بقلم : د . حاكم المطيري
الأمين العام للحركة السلفية
2003
قصيدة بكاء ليلة سقوط بغداد
بغـــــــدادُ عذراً ومثلي كيف يعــــــتذرُ
والروم تحشـــــد من أرضي وتأتمر؟!
جاءت جيوشهم من كــــــل ناحــــــيةٍ
يؤزها الحقـدُ والطغيـــانُ والبطــــــــرُ
وقيصر الروم يحــدو الروم في جــذلٍ
وقومي الصيــد لا حـــسٌ ولا خبــــــرُ ؟!
كم أمطــــــروك بآلافٍ مدمـــــــــــرةٍ
من القنــــــابل لا تبقي ولا تــــــــــــذرُ
تجري الدمــــــاءُ على آثار قصـــــفهمُ
حتى بكى نهـــــرك الرقراقُ والشجــرُ
أضحت رياضك يا بغــــــداد مقــــبرةً
والأرض والماء والأجـواء تستعـــــــرُ
كم ادعــــــوا نصرةً للشعب واخــتلقوا
إفكــــاً تناقضــــه الأخبار والصـــــورُ
أنت الضحية يا بغــــــداد فاصطبــري
هذا القضاء وما يجـــــري به القــــــدرُ
أمسيت وحـــدك يا بغـــــداد موثقــــــة
وخانك العـــــربُ الأعرابُ والغجــــرُ
الناكـــثون عهــــود الله بينهـــــــــــــمُ
والغــادرون فما أبقــوا ولا استتـــــروا
لا تسألي النصــــرَ منهم لم يعــد لــهمُ
في المعضلات يـــدٌ كلا ولا نظــــــــرُ
ولم تعــــد نخوة الأحـــرار تسعـــفهـم
وليس يـغنون إن غابوا وإن حضروا
هذى القيـــادات يا بغــــداد خائنــــــــةٌ
من منهل الغــدر كم عـلوا وكم سكروا
الحاكـــمون وأمريكـــا حكومــــتهم
فكلما أمـرت أمــراً لها ائتمـــــــــــروا
وكلمـــــا ألزمتهــم خطـــةً قبلـــــــــوا
خسفـاً وإن حذرتهم بطشــها حـــــذروا
وكلمـــــا نزلــت في العُــرْبِ فاجعـــةٌ
أقيم مؤتمـرٌ يــتلوه مؤتمـــــــــــــــــــرُ
وكلمـــــا اجتمــعوا حاكـوا مؤامــــــرةً
وكلما أبرمـــوا عهدا لهم غــــــــــدروا
وكلمـــــا اتفقــوا من بعــده اختلــــفــوا
وإن تعــاظم أمـرٌ عنده صغـــــــــــروا
وكلمــــا قيـــــل قد عـــادوا لرشدهـمُ
وقيــــل قــــد آمنوا بربهــــم كــــــفروا
وكلمـــــا هدأت أوطــــانهم عصفـــــوا
بهـــــــا وإن سلكوا درباً بها عـــــثروا
وكلمــــا هــــددوا بالحرب واحتشــدوا
وقيــــل قد ظفروا في حربهــم خسـروا
فأمـــــرهم عجــبٌ وجـــــدهم لعــــبٌ
ووعــــدهم كـــــذبٌ وعزمهـم خَـــــوَرُ
يا سوأة الدهـــــــر والتاريخ هل لكــــم
أن ترحــــــلوا حيث لا عينٌ ولا أثـــــرُ
لن تبكي الأرض كلا والشعوب عــلى
فقدانكم أبدا بل يـــــــــفرح البشـــــــــرُ
يا أيهـــــــا العرب الأحرار هبوا فــمـا
يغني عن الــموت لا خوفٌ ولا حــــذرُ
دكوا العروش التي أضحت بلا شـرفٍ
وأشعــــلوا النار فيها إنهـــا الخطـــــــرُ
يا أهــــل بغـــــدادَ عذرا لم يعد عـربٌ
ولم تعــــد نخوةٌ فيـــهم ولا ظفـــــــــــرُ
نطأطأ الـــرأس يا بغـــداد من خجــــلٍ
إذا تبــــــــاهوا بهذا العـار وافتخــــروا
فلــلحـرائـر يوم الحرب صــارخــــــةً
وللثــــكالــــى وللأيتــــــــام نعــــــــتذرُ