهاب، وهذا لفظ حديث إسماعيل، عن عمه، موسى بن عقبة قال : فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قتل ابن الحضرمي شهرين، ثم أقبل أبو سفيان بن حرب في عير قريش من الشام، ومعه سبعون راكبا من بطون قريش كلها)([57]).
وهذه المغازي التي اشتهرت بمغازي موسى ابن عقبة إنما هي مغازي الزهري، مع بعض الزيادات من موسى بن عقبة عليها، وقول مالك (عليكم بمغازي موسى فإنها أصح المغازي) أي أصح المغازي التي تروى عن الزهري، وهو يعرض بمغازي ابن إسحاق التي جمع فيها ابن إسحاق كثيرا من الزيادات عن غير الزهري، وعاب عليه مالك ذلك، بخلاف مغازي موسى فيكاد يقتصر على مغازي شيخه الزهري، كما هو واضح من سياق البيهقي لمغازيه فإن عامتها عن الزهري.
2 ـ وقال البيهقي أيضا في قصة بيعة العقبة(أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال : أخبرنا أبو بكر بن عتاب قال : حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري قال : حدثنا ابن أبي أوس قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة.
ح وأخبرنا أبو الحسين قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر قال : حدثنا يعقوب بن سفيان قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر، عن ابن فليح، عن يونس، عن ابن شهاب.
قال : وحدثنا يعقوب قال :وذكر حسان بن عبد الله، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة.
وهذا لفظ حديثه عن ابن عتاب قال : ثم حج العام المقبل من الأنصار سبعون رجلا، منهم أربعون رجلا من ذوي أسنانهم، وثلاثون من شبابهم، أصغرهم عقبة بن عمرو بن ثعلبة، وهو أبو مسعود، وجابر بن عبد الله، فلقوه بالعقبة ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب فلما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي خصه الله عز وجل به من النبوة والكرامة، ودعاهم إلى الإسلام، وإلى أن يبايعوه على أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأموالهم، أجابوا الله ورسوله، وصدقوه، وقالوا : اشترط علينا لربك عز وجل ولنفسك ما شئت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشترط لربي أن لا تشركوا به شيئا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون من أنفسكم وأموالكم، فلما اطمأنت بذلك أنفسهم من الشرط أخذ عليهم العباس بن عبد المطلب المواثيق لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالوفاء، وعظم العباس الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أن أم عبد المطلب سلمى بنت عمرو بن زيد بن عدي بن النجار، وذكر الحديث في مبايعة أبي الهيثم بن التيهان له أولا، وما قال وما أجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعنى ما مضى في رواية ابن إسحاق، ثم ذكر أسماء الذين بايعوه رضي الله عنهم.
قال عروة : فجميع من شهد العقبة من الأوس والخزرج سبعون رجلا وامرأة). ([58])
فقد ساق البيهقي هنا أسانيده نفسها التي يروي من طريقها نسخته من مغازي عروة ومغازي الزهري، ثم أشار إلى ما في نسخة عروة من زيادة ليست في مغازي الزهري.
3 ـ وقال البيهقي في قصة الهجرة (أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال : أخبرنا أبو بكر بن عتاب قال : حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال : أخبرنا إسماعيل بن أويس قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، أظنه عن ابن شهاب.
ح وفيما ذكر شيخنا أبو عبد الله الحافظ أن أبا جعفر البغدادي، أخبرهم قال : حدثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد قال : حدثنا أبي قال : حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير : أنهم ركبوا في كل وجه يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم وبعثوا إلى أهل المياه يأمرونهم ويجعلون لهم الجعل العظيم، وأتوا على ثور، الجبل الذي فيه الغار الذي فيه النبي صلى الله عليه وسلم حتى طلعوا فوقه، وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر أصواتهم، فأشفق أبو بكر وأقبل عليه الهم والخوف فعند ذلك يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لا تحزن إن الله معنا)، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه سكينة من الله فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم، وكانت لأبي بكر منحة تروح عليه وعلى أهله بمكة، فأرسل أبو بكر عامر بن فهيرة فروح تلك المنحة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار، وكان عامر بن فهيرة مولى أبي بكر أمينا مؤتمنا حسن الإسلام، واستأجر رجلا من بني عبد بن عدي يقال له أريقط كان حليفا في قريش، ثم في بني سهم، ثم في آل العاص بن وائل وذلك العدوي يومئذ مشرك، وهو هاد بالطريق فخببا ظهرهما تلك الليالي اللاتي مكثا في الغار، وكان يأتيهما عبد الله بن أبي بكر حين يمسي بكل خبر يكون في مكة، ويروح عليهما عامر بن فهيرة الغنم كل ليلة فيحلبان ويدلجان، ثم يسرح بكرة فيصبح في رعيان الناس، فلا يفطن له حتى إذا هدأت عنهما الأصوات وأتاهما إن قد سكت عنهما جاء صاحبهما ببعيريهما وقد مكثا في الغار يومين وليلتين وفي رواية موسى بن عقبة ثلاث ليال، ثم انطلقا وانطلقا معهما بعامر بن فهيرة يخدمهما ويعينهما، يردفه أبو بكر، ويعقبه على راحلته، ليس معهما أحد من الناس غير عامر بن فهيرة، وغير أخي بني عدي يهديهما الطريق، فأجاز بهما أسفل مكة، ثم مضى بهما الساحل أسفل من عسفان، ثم أجاز بهما حتى عارض الطريق بعد أن أجاز قديدا . لفظ حديث عروة وحديث موسى بن عقبة بمعناه) ([59]).
فساق هنا لفظ عروة، كما أشار إلى الخلاف بين ما في مغازي عروة أنهما لبثا في الغار ليلتين، وما في مغازي موسى عن الزهري أنهما لبثا ثلاث ليال.
ولا يخفى وضوح تسلسل النص في الأصل الذي ألفه عروة، وكذا الأصل الذي ألفه الزهري، وأن التأليف يقتضي تقطيعه عند من ألف بعدهم، إذ يحتاج كل إمام من الأئمة أن يتصرف في تقطيع النص والاقتباس منه بحسب ترتيب كتابه وطريقته في التأليف، وليسهل إدخال الزيادات التي عنده عن غيرهما في ثنايا سياق أخبار المغازي، فقولهما بعد ذكر الإسناد(ثم حج العام المقبل من الأنصار سبعون رجلا...)وقولهما (أنهم ركبوا في كل وجه يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم..) لا يتصور أنها روايات مبتدأة هكذا، بل هي نصوص تم اقتطاعها من سياقه للحاجة إلى ذلك كما هو واضح، ثم تطلب تكرار الإسناد قبل كل نص مقتبس كما هي طريقة أهل العلم قديما، مما أوهم أنها روايات لا نصوص مقتبسة من كتب مؤلفة!
كما تؤكد هذه النصوص الطويلة أنها كتب مؤلفة، فلا حاجة للبحث في حال رواتها، إذ شهرة هذه المغازي تغني عن البحث في أحوال رواتها، مع أنهم ثقات، إلا أننا هنا أمام رواة نسخ وكتب، لا رواة أحاديث وروايات يخشى منهم الوهم فيما يروونه.
4 ـ ومما يؤكد ذلك أيضا ما أورده ابن كثير في تاريخه(قال يعقوب بن سفيان أخبرني أصبغ بن فرج أخبرني ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلم جمرت امرأة الكعبة فطارت شرارة من مجمرها في ثياب الكعبة فاحترقت، فهدموها حتى إذا بنوها فبلغوا موضع الركن اختصمت قريش في الركن أي القبائل تلي رفعه فقالوا تعالوا نحكم أول من يطلع علينا فطلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام عليه وشاح نمرة فحكموه، فأمر بالركن فوضع في ثوب ثم أخرج سيد كل قبيلة فأعطاه ناحية من الثوب ثم ارتقى هو فرفعوا إليه الركن فكان هو يضعه، فكان لا يزداد على السن الأرضي حتى دعوه الأمين قبل أن ينزل عليه الوحي فطفقوا لا ينحرون جزورا إلا التمسوه فيدعو لهم فيها.
وهذا سياق حسن وهو من سير الزهري وفيه من الغرابة قوله فلما بلغ الحلم والمشهور أن هذا كان ورسول الله صلى الله عليه وسلم عمره خمس وثلاثون سنة، وهو الذي نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله، وقال موسى بن عقبة كان بناء الكعبة قبل المبعث بخمس عشرة سنة وهكذا قال مجاهد وعروة ومحمد بن جبير بن مطعم وغيرهم فالله أعلم، وقال موسى بن عقبة كان بين الفجار وبين بناء الكعبة خمس عشرة سنة، قلت وكان الفجار وحلف الفضول في سنة واحدة إذ كان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون سنة وهذا يؤيد ما قال محمد بن إسحاق والله أعلم). ([60])
فقول ابن كثير (وهذا سياق حسن وهو من سير الزهري) دليل على وضوح أن هذه العبارات التي تروى عن الزهري في المغازي والسير ليست روايات، بل نصوص مقتبسة مقتطعة من كتابه في المغازي والسير.
وهذا النص ساقه عبد الرزاق في المصنف عن معمر عن الزهري بألفاظه وحروفه لم يخرم منه شيئا إلا أن يعقوب بن سفيان حذف منه قصة الوليد بن المغيرة واقتصر على الشاهد وهو ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم، قال الزهري(فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلم أجمرت امرأة الكعبة فطارت شرارة من مجمرها في ثياب الكعبة فأحرقتها ووهت، فتشاورت قريش في هدمها وهابوا هدمها، فقال لهم الوليد بن المغيرة ما تريدون بهدمها الإصلاح تريدون أم الإساءة؟ فقالوا بل الإصلاح قال فإن الله لا يهلك المصلح، قالوا فمن الذي يعلوها فيهدمها؟ قال الوليد أنا أعلوها فأهدمها فارتقى الوليد بن المغيرة على ظهر البيت ومعه الفأس فقال: اللهم إنا لا نريد إلا الإصلاح، ثم هدم فلما رأته قريش قد هدم منها ولم يأتهم ما خافوا من العذاب هدموا معه حتى إذا بنوها فبلغوا موضع الركن اختصمت قريش في الركن أي القبائل ترفعه؟ حتى كاد يشجر بينهم، فقالوا تعالوا نحكم أول من يطلع علينا من هذه السكة فاصطلحوا على ذلك، فطلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام عليه وشاح نمرة فحكموه، فأمر بالركن فوضع في ثوب ثم أمر بسيد كل قبيلة فأعطاه بناحية الثوب ثم ارتقى ورفعوا إليه الركن فكان هو يضعه، ثم طفق لا يزداد فيهم بمر السنين إلا رضى حتى سموه الأمين قبل أن ينزل عليه الوحي، ثم طفقوا لا ينحرون جزورا لبيع إلا دعوه فيدعو لهم فيها). ([61])
فقد توافق على رواية هذا النص من سير الزهري أشهر الرواة عنه وأحفظ أصحابه معمر بن راشد ويونس بن يزيد الأيلي، وكلاهما صاحب كتاب، وعن معمر رواه عبد الرزاق في المصنف، وعن يزيد رواه ابن وهب في جامعه.
وقد روى هذه المغازي عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن الزهري عن عروة وقطعها بحسب الأبواب في كتاب المغازي ومن الأمثلة :
1 ـ (وقعة بدر) عبد الرزاق عن معمر عن الزهري (في حديثه عن عروة بن الزبير قال أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد بالقتال في آي من القرآن فكان أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه و سلم بدرا...) ثم ذكر تفاصيلها. ([62])
2 ـ (وقعة بني النضير) عبد الرزاق عن معمر عن الزهري (في حديثه عن عروة ثم كانت غزوة بني النضير وهم طائفة من اليهود على رأس ستة أشهر من وقعة بدر...) ثم ذكر تفاصيلها. ([63])
3 ـ (وقعة أحد) عبد الرزاق عن معمر عن الزهري (في حديثه عن عروة قال كانت وقعة أحد في شوال على رأس ستة أشهر من وقعة بني النضير..) ثم ذكر تفاصيلها.([64])
4 ـ (فيمن هاجر إلى الحبشة) عبد الرزاق عن معمر عن الزهري (في حديثه عن عروة قال فلما كثر المسلمون وظهر الإيمان ..) ثم ذكر تفاصيلها. ([65])
فهنا يظهر جليا تقطيع عبد الرزاق في مصنفه لنسخة المغازي التي يرويها معمر عن الزهري عن عروة بحسب الأبواب، وتكراره لعبارة(عن الزهري في حديثه عن عروة)، وهو حديث متصل في أخبار المغازي، عن كتاب كما يظهر في المثال الرابع في قوله( عن عروة قال: فلما كثر المسلمون..) وهذا قطعا ليس نصا مبتدءا في الأصل هكذا، بل هو مقتطع من سياق متصل، إلا أن الزهري قطعه في مغازيه، لأنه بنى عليها، وزاد روايات عن غير عروة من شيوخه الآخرين، كما هو ظاهر في كتاب المغازي من مصنف عبد الرزاق عن معمر عن الزهري.
نتائج البحث والتوصيات
وبعد هذه الدراسة الموجزة عن عروة بن الزبير وكتابه المغازي فهذه أهم نتائجها :
1 ـ أن عروة بن الزبير أول من صنف في المغازي في أواخر عهد الصحابة في النصف الثاني من القرن الأول.
2 ـ وأن التأليف في المغازي كان من أوائل العلوم والفنون التي اشتغل بها المسلمون وأولوها عناية خاصة في عهد مبكر.
3 ـ كما إن كتاب المغازي لعروة هو أصل كتب المغازي والسير التي صنفت بعده.
4 ـ وثبت بالمقارنة بين مغازي عروة ومغازي الزهري مدى التطابق بين النصين مما يؤكد أن الزهري حفظ كتاب شيخه عروة وبنى عليه وزاد عليه زيادات عن شيوخه الآخرين.
5 ـ وقد قطع الأئمة المصنفون على الأبواب أخبار المغازي والسير وكان مرجعهم مغازي عروة، ومغازي تلميذه الزهري، وتلاميذ الزهري كموسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق.
6 ـ كما تعد نسخة أبي الأسود يتيم عروة هي مغازي عروة المفردة في وضعها الأصلي وأشهر رواتها ابن لهيعة وعنه اشتهرت.
7 ـ وقد حفظ عبد الرزاق الصنعاني في كتابه المصنف في كتاب المغازي نسخة عن معمر عن الزهري عن مغازي عروة، وقد قطعها على الأبواب بحسب الوقائع، وهي تكشف لنا عن الصورة الأصلية التي كان عليها كتاب عروة، ثم كتاب الزهري وما زاده عليه، ثم كتاب معمر وزيادته على الزهري.
8 ـ أن بعث هذه المصادر الرئيسة للمغازي والسيرة النبوية ليس أمر مستحيلا بل بالإمكان من خلال جمع مادتها المفرقة في مئات المصادر التي جاءت بعدها إعادة نشرها من جديد لا كمرويات بل ككتب مصنفة كما وضعها عروة والزهري.
المراجع والمصادر
أخبار مكة: محمد بن إسحاق بن العباس الفاكهي، تحقيق د. عبد الملك عبد الله دهيش، ط 1414 ، دار خضر ـ بيروت.
الاستيعاب في معرفة الأصحاب : ابن عبد البر النميري، ط 1 سنة 1328 هـ ،دار العلوم.
الإصابة في تمييز الصحابة : ابن حجر العسقلاني، تحقيق البجاوي ، ط 1 سنة 1412 هـ دار الجيل ، بيروت.
الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ، محمد بن عبد الرحمن السخاوي، طبعة أولى سنة 1986م ، تحقيق : فرانز لوزنثال، ترجمة : صالح أحمد العلي، الرسالة ـ بيروت .
البداية والنهاية : ابن كثير ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت.
تاريخ بغداد : الخطيب البغدادي، دار الكتب العلمية، بيروت.
تاريخ دمشق : ابن عساكر ، تحقيق علي شيري ، دار الفكر ، لبنان.
تاريخ الطبري : ابن جرير الطبري، ط 1 سنة 1407، العلمية ، بيروت.
التاريخ الكبير : محمد بن إسماعيل البخاري، ط سنة 1361هـ ، إدارة المعارف العثمانية، الهند.
التاريخ الصغير : محمد بن إسماعيل البخاري ، تحقيق محمود إبراهيم، ط 1 دار المعرفة ـ بيروت.
التاريخ: يحيى بن معين، تحقيق أحمد نور سيف، ط1 سنة 1399هـ .
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة : السخاوي، نشر أسعد طربزوني، ط 1 سنة 1399 هـ.
تذكرة الحفاظ : الذهبي ، تحقيق عميرات، ط 1 سنة 1998 م، دار الكتب العلمية، بيروت.
التقريب: أحمد بن علي ابن حجر، تحقيق محمد عوامة، ط3 سنة 1411هـ، دار الرشيد، سوريا.
التمهيد: يوسف بن عبد البر ، طبعة ثانية سنة 1402هـ ، وزارة الأوقاف المغربية.
تقييد العلم: الخطيب البغدادي، تحقيق : يوسف العش، الطبعة الثانية ، 1974، دار إحياء السنة النبوية.
تهذيب التهذيب: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني، الطبعة الأولى ، 1404 - 1984، دار الفكر ، بيروت.
تهذيب الكمال: المزي، تحقيق بشار عواد، ط1 سنة 1413هـ، الرسالة، بيروت.
جامع بيان العلم وفضله: يوسف بن عبد الله النمري، تحقيق فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1424-2003 هـ ، مؤسسة الريان ـ دار ابن حزم.
الجامع الصحيح المختصر:محمد بن إسماعيل البخاري،تحقيق مصطفى البغا،الطبعة الثالثة 1400 – 1987،دار ابن كثير، اليمامة ـ بيروت.
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: الخطيب البغدادي، تحقيق د. محمود الطحان، مكتبة المعارف - الرياض ط 1403 .
الجرح والتعديل: ابن أبي حاتم، تحقيق المعلمي، ط1 سنة 372هـ دائرة المعارف العثمانية، الهند.
حلية الأولياء : أبو نعيم الأصبهاني، دار الكتب العلمية ، بيروت.
الدرر في اختصار المغازي والسير : ابن عبد البر ، تحقيق شوقي ضيف، ط 3 دار المعارف، مصر.
دلائل النبوة : أحمد بن الحسين البيهقي ، تحقيق قلعجي، ط1 1405 ، دار الكتب العلمية ـ بيروت.
الرسالة المستطرفة : محمد بن جعفر الكتاني، تحقيق محمد المنتصر محمد الزمزمي الكتاني، الطبعة الرابعة ، 1406 – 1986، دار البشائر الإسلامية ـ بيروت.
سنن البيهقي الكبرى: أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي، تحقيق : محمد عبد القادر عطا، ط 1994، مكتبة دار الباز - مكة المكرمة.
سير أعلام النبلاء :محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق جماعة، ط9 سنة 1413هـ، الرسالة، بيروت.
سيرة ابن هشام : ابن هشام ، تحقيق طه سعد، ط سنة 1411 هـ ، دار الجيل، بيروت.
الطبقات: محمد بن سعد، تحقيق محمد عبدالقادر، ط1 سنة 1410هـ دار الكتب العلمية، بيروت.
العلل رواية عبد الله بن أحمد: تحقيق وصي الله عباسي، ط1 سنة 1408هـ، المكتب الإسلامي، بيروت .
عيون الأثر في معرفة المغازي والسير، ابن سيد الناس، ط 1 سنة 1992، دار التراث، المدينة المنورة.
فتح الباري: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق محب الدين الخطيب، ترقيم عبد الباقي ط1 سنة 1410هـ نشر دار الكتب العلمية، بيروت .
مجموع الفتاوى: أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، جمع ابن القاسم، طبعة سنة 1412هـ عالم الكتب، الرياض.
المصنف:عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ط1 سنة 1982م المكتب الإسلامي، بيروت .
مشاهير علماء الأمصار : ابن حبان، الطبعة الأولى 1991 م، دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع ـ المنصورة.
معرفة الثقات : أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، تحقيق : عبد العليم عبد العظيم البستوي، الطبعة الأولى ، 1405 – 1985 ، مكتبة الدار - المدينة المنورة.
المعرفة والتاريخ : البسوي، تحقيق ضياء العمري، ط 1 سنة 1989م ، مكتبة الدار ، المدينة المنورة.
الوافي في الوفيات : صلاح الدين الصفدي ، طبعة سنة 1962م، نشر: هلموت ريتر، فيسبادن.
[1] انظر ترجمته في تهذيب الكمال 20 /11 ـ 24 رقم 3905 .
[2] تهذيب الكمال 20 / 22 رقم 3905 .
[4] تهذيب الكمال 20 /17 رقم 3905 .
[5] تهذيب الكمال 20 /17 رقم 3905 .
[6] تهذيب الكمال 20 /17 رقم 3905 .
[7] تهذيب الكمال 20 /18 رقم 3905 .
[8] تهذيب الكمال 20 /17 رقم 3905 .
[9] تهذيب الكمال 20 /17 رقم 3905 .
[10] تهذيب الكمال 20 /18 رقم 3905 .
[11] طبقات ابن سعد 5/181 . وتهذيب الكمال 20 /16 رقم 3905، وسير الأعلام 4/436.
[12] المعرفة والتاريخ 1/304، و تهذيب الكمال 20 /18 رقم 3905 .
[14] تهذيب الكمال 20 /19 رقم 3905 .
[15] المعرفة والتاريخ 1 / 302، وتهذيب الكمال 20 /16 رقم 3905 .
[16] المعرفة والتاريخ 1/304، وتهذيب الكمال 20 /16 رقم 3905 .
[17] تهذيب الكمال 20 /19 رقم 3905 .
[18] تاريخ ابن معين - رواية الدوري 3 /139، وتهذيب الكمال 20 /16 رقم 3905 .
[19] المعرفة والتاريخ 1 / 302، وحلية الأولياء 2/176، و تهذيب الكمال 20 /19 رقم 3905 .
[20] علل أحمد 2/453 وجامع بيان العلم 1/157 رقم 310 .
[21] المعرفة والتاريخ 2/823 .
[22] انظر المعرفة والتاريخ 1/302 .
[23] المعرفة والتاريخ 2/824.
[24] التاريخ الصغير 1/42 .
[25] المعرفة والتاريخ 2/824.
[26] انظر: سير الأعلام 6/36 _ 44.
[27] تهذيب الكمال 20 /19 رقم 3905 .
[28] معرفة الثقات رقم 1229 .
[29] طبقات ابن سعد 5/181 .
[30] تهذيب الكمال 20 /21 رقم 3905 .
[31] تهذيب الكمال 20 /23 رقم 3905، والتقريب رقم 4561 .
[32] تاريخ ابن معين - رواية الدوري 3 /142، و تهذيب الكمال 20 /19 رقم 3905 .
[33] حلية الأولياء 2/176، و تهذيب الكمال 20 /19 رقم 3905 .
[34] الوافي في الوفيات، صلاح الدين الصفدي 1/7، طبعة سنة 1962م، نشر: هلموت ريتر، فيسبادن. والإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ، محمد بن عبد الرحمن السخاوي، 147، طبعة أولى سنة 1986م. تحقيق: فرانز لوزنثال، ترجمة: د/ صالح أحمد العلي، الرسالة _ بيروت.
[35] تاريخ الإسلام 6/424 .
[36] البداية والنهاية 9/119، وانظر الوافي في الوفيات لصلاح الدين الصفدي 6/358 .
[38] طبقات ابن سعد 8/12 .
[39] تاريخ بغداد 1/215، وتهذيب الكمال 24/413 .
[40] الرسالة المستطرفة ص 106 .
[41] الجرح والتعديل 7/ 321 .
[42] التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة للسخاوي 2/174 رقم 3934.
[43] سير الأعلام 6/ 150 .
[44]الإصابة في تمييز الصحابة 4/424 .
[48]تهذيب الكمال 15/496-498.
[50] ابن وهب في الجامع 1/ 6 رقم 5 قال حدثني ابن لهيعة به، ومن طريقه ابن سعد في الطبقات 1/ 58 أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب قال أخبرنا بن لهيعة عن أبي الأسود.
وابن عساكر 3/52 أخبرنا أبوالقاسم السمرقندي أنبأنا محمد بن أحمد أنبأنا أبوالحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي الوزير نا عبد الله بن محمد البغوي أنبأنا أبومحمد الحسن بن إسماعيل النهرتيري أنا عبد الله يعني ابن وهب عن ابن لهيعة عن أبي الأسود.
[51] أخبار مكة للفاكهي 5/178 رقم 103 و104، و5/183 رقم 116 .
[52] معرفة الصحابة 1/332 و 456.
[53] البيهقي في السنن الكبرى ح رقم 11086 أخبرنا أبوالحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثني حسان بن عبد الله عن ابن لهيعة ثنا أبو الأسود عن عروة، وقال يعقوب ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن فليح عن موسى عن بن شهاب قال هذا ذكر مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قاتل فيها : فذكره .
[54] البيهقي في السنن الكبرى ح رقم 11085 أخبرنا أبوالحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبوعمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب.
[55] دلائل النبوة 6/81 رقم 2206 .
[56] الجامع الصحيح 4/1476 ح رقم 3802 .
[57] دلائل النبوة 3 / 111 و131 رقم 970 و971.
[58] دلائل النبوة 2/318 رقم 713 .
[59] دلائل النبوة 2/340 رقم 732 .
[60] البداية والنهاية 2/300 .
[61] مصنف عبد الرزاق 5/317 رقم 9718 .
[62] مصنف عبد الرزاق رقم 9726 .
[63] مصنف عبد الرزاق رقم 9732 .
[64] مصنف عبد الرزاق رقم 9735 .
[65] مصنف عبد الرزاق رقم 9743 .