مختصر
الحرية أو الطوفان
دراسة موضوعية للخطاب السياسي الإسلامي
ومراحله التاريخية
تأليف د. حاكم المطيري
٢٠٠٣م
اختصار
(أخت الأحرار)
بين يدي المختصر:
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، وبعد..
فهذا مختصر كتاب (الحرية أو الطوفان)، للأخت الكريمة، والداعية الفاضلة، والكاتبة العالمة (أخت الأحرار)، وقد أحسنت في المختصر غاية الإحسان، وحققت أمنية طالما تمناها علي كثير من القراء والعلماء الفضلاء، لتقريب واختصار كتبي، حيث اختصرت (تحرير الإنسان) بنحو ثلث الكتاب، واختصرت هنا (الحرية أو الطوفان) بنحو ثلث الكتاب أيضا، وأصبح من السهل على أكثر القراء الذين لا يحبذون المطولات الاطلاع عليهما، والاستفادة منهما.
هذا وأسأل الله لي وللأخت الكريمة ولكل من أسهم بسهم في بعث الخطاب الراشدي، والدعوة إليه، والجهاد في سبيله، التوفيق والسداد والهداية والرشاد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
مقدمة المختصر :
الحرية أو الطوفان كتاب رائع جدا، بإذن ربه يخرج من ظلمات الرّق وذله، إلى نور الحرية وكرامتها، وإلى فضاء العتق وعبقه؛ ثورة على الاستعباد والاستبداد، ودعوة إلى الشورى، والعدل، والإحسان؛ مرصعا بالنصوص القاطعة، والحجج الداحضة، والأحداث الثابتة، والتعليقات الصائبة؛ يسير بك في حلقة منظومة، محطتها الرئيسية الأولى سقيفة بني ساعدة؛ ساعة موت محمدr، والصحابة يتشاورون فيمن يخلف محمدا؟ فينطلق بك بعدها بسرعة موزونة، في رحلة شائقة تود لو أنها تطول وتطول؛ وينتهي بك إلى عتبة زمانك وساعة يومك وليلتك هذه اللحظة المرّة التي نعيشها، واضعا يده على مكامن الداء والبلاء الذي حل بأمة الإسلام، مشيرا بالأخرى إلى جرعات الدواء من معين القرآن والسنة، وما كان عليه خلفاء الأمة الراشدين ومن استنّ بسننهم واقتفى أثرهم.
اقرأ في هذا الكتاب وتمعن، وتأمل، فستجد أنموذجا رائعا لرجال مؤمنين، صدقوا ما عاهدوا الله عليه؛ وقضوا نحبهم على ذلك؛ أولئك هم ورثة الأنبياء حقا، الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر، أتباع سلامة المنهج، لا أتباع منهج السلامة والغنيمة الباردة العاجلة.
اقرأ وانضم للركب المبارك، ركب العودة بالأمة حكاما ومحكومين، إلى ما كان عليه حال نبيها صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه خلفاؤه الراشدون، كما في الحديث: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) ولا شك أن رأس الأمر في ذلك اتباع سنتهم في سياسة الأمة وإدارة شئونها، والتمسك بها والعض عليها، وكل أمر محدث في ذلك يجب رده ورفضه.
كما أحب التنبيه على أمور:
1- أن المختصر من طبعة الكتاب2003م الموجودة على الشبكة العنكبوتية.
2- لا غنى عن قراءة الكتاب كاملا، خاصة لطلبة العلم والدعاة، وما كان هذا الاختصار إلا للدلالة عليه.
3- قمت بتصرف يسير وتغيير صيغة بعض العبارات لتحويلها على شكل سؤال أو إضاءة.
4- النصوص والمنقولات لم أنقل هوامش المصادر، تخفيفا على القارئ، فمن احتاج مراجعها فليرجع إلى أصل الكتاب، وقد قال المؤلف حول هذا الأمر:
(هذا وقد أخذت على نفسي والتزمت ألا أورد من الأحاديث إلا الصحيح، ولا من الأخبار والروايات التاريخية إلا المقبول، وقد اجتهدت في دراسة أسانيد الروايات التاريخية - مع ما في ذلك من عسر ومشقة - لأتجنب الروايات الموضوعة، فلم أورد من الأخبار التاريخية إلا ما كان صحيحا أو مشهورا بين المؤرخين؛ إذ للتاريخ والمؤرخين منهج يختلف عن منهج أهل الحديث في كثير من التفاصيل).
5- تذكرتُ وأنا أقرأ هذا الكتاب، قول الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء: (...فقد والله عمّ الفساد وظهرت البدع، وخفيت السنن، وقل القوّال بالحق؛ بل لو نطق العالم بصدق وإخلاص لعارضه عدة من علماء الوقت ولمقتوه وجهلوه..)، وهذا ما حصل لهذا الكتاب ومؤلفه الكريم، ولذا تجد ردود وإيضاحات كتبها المؤلف رداً على معارضيه ومنتقديه، ملحقة بالكتاب في نسخة تالية.
6-في المقابل لقي هذا الكتاب "الحرية أو الطوفان" قبولا واسعا وترحيبا عريضا في أوساط كثير من الدعاة وطلبة العلم، فقد قال عنه الدكتور سفر الحوالي: (لم يؤلف لأهل السنة والجماعة في هذا الباب كمثل هذا الكتاب)، وقال عنه الدكتور عائض القرني(هو كتاب العصر ولم يؤلف مثله في فنه)!
6- أيضا للمؤلف الدكتور حاكم المطيري موقع زاخر على الشبكة العنكبوتية، يحوي كل مؤلفاته ورسائله التي كتبها في سبيل نصرة هذا الدين، والعودة بالأمة إلى سنن الخلفاء الراشدين.
هذا والله أسأل أن ينفع بهذا المختصر، ويجزي مؤلف الكتاب عن أمة محمد خير الجزاء وأن يبارك له فيما آتاه، وأن يزيده من فضله، ويحفظه بحفظه، ويختم له بأحسن خاتمة وأزكاها، وكل من سعى سعيه يا سميع الدعاء يا ذا الجلال والإكرام.