بقلم أ.د. حاكم المطيري
3 مايو 2011
إلى أسد الإسلام وشهيد الأمة و(عمر المختار الثاني) الذي أمضى حياته مجاهدا في سبيل تحرير الأمة من الاحتلال الأجنبي، حتى تحرر - بفضل جهاده وجهاد أخوانه ودمائهم وتضحياتهم ووقوف الأمة من ورائهم - مائة مليون مسلم في أفغانستان وجمهوريات آسيا الإسلامية، التي تخلصت من قبضة الروس وسجنهم الكبير (الاتحاد السوفيتي)، ومازال مجاهدا لكل قوى الاستعمار حتى سقط شهيدا عظيما كما كان في حياته، واكتملت له الشهادة بأبهى صورها على يد قوات الاحتلال!
وكما أعدم الإيطاليون (عمر المختار) شنقا بتهمة الإرهاب وبتهمة قتل جنودهم ومواطنيهم الذين يحتلون ليبيا! قام الغرب الاستعماري بقتال وقتل كل من يقاومهم ويرفض مشروعهم الاستعماري للعالم الإسلامي، وكان آخرهم شهيد الإسلام (أسامة بن لادن)!
إن حياة أسامة ليست موقفا واحدا، أو حادثة واحدة، يحكم له أوعليه من خلالها، بل حياته تاريخ حافل من الجهاد والتضحيات امتد أكثر من ثلاثين سنة، ضحى فيها من أجل الأمة ومن أجل الإسلام، وجاهد فيها واجتهد، وأصاب في أكثرها ووفق وسدد، وليس هو بمعصوم إلا أنه لا يمكن أن تطمس نجوم سمائه، ولا تكدر بحور فضائله، بموقف اجتهد فيه سواء أصاب أو أخطأ!
لقد كان العدو الذي يواجهه أسامة قوة استعمارية عالمية توجد في كل مكان في العالم الإسلامي وتتحكم في شئونه، وتسيطر على حكوماته ودوله، وليس مواجهتها بالأمر الهين، وليس من اليسير مواجهتها دون سقوط ضحايا من المدنيين، كما هي طبيعة كل حروب المقاومة ضد الاستعمار الأجنبي، ومع ذلك نجح أسامة إلى حد كبير في تحجيم دورها واستنزاف قدراتها، بل وهزيمتها في العراق وأفغانستان، لولا أن العدو استعان ببعض الأمة على ترسيخ أقدامه وتكريس وجوده!
إنه لا عار في الموت ولا في القتل الذي واجهه أسامة بكل شجاعة وبطولة بل هو المجد والشرف، وإنما العار كل العار أن لا تحترم جثته، ولا تسلم لأسرته، كما تقضي بذلك معاهدات حقوق الإنسان والأعراف والمعاهدات واتفاقيات الحروب الدولية ومنها اتفاقية جنيف!
وأشد عارا من ذلك إن صدقت الولايات المتحدة بأن الدول العربية والإسلامية لم ترغب بدفنه بأراضيها وهو الذي حمى مع المجاهدين في أفغانستان العالم الإسلامي ودوله من الخطر الشيوعي والمد السوفيتي الزاحف آنذاك إلى المياه الدافئة في الخليج العربي، وكانوا سببا في استقلال دول وشعوب آسيا الوسطى كلها حين سقط الاتحاد السوفيتي، بعد هزيمته في أفغانستان على يد المجاهدين الذي كان أسامة من أبرز قادتهم وأبطالهم!
إن أسامة زعيم إسلامي عالمي وقد قضى حياته كلها مجاهدا في سبيل تحرير الأمة وأرضها من الاحتلال الأجنبي الشيوعي الروسي الشرقي، ثم الأمريكي الصليبي الغربي، ولن تعرف الأمة قدره إلا بعد أن تستكمل مشروع تحررها وتحريرها، وحينئذ ستعرف الأجيال القادمة من هم أبطالها التاريخيون، وزعماؤها المخلصون، فالإعلام اليوم إنما يسوسه ويوجهه في كثير من البلدان العدو الخارجي ومن يقف في خندقه، إلا إن الأمة بوجدانها الفطري، وإحساسها الجمعي المشترك، تعرف مكانة أسامة، ولهذا بكاه المسلمون في العالم كله، وصلى عليه الملايين صلاة الغائب في مساجدهم وبيوتهم، وإن لم يستطع الإعلام في العالم الإسلامي أن ينقل هذه المشاعر، فعسى أن يأتي يوم تتحرر فيه الأمة وتحتفي فيه بشهدائها وأبطالها كما يليق بهم، وعسى أن يكون قريبا!
وداعاً أيها البطلُ ............... لكل شهادةٍ أجلُ
تودعك المدامعُ يا............... أخا الثوار والمقلُ
تودعك الفيافي والـ............... القوافي حين ترتجلُ
(سلامٌ كله قُبلُ............... كأن صميمه شُعلُ)
تودعك المساجدُ إن............... أبت توديعك الدولُ
شهيدَ اللهِ والإسلا............... ـمِ عذراً أيها الرجلُ
فأنت أجلُّ عند اللهِ............... أن ينعاك من خبلوا
ومن كفروا ومن غدروا............... بأمتهم ومن جهلوا
تودعك الملايينُ الـ............... ـتي تبكي وتبتهلُ
تنوح مآذنٌ شمخت............... ويبكي المجدُ والأملُ
وساحات الجهاد الشا............... هداتُ بأنك البطلُ
قضيت العمر مرتحلاً............... ومن يبقى سيرتحلُ
فكم حررت من وطنٍ............... وشعبٍ طالما خُذِلوا
هزمتَ الروسَ لولا اللهُ............... ثم الحرب ما انخزلوا
فلما جاءت أمريكا............... وجاء الغرب يهتبلُ
وقال المجرمون بأنَّـ............... ـه الإرهابُ وانتحلوا
وشنوا حربَ غادرةٍ............... ويا بؤسَ الذي فعلوا
فكم من صارخٍ حيرى............... وثكلى أمرها جللُ
وشيخٍ عاجزٍ هرمٍ............... وطفلٍ قلبه وجلُ
بلا ذنبٍ ولا سببٍ............... ولا جرمٍ له عملوا
سوى الإسلام دينهم............... وليس لهم أخٌ عَجِلُ
ثبتَّ لهم كما يرسو............... بكل شموخه الجبلُ
تمنيت الشهادةَ هـا............... فقد جاءتك تحتفلُ
سموت بها كما يسـ............... ـمو على أفلاكه زحلُ
ولم يجدوا سقاك الله............... قبرا حينما قتلوا
لأن الأرض كل الأر............... ض قبرك أيها البطلُ!
لأن الأرض كل الأر............... ض قبرك أيها البطلُ!