(جذور الثورة في تونس)
الجزء
الأول
أتحدث
هنا عن (أسطورة الثورة) كما رسمت وشرطت في أول حلقة، فأنا هنا لا أروي الحقائق
التاريخية، أو أسرد أحداث الثورة العربية، بل أقص أسطورة بكل ما تحمل كلمة أسطورة
من معنى، حيث يختلط الخيال بالحقيقة، والأحلام بالوقائع، وتحتل الرؤى فيه والرأي
والرواية حيزا واسعا كما ذكرت سابقا، لأنها المصادر الأهم في استشراف المستقبل
والتنبؤ بأحداثه!
وكلما
كان سياق قصة الثورة أقرب إلى الخيال، كان أصدق في التعبير عن معنى الأسطورة!
وليس
القارئ مضطرا هنا للتدقيق في مدى دقة ما أذكره من معلومات، ما دامت القصة كلها
أسطورة، فليس من الموضوعية والعلمية البحث في صحة وصدق الأساطير!
فالمهم
عندي أن تظل الأسطورة كما هي أسطورة، هي أشبه بالخيال منها بالواقع، حتى لا تعدم
رونقها ونضارتها، ولا تفقد سحرها وإثارتها، حين تصبح تأريخا للأحداث، فقصة الثورة
العربية يجب أن تبقى كما هي الشيء الأعجب والأغرب في تاريخ العرب المعاصر، ولا
يمكن أن تفهم إلا على هذا النحو المدهش كي تفهم!
وقد
سألني بعض القراء عن سبب نشر هذه التفاصيل للأحداث والأخبار؟ وحذر بعضهم من خطورة
نشر مثل هذه الأسرار؟
فأقول
لهم بأنه لا أسرار هناك، بل هنا أحداث صارت جزءا من التاريخ، ومن شاركوا فيها ما
زالوا أحياء!
كما
إن المشاركين في هذه الأحداث منذ سقوط بغداد إلى اليوم قد حققوا هدفهم الأول وما
كانوا يطمحون إليه من حدوث الثورة، وبعد حدوثها اليوم لم يعد هناك خوف على الأمة
وحريتها، وستشق طريقها بإذن ربها نحو مستقبل أفضل، ولن يستطيع أحد الوقوف أمامها،
فقد تشكل وعي شعبي عام، في ظل هذه الثورة وخلال أشهر، لم يتشكل مثله منذ مائة عام!
ثم
إنه لا جريمة هنا يخشى من كشف أسرارها، فلا تخطيط لانقلاب عسكري، ولا تآمر مع جهات
خارجية، بل هي صرخات مظلومين من كل بلد عربي، انطلقت من أجل تغيير هذا الواقع من
خلال الأمة نفسها وقيامها بدورها في تغيير واقعها بشكل سلمي أو ثوري!
كما
إنه ليس كل شيء جرى آنذاك ذكرته هنا، فما لم أذكره في هذه الأسطورة أعجب، وأشد
خطورة مما ذكرته وأغرب، وسأدعه لمستقبل الأيام بإذن الله!
وقد
تفاجأ بعض الأخوة الأفاضل من الأحداث والأخبار التي أسردها في الأسطورة وكيف أمكن كتمان
تلك الأسرار كلها خلال كل تلك السنوات من العمل!
فذكرني
ذلك بقول الأخ الفاضل .... بن فهد حين قال قبل سنوات: كنت أظن أني من أكثر الناس
قربا من د. حاكم وأعرفهم به خلال صحبة ثلاثين سنة، وأنه لا يخفى علي من أمره شيء، فإذا
هو سر من الأسرار، وإذا أنا من أجهل الناس به، ولا أعرف من أمره شيئا!
وليس
الأمر الذي ندعو إليه سرا حتى يخشى أحد من إفشائه بل كان دعوة صريحة وجهتها في
كتبي ومقالاتي وفي بيانات وخطابات مفتوحة!
وعلى
من أراد معرفة حقيقة ذلك الرجوع إلى آخر عبارة كتبتها في (تحرير الإنسان) سنة 2007م،
وهي قولي (وإن أول ما يجب.. ترسيخ
الحريات العامة، وصيانة حقوق الإنسان، وإقرار التعددية السياسية، والتداول السلمي
للسلطة، وحق الشعوب في اختيار حكوماتها، إذ تحرير الشعوب وتحرير إرادتها هو الطريق
نحو وحدتها وقوتها، فالعودة إلى الخطاب السياسي القرآني والنبوي والراشدي هو
السبيل الوحيد الذي ليس أمام الأمة طريق سواه، فهو المخرج لها من هذا التيه والليل الذي قرب فجره، وأزف نصره، فالتاريخ لم
ينته بعد، وهو أبو المفاجآت.. فعسى أن يكون كتابي هذا قد أوضح للمؤمنين الدليل، وأنار لهم السبيل، لتشق
الأمة طريقها من جديد، وليتحرر العبيد، ولتتحطم الأغلال والقيود، لتمضي الأمة نحو
حريتها ووحدتها وسيادتها، ولتتهاوى بعد ذلك شبه الأحبار والرهبان، ولتتحطم على أيدي الشعوب المقهورة عروش الظلم
والطغيان، فلا ملوك ولا طغاة، ولا سجون ولا عتاة، ولتتطهر الأرض المباركة
من دنس الاحتلال والاستبداد، ولتتحرر الأمة الكريمة من العبودية للأوثان والأنداد،
ولينتهي هذا المشهد التاريخي من حياة الأمة بدماء شهدائه الأبرار، ودموع أبريائه
الأطهار، لتستأنف الأمة حياتها من جديد، كما أراد الله لها أن تكون{خير أمة أخرجت
للناس}!
حكموا علي بأن أموت وما دروا أني بلغت من الخلود مرادي
تم الفراغ من قراءة العرضة الأخيرة
ليلة الجمعة 30ذي الحجة 1427هـ
الموافق 18 يناير 2007م ).
نعم
فالتاريخ لم ينته بعد وهو حقا أبو المفاجآت!
كما
أني قد بلغت حقا مرادي حين فرغت من (تحرير الإنسان)، فما كنت أظن أن أعيش إلى هذه
اللحظة التاريخية وأن أرى حلم الثورة قد صار واقعا!
فما
كنت أكتبه وأنشره لم يكن ترفا فكريا ومعرفيا، ولا أحلام رعاة، بل جهاد وخطط عمل ورسائل
موجهة للآلاف من الشباب الأحرار الذين كانوا يتداولون تلك الكتب والمقالات
والرسائل فيما بينهم، وكانوا يتفاعلون معها، وتأتيني آلاف الرسائل منهم من كل بلد
بين مؤيد ومستفهم ومستشكل، فكنت أرصد من خلالها مدى تجاوب الشباب خاصة الإسلامي
الذي تم تضليله عقودا طويلة وتدجينه، من خلال ثقافة انهزامية تقاوم الروح الثورية
وتحاربها باسم الإسلام الذي جاء لتحرير الإنسان!
لقد
كنت أستشرف حدوث الثورة من خلال متابعة ما يجري تحت الأرض أكثر مما يجري فوقها،
فالثورة بطبيعتها هي أشبه بالبركان الذي ترى فوهته خامدة هادئة بينما باطنه يغلي
بالحمم، حتى إذا بلغ الكتاب أجله تفجر البركان بحميم النار، وحمم الأحجار!
وهو
ما عبرت عنه صراحة في رسالتي (نهاية الدولة الوظيفية في
المنطقة العربية) المنشورة في موقعي بتاريخ 24/11/ 2010م - أي قبل الثورة
التونسية بثلاثة أسابيع - حيث كنت أوجه الرسائل لتنظيم افتراضي وتيار واسع من
الشباب في كل بلد عربي، كان ينتظر ساعة الصفر للانطلاق نحو الهدف، وقد جاء فيها ما
يلي :
(هذه الحلقة الرابعة من سلسلة (نحو وعي سياسي راشد) التي تنتظم
في عقدها (العقيدة السياسية) و(الفطرة السياسية) و(الحركات الإصلاحية بين الحالة
الثورية والمحاولة السلمية) وما سيأتي من مقالات في هذا الباب للإسهام في ترشيد
الوعي السياسي في العالم العربي الذي يعيش حالة من الفوضى السياسية، وهي
نذر تحولات كبرى وإرهاصات تغيير جذري يترقب الجميع حدوثه هنا أو هناك، فالمنطقة تعيش مخاضا لن يطول كثيرا، وهو يشبه الحال التي كان
عليها العالم العربي بعد قيام دولة إسرائيل، وقد كان سقوط بغداد تحت الاحتلال
إذانا وإعلانا عن نهاية الدول الوظيفية في المنطقة العربية، وهو ما يوجب على
الحركات والقوى السياسية والنخب الفكرية بلورة رؤية مشتركة لمشروع عربي جديد قبل
فوات الأوان)!
وقلت
في آخر ذلك المقال ( لقد بات العالم العربي يعيش اليوم
أزمة هوية كبرى بعد الإعلان عن نهاية عصر الدويلات القطرية الوظيفية، وبعد التيه
السياسي والفكري لقواه السياسية، والموت لقيمه الإنسانية والحضارية، ولم
يعد أمام المصلحين فيه لبعث الأمة من جديد، إلا الثورة! والثورة بكل تجلياتها
ومجالاتها واتجاهاتها ليصنع المخلصون لها من الموت واللحد الحياة والمجد)!
وحين
أروي هنا هذه الأسطورة فإني أرمي إلى أهداف كثيرة، قد تخفى على القارئ اليوم، إلا
إنها ستتجلى له بأوضح صورة حين أفرغ من قصة هذه الأسطورة التي لن تنتهي آخر
حلقاتها هنا، حتى تنتهي آخر فصولها على الأرض في كل بلد عربي، فهي أغرب قصة في
التاريخ تروى قبل وقوعها، وبعد وقوعها، وأثناء حدوثها!
إنني
أكتب هنا أحداث التاريخ والماضي لمن أراده كما عشته، وأعبر عن الأماني وأتطلع
للمستقبل كما أحلم به، وأعالج قضايا الفكر والسياسة كما عانيتها وعانى منها أجيال
قبلي وبعدي تعيش وما زالت في هذا التيه..الخ
فمن
أراده كتاب تاريخ فهو كذلك، لحقبة هي من أشد الحقب ظلاما في العصر الحديث وهي حقبة
(كامب ديفيد)!
ومن
أراده كتاب فكر وسياسة فهو كذلك، لقضايا فكرية وسياسية طالما دار حولها الجدل وما
زال منذ سقوط الخلافة وسيطرة الاحتلال الغربي على الأمة إلى اليوم!
ومن
أراده كتاب فقه للسياسة الشرعية ومعضلاتها ونوازلها فهو كذلك!
ومن
أراده كتاب علم اجتماع سياسي لفهم سنن التغيير الاجتماعي، ومعرفة علل المجتمع
العربي، وكيف تحلل حتى جاءت الثورة، لتبعث فيه الحياة من جديد، فهو كما أراد!
ومن
أراده كتاب رواية وخيال وسيرة ذاتية وأدب في الرحلة والارتحال فسيجد فيه بغيته!
لقد
جاء كتاب (أسطورة الثورة) كذلك لأنه فعلا كل ذلك!
وقد
زاني الشيخ راشد الغنوشي في الكويت في منزلي قبل الثورة التونسية بأشهر وذلك
بتاريخ 21/1/2010م من الساعة 7 – 9 مساء - أي قبل الثورة بأقل من سنة، حيث بدأت
الثورة في تونس بتاريخ 19/12/2010م - وكان بصحبته فيما أعتقد السيد الفرجاني، وقد
كان آخر مرة رأيت فيها الشيخ الغنوشي في مؤتمر نصرة غزة باسطنبول بتاريخ
13/2/2009م، وأهديته كتاب (الحرية أو الطوفان) آنذاك، وبشرته حين ودعته بالفندق
بالفرج القريب والعودة إلى تونس، فابتسم ابتسامة هي أشبه بالحزن منها بالفرح، وكأنما
العودة عنده حلم جميل إلا إنه بعيد الوقوع ولا تسعفه أحداث الواقع!
فلما زارني في الكويت أخذت أحدثه عن مشروع
(مؤتمر الأمة) وضرورة العمل من أجل التغيير بكل وسيلة سلمية أو ثورية في العالم
العربي لإقامة (حكومات راشدة)..الخ
وقد
كانت مكلفا من (مؤتمر الأمة) بإحاطة قيادات العمل الإسلامي كله على اختلاف
توجهاتهم بالمشروع وأهدافه، فهو مشروع أمة لا مشروع فئة أو حزب أو جماعة، وكان
الغنوشي ممن حرصت على لقائه والتحاور معه في هذا الأمر لما زارني في الكويت، حيث
لم تسنح الفرصة في مؤتمر نصرة غزة للحديث معه حوله...
وقد
قلت له: بأن التنظيم والمشروع قد أصبح له وجود في أكثر الدول العربية، ولم يبق إلا
بعض الدول ومنها تونس، ونحن في سباق مع الزمن! فهل في تونس من يستطيع القيام بهذا
الأمر؟
فقال
: قال تعالى {وأتوا البيوت من أبوابها}! فنحن أدرى بتونس وشعابها!
فقلت
: وهل هناك الآن عمل منظم؟
فقال
: لا لا يوجد في الداخل أي نشاط أو حضور إسلامي! فقد نجح النظام في خطة تجفيف
المنابع، وقضى على الحركة، إلا إن الشعب التونسي بفطرته مع الإسلام ويتشوق إليه،
وهناك نشاط فردي للدعاة والعلماء..الخ
وأبدى
اهتماما كبيرا بالموضوع وقال أنا راجع إلى لندن وضروري تزورنا هناك لنتشاور
ونتحاور في هذا الأمر!
وقد
أبدى إعجابه بكتابي (الحرية أو الطوفان)، فأهديته الكتاب الثاني (تحرير الإنسان)..
وقبل أن يغادر منزلي بشرته بقرب حدوث التغيير في
العالم العربي، ووجوب الاستعداد له، فقال إني أغبطك على هذه الروح، إلا إنه أبدى
عدم تفاؤله من الوضع في تونس بعد أن حاصر النظام الحركات والتنظيمات وجفف منابعها!
وكان
يقول تحرير فلسطين أقرب من تغيير الوضع في تونس!
فقلت
له يا شيخ راشد أبشرك بأن التغيير قادم وهو أقرب مما نظن، فعلينا الاستعداد
والتنظيم له قبل أن تفوت الفرصة!
ولم
يدر الشيخ الغنوشي بما خبأ القدر له ولابن علي ولتونس وللعالم العربي!
ولم
يدر بخلده ولا خطر على باله ولا عبر في خياله بأنه بعد أقل من سنة سيكون حرا في
تونس! فضلا عن أن تخوض النهضة الانتخابات بكل حرية! دع عنك الفوز الكاسح لتستلم
السلطة! فهذا حلم إلى الجنون أقرب منه إلى الخيال!
لقد كان الفرج أقرب مما كنا نظن جميعا!
وكلما
تذكرت ذلك اللقاء بيني وبين الشيخ الغنوشي في منزلي تذكرت الحديث النبوي (يعجب ربك
من قنوط عباده وقرب غِيَره)!
فبينما
الإنسان في أشد حالات اليأس والقنوط إذا القدر قد خبأ له ما لا يخطر له على بال!
إنه
لا مجال هنا لحدوث لصدفة، ولا لنظرية البقاء للأقوى كما يزعم دارون، ولا كما يزعم
ماركس بأنه لا إله والحياة مادة!
فكل
تلك النظريات تتهاوى أمام هذه المعجزات، فهناك العدل الإلهي الذي يتحقق على الأرض
في الدنيا، قبل الآخرة، وهناك السنن والنواميس التي تحار فيها العقول، حين يتساقط
الطغاة بكل جيوشهم وقوتهم وجبروتهم أمام الضعفاء بكل ضعفهم وعوزهم وفاقتهم، ولا يوجد
أصلا مقارنة بين قوة الفريقين لتتقرر فيه نظرية البقاء للأقوى، ثم تتكرر الظاهرة
في كل عصر ومصر، بما لا يمكن معه القول مطلقا بأنها صدفة، أو إنه ليس وراء كل تلك
المعجزات قوة غيبية تسخط وتغضب وتنتقم من المجرمين، وتعدل وترحم وتنتصر للمستضعفين!
إن
الطغاة يتهاوون جميعا في أوج قوتهم، على أيدي الضعفاء في أشد حالاتهم ضعفا،
لتتهاوى بذلك معهم نظرية البقاء للأقوى!
إنه
لا يمكن للمادة الصماء أن تفعل كل هذا، وأن تجري النواميس فيها على سنن واحدة، فما
جرى لغاندي في الهند، جرى مثله لفاليسيا في بولندا، ولنيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا،
ولعبد الحكيم بلحاج في ليبيا، وللغنوشي في تونس..الخ
إنه
أمر مدهش أن يخرج المستضعفون من السجون إلى العروش ويحاكموا الطغاة ويضعونهم في
السجون!
ولا
يمكن أن يفهم كل ذلك إلا على أنه تجل للعدل الإلهي في الأرض {إنا من المجرمين
منتقمون}!
وكنا
قد عقدنا في (مؤتمر الأمة) سبع مؤتمرات في اسطنبول ما بين (2009 – 2011) حول ضرورة
الإصلاح والتغيير والثورة في العالم العربي، وبحضور التنظيمات المؤسسة للمؤتمر من
أكثر دول العالم العربي، التي حملت على عاتقها مشروع (أمة واحدة وحكومات راشدة)،
وكان المؤتمر الخامس قبل الثورة بأشهر، وقد تحدثت فيه عن ضرورة الإعداد للفرصة
التاريخية السانحة والتي قد تحدث في أي لحظة، فالمنطقة ستشهد تغيرا جذريا عميقا
وثورة تسقط هذه الأنظمة، وأن سنن الله تحتم وقوع ذلك!
فقال
لي بعض المشاركين بأن الواقعية مطلوبة حتى لا نعيش أحلاما!
فلم
تمض أشهر حتى حدثت الثورة في العالم العربي وتحقق الحلم!
ولعل
الله ييسر نشر محاضر تلك المؤتمرات، وما دار فيها من حوارات، وما جرى من مناقشات،
حول التغيير وفرصه، والدول المرشحة لحدوث ذلك..الخ
مما
يعد ضربا من الخيال آنذاك!
ولم
نكن وحدنا الذين كنا نعمل في تلك المؤتمرات والتنظيمات السياسية من أجل التغيير،
بل كان غيرنا من التنظيمات السياسية العربية يعمل في كل بلد، ومن كل التيارات، لا
يعلم بعضهم عن بعض، وكلها تعمل بعيدا عن الإعلام وضجيجه، وكان العمل يتكامل
ويتراكم شيئا فشيئا لتمضي الأمة إلى قدرها مع الثورة!
وقد
كان من آخر توقعاتي بحدوث الثورة بتاريخ 9/12/2010 - قبل تفجر الثورة التونسية
بعشرة أيام – مع قناة المستقلة في لندن حول الأحداث التي جرت في الكويت آنذاك
وقيام رجال الأمن بضرب النواب في إحدى التجمعات في ديوان النائب الحربش، وقلت في
تلك المقابلة(بالنسبة لما جرى بالأمس هي
أزمة سياسية لها ارتباط وثيق بما يجري في العالم العربي ككل، وهذه الأزمة لها
تداعياتها على الشارع العربي، ما يجري في الكويت هو شبيه إلى حد كبير بما يجري في
مصر وفي اليمن وفي الجزائر وفي المملكة وفي البحرين، فالعالم العربي يتململ اليوم
ويتطلع إلى تغيير هذه الأوضاع السياسية، والحكومات عاجزة عن تطوير أدائها السياسي،
وهذه الأزمة بالأمس هي مشهد ومظهر من مظاهر هذا التردي في الأوضاع في العالم
العربي، ولا يمكن أن نفهم ما يجري في الكويت ما لم نفهم ما الذي يجري في العالم
العربي، فهناك حكومات منذ سايكس بيكو حيث تم تقسيم المنطقة على هذا النحو، وفرض
واقع سياسي سواء من خلال ترسيخ حكومات ملكية ووراثية أو من خلال حكومات عسكرية
وانقلابات كانت مدعومة من الخارج، وما زال الوضع كما هو عليه منذ قيام هذه
الدويلات بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، والمنطقة العربية اليوم كما تؤكد كل
الدراسات تتوجه نحو الدفع باتجاه الإصلاح السياسي وتطوير نظمها السياسية، وهذا
الذي حصل بالأمس هو أحد تجليات هذه الأحداث...).[1]
كما
كان لي مشاركة في قناة الحوار بلندن بتاريخ 12/12/2010 –
أي قبل الثورة في تونس بأسبوع واحد فقط - وكان عنوان
الحلقة: الخوف المتبادل بين الحاكم والمحكوم؟!
فجاء
في سياق كلامي عن الخوف (الخوف يفضي إلى تعطيل قدرات
الإنسان وفقد الإنسان لإنسانيته ومن ثم يصبح عبدا وضيعا ذليلا حقيرا لا يستطيع أن
يغير لا من واقعه ولا من واقع أمته، إلا حينما تتحرك هذه الشعوب
وتسقط هذه الطواغيت وتغير واقعها كما فعلت أمم الأرض كلها!
سؤال
من مقدم البرنامج: حالة الخوف والاحتقان بين الحكومات والشعب بما تفضي برأيك إذا
استمرت؟
كل
المؤشرات وكل الدراسات تؤكد بأن العالم العربي متجه نحو التغيير، وأن هناك تطورات
اجتماعية وسياسية، وسيحدث تغيير جذري في العالم العربي خلال عقدين، والجميع يتوقع
هذا، لأنه لن تبقى المنطقة العربية محكومة بالحديد والنار وبالقمع على هذا النحو
بينما العالم يتقدم ويتطور والشعوب تغير حكوماتها وتختارها بكل شفافية, بلا شك
المنطقة كلها تسير نحو التغيير، لكن نطمح أن يتم هذا التغيير
بشكل سلمي، ومن خلال ترك الشعوب تختار الحكومات بشكل حر وسلمي، دون أن نصل إلى
حالة اصطدام أو حالت احتراب أهلي للخلاص من هذه الحكومات)! [2]
أقول
هذا ليعرف كل عربي حر بأن الثورة العربية المعاصرة لم تكن صناعة أمريكية ولا هي
الفوضى الخلاقة كما تحاول الثورة المضادة إشاعته - ولا نتيجة عمل مركز أمريكي
للتغيير في العالم العربي برئاسة صحفي يهودي ومجموعة من الشباب - بل الثورة نتيجة
طبيعية لعملية تراكمية من الفعل السياسي، شارك فيها مئات الآلاف من العرب الأحرار،
من كتاب وسياسيين ومصلحين ومناضلين، على اختلاف توجهاتهم الفكرية، من الخليج إلى
المحيط، ومنذ ثلاثين سنة، تعرض خلالها الآلاف في كل بلد للسجن والقتل والتهجير والمحاكمة
والمنع من السفر، وقامت حركات الاحتجاج في كل دولة، ودفع كثيرون ثمن معارضتهم لهذا
الواقع البائس، وما زالت العملية تتراكم شيئا فشيئا – والتي ساهم في صناعتها كل
قوى الرفض السياسي، وحركات الاحتجاج المسلح من أقصى التنظيمات المسلحة كالتنظيمات
الجهادية، إلى أقصى التنظيمات السلمية كجمعية التغيير وحركة كفاية في مصر والنهضة
في تونس ..الخ - حتى جاءت اللحظة التاريخية والفرصة السانحة، لتتفجر الثورة في
تونس، وهو أمر طبيعي إذ كان التونسيون في الخارج قد قرروا إسقاط النظام، ودخلوا
معه في صراع طويل، وكان لا بد من حدوث الثورة هناك!
وكان
لا بد لها بعد تونس أن تتفجر في مصر التي كانت تشهد غليانا منذ سنوات، وأن تثلث في
ليبيا بينهما، وأن تربع بسوريا واليمن، وأن تعم العالم العربي كله خلال الأشهر
القادمة!
فهناك
سنن ونواميس لا تتبدل {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}!
لقد
كنت على علم بما يجري في تونس منذ أن كنت طالبا في الثانوية ثم في الجامعة، من
خلال متابعة ما تنشره مجلة المجتمع في أوائل الثمانينات من القرن الماضي 1982م –
1984م عما يجري في سجون تونس من جرائم يشيب لهولها الولدان!
وكان
من أشد ذلك وقعا على نفسي الاستفتاء الشهير والرسالة التي أرسلتها مجموعة من
السجينات في تونس، وفيها بيان لما يتعرضن له من اعتداء على أعراضهن، واستفتاء منهن
هل يجوز لهن قتل أنفسهن؟!
لقد
كانت مأساة كبرى تلك التي تعرض لها الشعب التونسي على يد نظام أبو رقيبة ووزير
داخليته بعد ذلك ابن علي بإشراف أمريكي!
لقد
كانت تلك الفظائع تدمي القلوب قبل العيون، وتتفطر منها الأكباد، وقد عاشت تلك
المأساة سنوات طويلة في مخيلتي، فلا تكاد تفارقني قصص تلك الطاهرات العفيفات وهن
يتعرضن لتلك الجرائم على يد الطغاة!
وكان السؤال الذي لم أجد له جوابا آنذاك هو كيف
ترضى أمة من الخليج إلى المحيط بكل هذا العار ولا تغار ولا تستثار!
لقد
كبرت وكبر معي كرهي للظلم والطغيان، وازداد شكي بكل ما نحن عليه من ثقافة دينية
يبلغ بها الخنوع والخور والخيانة حدا يلبس فيها فرعون لبوس الأنبياء! وتصبح طاعته
من طاعة الله!
فنحن
الأمة الوحيدة على وجه الأرض التي بات وجود الاحتلال الأجنبي على أرضها مشروعا
باسم الله، وصار الحاكم الذي يوليه الاستعمار ويواليه ويخون أمته ودينه ووطنه ولي
أمر تجب طاعته ديانة بل هي من طاعة الله؟!
ونحن
الأمة التي يسرق فيها المجرمون ثروات شعوبهم بمئات المليارات فإذا ماتوا قيل
اذكروا محاسن موتاكم! بدل استعادة ما نهبوه!
لقد
شاء الله جلا جلاله أن أعيش حتى أرى كيف ينتصر للمستضعفين في تونس، وكيف ينتقم من
المجرمين، وكما حزنت قبل ثلاثين سنة حزنا لم أحزن مثله على حرائر تونس، فرحت فرحا
لم أفرح مثله بنجاح ثورة تونس {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء}!
لقد
كان مقررا اجتماع طارئ للجنة السياسية لمؤتمر الأمة في .... بتاريخ 13 -
14/1/2011م والذي صادف عقده قبل سقوط ابن علي بيوم واحد!
وكان
الاجتماع مقررا قبل ذلك بنحو ثلاثة أشهر، فاجتمعت اللجنة وكان الحضور من كل الدول
العربية تقريبا (د. حاكم المطيري، د. فيصل الحمد، سيف الهاجري، محمد بن ..، محمد
بن ...، نعيم ...، خالد...، محمد العربي ..، د. عباس ..، د. أحمد ...الخ)
وناقشت
اللجنة موضوع الانتفاضة التونسية، وما هو الاسم المناسب لها إعلاميا، فقلت لهم
(الثورة) وليست هي خاصة في تونس بل هي (الثورة العربية) التي انطلقت شرارتها في
تونس!
وكانت
وسائل الإعلام تنتظر خطابا للرئيس المخلوع ابن علي قبل هروبه!
فأصدرت
اللجنة بيانا باسم (مؤتمر الأمة) والذي لم يسبق أن أصدر أي بيان باسمه منذ تأسيسه
بتاريخ 17/4/2009م، فرأت اللجنة ضرورة الإعلان عن المؤتمر في يوم نجاح أول ثورة،
مما يعد ميلادا للمؤتمر إعلاميا، وصدر البيان قبل هروب ابن علي بليلة واحدة!
وأرسلنا
البيان لقناة الجزيرة فلم تنشره!
وقد
اتصل بي قبل سقوط ابن علي بليلة واحدة أحد الأخوة الأفاضل من قطر من القائمين على
إدارة قناة الجزيرة وهو الشيخ ... يسألني هل تتوقع سقوط ابن علي ونجاح الثورة؟
فقلت
: نعم ولا شك عندي في ذلك ولا ريب وخلال ساعات معدودة بإذن الله!
ومن
الغد هرب ابن علي ونشرت الجزيرة الخبر، واتصلوا بي يوم الجمعة صباحا للتعليق على
خبر هروبه، وكنت بالفندق على وشك المغادرة للكويت بعد انتهاء اجتماع اللجنة
السياسية لمؤتمر الأمة في ....، فأجمع الأخوة في اللجنة السياسية على ضرورة
التعليق على الخبر وباسم المنسق العام لمؤتمر الأمة، والذي ظل موضوعه طي الكتمان منذ
تأسيس (مؤتمر الأمة)!
فذهبت
إلى قناة الجزيرة برفقة الأخ سيف الهاجري رئيس المكتب السياسي في (حزب الأمة)،
وكانت المفاجأة حين أخبرنا الموظفون بالقناة رفض ...... لنشر البيان!
واستفسرت
عن السبب في عدم نشره؟
فقيل
: القناة اتخذت قرارا بعدم نشر أي أخبار أو بيانات غير الحدث الرئيسي وهو سقوط ابن
علي!
فقلت
: انظر إلى شريط الجزيرة وكان وفيه تصريح عن حركة الوفاق الشيعية البحرينية!
فقال
: الإدارة تقول بأن (مؤتمر الأمة) غير معروف!
فقلت
: التنظيمات التي وقعت عليه بأسماها معروفة في بلدانها وفي العالم العربي كحزب
الأمة في الكويت وحركة رشاد من الجزائر ..الخ
فرفضت
بدوري التعليق على خبر ابن علي قبل نشر البيان والتعليق عليه بصفتي المنسق العام
لمؤتمر الأمة، وعرفت حينها كيف كان ..... يتحكم بنشر البيانات دون حيادية ولأسباب
حزبية ضيقة!
وقد
كان الأخوة ومنذ سنوات يشكون من حجب بياناتهم وأخبارهم ونشاطاتهم فإذا استفسروا
وتحروا عن السبب وراء ذلك وجدوا أنه .....!
فكانوا
يطلبون مني أن أكلم الأخوة المسئولين في قناة الجزيرة عما يقوم به .... فأرفض رفضا
قاطعا، وأقول لهم نحن أكبر من ذلك، وليس ذلك من شيمنا ولا من قيمنا، وسيكتشف
المسئولون في الجزيرة أمر .... بأنفسهم!
وهو
ما حدث فعلا بعد أشهر من رفضه لنشر بيان (مؤتمر الأمة) ودون أن أتكلم فيه بكلمة
سوء واحدة لدى رؤسائه في القناة!
لقد
كانت القنوات الفضائية كغيرها من وسائل الإعلام المهمة والناجحة تمنح موظفيها وكذا
مراسليها نفوذا معنويا كبيرا في البلدان التي يعملون بها، فربما استغل بعض
المراسلين هذا النفوذ في تشكيل شبكة علاقات ومصالح مع المسئولين وأصحاب النفوذ في
تلك الدول، وربما تعرض بعضهم للضغوط وشراء الولاء على حساب المؤسسة الإعلامية
التابع لها، فتكون الضحية هي الحقيقة والحيادية التي هي سر نجاح أي وسيلة إعلامية!
وقد
كان حزب الأمة في الكويت يتعرض للحصار داخل الكويت من قبل السلطة، وكانت بياناته
ونشاطاته تمنع من النشر، وتذهب أشرطة تسجيل المراسلين لندواته لأمن الدولة، بدل
ذهابها لإدارات التحرير لنشرها في وسائل الإعلام!
وكان
الحزب يراهن على الإعلام الخارجي في وصول صوته للشعب الكويتي، إلا إنه وبعد مدة
وصل الحصار حتى للإعلام الخارجي، وصار مراسلو بعض وسائل الإعلام الخارجية يحضرون
الأنشطة والندوات والاعتصامات التي يقيمها الحزب ثم لا يتم بثها فيها!
واكتشفنا
أخيرا أن أولئك المراسلين صاروا موظفين لدى بعض أصحاب النفوذ، فصاروا يسهمون
بالحصار بصورة أو أخرى، تارة بالاعتذار في آخر لحظة عن الحضور لسبب فني! وتارة
بالاعتذار بعدم وضوح التسجيل! وتارة بأنه تم إرسال المادة وهي تخضع لسياسة القناة!
بينما
الحقيقة هي تورط أولئك المراسلين بشبكة المصالح ليصبحوا أداة لفرض الحصار على الكلمة
الحرة بدل حمايتها وإفساح الطريق لها لتصل إلى المشاهد! وربما كان هذا الحصار
مقابل ثمن مادي أو مصالح خاصة!
ولا
تقتصر هذه المشكلة على المراسلين في الخارج بل قد يتورط فيها بعض الموظفين
والمسئولين داخل المؤسسات الإعلامية الناجحة، والذين تعمل الحكومات عادة على
اختراقهم وتوظيفهم لصالحها!
وقد
قمت بالتعليق على بيان مؤتمر الأمة بعد أن نشرته الجزيرة في أخبار الظهيرة، وكنت
بالأستوديو مع مقدم الأخبار، فلما خرجت فإذا أول اتصال يصلني من الدكتور الفاضل
أحمد الخطيب من الكويت، والذي شكر لي الكلمة وأثنى عليها، وأكد على ضرورة أن يكون
الإصلاح المنشود في الكويت بشكل سلمي، ومن خلال توافق الجميع، بعيدا عن الثورات
التي لا تصلح لمجتمعاتنا المسالمة..الخ
فطمأنته
وقلت نحن جميعا نريد الإصلاح بالوسائل السلمية في كل بلد عربي، ولا أحد يريد
الثورة إذا تحقق الإصلاح، إلا إنه لا خيار أمام شعوبنا حين تسد في وجهها السبل إلا
الخيار التونسي!
لقد
كنت على تواصل مع الشباب في تونس قبل الثورة في تونس وأثنائها من خلال الرسائل
التي تصل من هناك، فقد وجد كثير من الشباب التونسي بغيته في كتاب (الحرية) وكتاب
(التحرير) وكانت الروح تسري في أوساطهم بعيدا عن جهاز أمن ابن علي وعيونه، ومن تلك
الرسائل:
(رسالة من تونس قبيل نجاح الثورة)
التاريخ 23/12/2010م..
السلام عليكم ورحمة الله..
إنني ناشط حقوقي أناضل في منظمة
حقوقية تونسية تدعى (حرية وإنصاف) ...
غير إنني وفي العديد من المرات أجد
صدا كبيرا من شباب التيار السلفي وإصرارا على عدم التعاون معي ومع المنظمة! بتعلة
إن هذا أولا من التحزب الذي نهينا عنه! وأن هذه المنظمات تنسق مع أخرى دولية وهذا
من الموالاة! ومن الاستعانة بالكفار ثانيا للضغط على ولاة الأمور!
فالرجاء من الشيخ الكريم إفادتنا برأي الشرع في
مثل هذه الأمور..
وجزاكم الله عنا كل خير..
والسلام..
السيد المبروك.... تونس
...
الرد على الرسالة ..
24/12/2010م..
وعليكم
السلام ورحمة الله وبركاته..
أخي الكريم مبروك يسعدني معرفتك والتواصل معك
والتعاون على البر والخير..
وأنتم في عملكم هذا على فرض كفائي، وباب من
أبواب الإصلاح ودفع الظلم، قل القائمون فيه..
وفي كتابي (تحرير الإنسان) و(الحرية أو الطوفان)
بيان لمشروعية مثل هذا العمل..
وأما الشباب الذين تذكرهم فلا تتعب نفسك معهم..
وستجد من أهل الخير والفضل من سيقف معك..
وهناك (المنظمة العربية للحريات والحكم الراشد)
تم تأسيسها في سويسرا وهي في طور البدء فلعل يكون بينك وبينها تعاونا..
حاكم
المطيري..
...
(رسالة
من تونس أثناء الثورة)
التاريخ 13/1/2011م..
السلام عليكم أخي حاكم..
أنا تونسي
وأرجو أن تكتب لنا مقالا عن الطوفان الذي انطلق في تونس..
وهو الآن
يدك حصون الطاغية ويهز الأرض تحت قدميه..
الطوفان الذي انطلق في تونس...
توفيق.. تونس
...
(رسالة للمشرف على البريد)
السلام عليكم أبو جبر..
أريد معرفة
هذا الأخ – من تونس - للتواصل معه..
حاكم المطيري..
...
(رسالة عن تونس بعد نجاح
الثورة)
23/1/2011م..
أخي
الفاضل د. حاكم..
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته...
بارك
الله فيكم على رسالة تونس القوية (ثورة ثورة تونس حرة)...
إنها الآن منشورة على موقع معهد الهوڤار وكذا
خطاب الأمة..
ما حكم صرف زكاة الأموال
إلى منظمات وحركات غير حكومية تتصدى إلى الاستبداد والفساد في أوطانها بطرق سلمية
وتسعى إلى إقامة الحكم الصالح أو الراشد؟
أخي الكريم، أذكركم
بالاستفتاء المطروح علينا من طرف بعض الإخوة المتحرّجين في الدعم..
وشكرا مسبقا على
الفتوى..
حفظكم الله ورعاكم..
والسلام..
د.
عباس ..
...
(رسالة عن سنن التغيير بعد نجاح الثورة في تونس)
التاريخ..
25/1/2011م..
أخي
الفاضل الدكتور حاكم..
تحية طيبة لك..
بداية جزاكم الله خيرا على مقالكم (تونس فورة
غضب وثورة شعب)!
والذي لامس قلبي بعد أن أصابني الهم حزنا على
الشهيد بوعزيزي مخافة أن يكون من أهل النار، وأرجو من الله أن يغفر له ويتقبله
عنده في الشهداء، وكان لي عندك استفسار نرجو توضيحه بخصوص الثورة التونسية، ألا
وهو أن متابعتي للثورة لم تكن متابعة للحوادث أو تحليلات المحللين بقدر ما هي
متابعة لتقييم المهتمين بفلسفة التغيير عموما، وما الذي ينهض الشعوب؟ وما الذي
يقعدها؟
وكنت
قد لمست حديثا لم أتقبله نفسيا ألا وهو أن ثورة تونس هي دليل واقعي على تفنيد
نظرية أن الشعوب تحتاج إلى تربية إسلامية حقيقية، وأن الشعوب ليست بحاجة إلى انطلاقة
عقائدية أو التزام ديني حتى تقوم وتنتفض بوجه الظلم وتقاومه وتؤسس للحريات، وأن
المجتمع التونسي تعرض لتجفيف في كل منابعه الدينية والعقائدية سنوات طويلة، وأنه
يجري علينا ما يجري على باقي شعوب العالم، وليس لنا خصوصية بضرورة العودة إلى
الدين لإحداث التغيير أو الإصلاح أو الحياة الكريمة، فدوافع التغيير تقريبا واحدة
في كل المجتمعات متمثلة في الفساد والجوع والفقر بغض النظر، عن الخلفية العقائدية،
فأرجو توضيح هذه النقطة جزاكم الله عنا خيرا..
ضياء ..
..
رد على رسالة الأخ ضياء ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أخي ضياء نعم ما ذكرته صحيح، ولا علاقة بين
الدين والتغيير، فالشعوب تستطيع تغيير واقعها وفق سنن التغيير، ولا فرق بين مسلمين
وغير مسلمين، والأمة على كل حال مسلمة، وإن تخلف الإسلاميون عن قيادتها وعجزوا عن
القيام بدورهم، وقوة الأمة قوة للإسلام، وضعفها ضعف له، وإنما نحن في حاجة الإسلام
الحق، ليكون التغيير كما يحبه الله ويرضاه، لا لأنه لا يتم التغيير إلا به!
حاكم المطيري...
...
(رسالة من تونس بخصوص تأسيس تنظيم)
التاريخ..
27/1/2011م..
السلام عليكم..
أخي العزيز د. حاكم..
أرجو من الله أن يكون
الأخ محمد ... بخير وسلام الآن؟
ننتظر منك أخبارا سارة...
أكتب لك من تونس العزة،
وسرني ما كتبته عنا، فبارك الله فيك...
كاتب السطور راجع كتابك
"أهل السنة والجماعة..." وأصلح بعض الأخطاء الواردة فيه وأشرت إليها
بسطر تحت كل كلمة وقع إصلاحه، فوددت أن أرسل لك النص حتى تراجعه
وتعطيني تأشيرة استعماله..
تتابع بدون شك ما يحدث في
تونس، ومحدثك ممن تقدم في الصف الأول منذ البداية، حين ثبت بالواقع أنها ثورة
شعبية..
فآن الأوان ودقت ساعة الصفر ووجب التحرك..
أود أن نبقى على اتصال ...
قررنا تأسيس حزب ... حين تستقر لنا الأمور ويصفو
الجو وتتبين معالم الصورة كاملة...
وفقك الله إلى كل خير..
والسلام عليكم..
أخوك أيوب..
...
(رد على رسالة الأخ أيوب)
29/1/2011م
أخي الفاضل تأسيس حزب .. يحمل مشروع
.. في تونس يحتاج إلى تحضير مسبق ونشر للفكر..
حاكم المطيري..
..
رد
التاريخ..
29/1/2011م..
أخي العزيز حاكم..
السلام عليكم..
ذاك سبب اتصالي بك حتى ننسق بيننا، ونتناصح لخير أمتنا
وديننا..
وكاتب السطور بدأ العمل وباشر التفاعل مع الشارع
والتيارات الإسلامية وغيرهم..
الاستعداد لا ينقصنا... والتعبئة على
قدم وساق..
عندي من كتبك (تحرير الإنسان)، (الحرية أو الطوفان)، ومجموعة
(نحو وعي سياسي راشد) مجمعة ومراجعة، وكتاب (الفرقان) وسوف أراجعهقريبا إن
شاء الله..
إلى جانب الأدبيات الكلاسيكية
الإسلامية وبقية التراث المعتبر...
سوفأطلعك، إنشاء الله،على تطورات الوضع في
تونس وما تؤول إليه الأمور..
ويمكنك الإطلاع على التحديثات على صفحتي على الفيس
بوك..
في انتظار تواصلك..
أستودعك الله..
والسلام عليكم..
أيوب..
..
(رسالة
بخصوص عمل منظم في تونس)
28/1/2011م
السلام عليكم ورحمة الله..
إخواني الأفاضل والأعزّاء...
كم كنّا سعداء بلقائكم في .... في
أيام مباركة سقط فيها واحد من الطغاة المتحكمين...
في تونس اليوم كما لا يخفى عليكم
معركة حقيقية على الأرض بين القوى الشعبية والخيّرة التي تريد التغيير الحقيقي
باستعادة شرف وكرامة وحرية التونسيين، ومن ثمّ جزء مهم من الأمّة، وقوى الشر التي
تريد إعادة إنتاج العصابة الحاكمة ولو بتسميات وأسماءٍ جديدة..
فحقّ علينا أن نقدّم لإخواننا ما
استطعنا من دعم...
غير أنّه فيما يتعلّق بالإخوة الذين
يريدون إنشاء حركة باسم ...
فرأيي أن نتريّث قليلاً حتى نعرف القوى
المتواجدة على الأرض، لأنّه باختيارنا الجهة الصحيحة سندعم مشروعنا بفعالية، ذلك
لأنّه من المتوقع إذا انتصرت قوى الخير ولو نسبيا فستكون تونس أرضا للحرية يمكننا
من خلالها العمل و التحرّك الفاعل...
وأقترح أن يقوم بعضنا بزيارة لتونس في
أقرب الآجال، لأن من يرى ليس كمن يسمع..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخوكم ... محمد ...
...
(رد على اقتراح الأخوة بشأن
تونس)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أيها الملهم..
وأنا أوافقك الرأي..
حاكم المطيري..
..
وما زلنا مع
أحداث وأسرار (أسطورة الثورة العربية) فللقصة بقية مع الثورة التونسية!
[1] انظر المقابلة كاملة في موقعي وموقع قناة الأمة الالكترونية في
موقع مجلة مؤتمر الأمة.
[2] انظر المقابلة كاملة في موقعي وموقع قناة الأمة الالكترونية في
موقع مجلة مؤتمر الأمة.