أحكام النسب لقبائل العرب
بين رواية التاريخ والعلم الحديث
أ.د. حاكم المطيري
المنسق العام لمؤتمر الأمة
18 ديسمبر 2015م
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للخلق أجمعين القائل: (كلكم من آدم وآدم من تراب)، والقائل: (لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى)، والقائل: (من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)...
وبعد،
فقد كثر السؤال - بعد تطور علم الجينات الوراثي، وفحص الحمض النووي، حتى باتت نتائجه قطعية - عن حكم الانتساب للقبائل والأسر على خلاف المشهور من أنسابها فيما بينها، حال ظهور نتائج فحص الحمض النووي على خلاف المشهور في النسب، كما في المشجرات السلالية التي تصدر عن مراكز علمية خاصة، وكيف يمكن التوفيق بينها حال الاختلاف مع نتائج الفحص الجيني، وهذه رسالة تجيب عن هذه الأسئلة بشكل موجز؛ حيث لم أقف على من تكلم على هذه القضية من منظور شرعي وفقهي فيما يخص القبائل، إذ كل ما صدر من فتاوى إنما هو فيما يخص استخدام الفحص الجيني والبصمة الوراثية للأفراد خاصة مجهولي النسب.
وقد كان جرى بيني وبين د.عبد الرحمن الأنصاري عالم الآثار السعودي المشهور جدل بعد مقابلة له في مجلة (الثقافية) عدد ٣١ سنة ١٩٩٨م، وكانت تصدرها السفارة السعودية بلندن، وكنت حينها أدرس الدكتوراه بجامعة برمنغهام ببريطانيا، وقد أتاني بالمجلة بعض الطلبة السعوديين وطلبوا مني الاطلاع عليها، فهالني ما ورد فيها من نفي وجود عدنان وقحطان، وأنهما أساطير لا تثبتهما الآثار، وكتبت ردا في المجلة نفسها أبين فيه خطورة هذا القول؛ إذ فيه طعن بنسب النبي ﷺ إلى عدنان، وهو مما أجمع عليه المسلمون قاطبة، وقد احتججت أثناء الرد بحديثين صحيحين فيهما إثبات أن عدنان وقحطان يرجعان إلى جد واحد، كما أخبر النبي ﷺ، مع أن هذا خلاف المشهور عند العرب، وقد شارك في ذلك الحوار الشيخ حمد الجاسر في العدد الذي يليه في المجلة، ثم شاء الله أن تمضي السنون فإذا العلم الحديث وفحص الحمض النووي الجيني يؤكد هذه النبوة في نسب عدنان وقحطان بعد ١٨ سنة من ذلك الحوار بيني وبين عالم الآثار!
وقد توالت الأسئلة بعد ظهور نتائج مذهلة في الفحص الجيني تخالف بعض المشهور في الأنساب، والواجب شرعا عدم القول في هذا الباب إلا بعلم وبرهان، كما قال تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}، وقال جل ذكره: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، وهذه الرسالة فيها إجابة عن تلك الاستشكالات
للتنزيل
………………………..
مواضيع ذات صلة:
الرد على الأنصاري
مكتبة الشيخ أ.د. حاكم المطيري