جذور
الصراع
بين
العالم الإسلامي والعالم الغربي
بقلم د . حاكم المطيري
الأمين العام للحركة السلفية
صحيفة الرأي العام 16/10/2001
"الموقف الآن في الغرب هو أن الإسلام هو
الأصولية والأصولية هي التطرف، والتطرف هو الإرهاب"؟!
هذا ما قاله البرفسور (جون اسبوزيتو) أستاذ علم
الأديان والشئون الدولية بجامعة (جورج تاون) الأمريكية في محاضرته بالرياض سنة
1996م وأكد فيها "أن الناس عندما يتحدثون فإنه لا يتحدثون عن الإرهاب العالمي
بل الإسلامي وكذلك الأمر عندما يتحدثون عن التطرف فإنه غالبًا ما يقصدون التطرف
الإسلامي ويتغافلون عن مصادرة الأراضي الفلسطينية والمشكلات الأخرى"؟!
وأضاف أيضًا: (إن عقلية الحرب الباردة مازالت
تسيطر في الغرب وهي أنه إذا لم تكن معي فأنت ضدي)؟!
وهكذا كشف لنا (اسبوزيتو) قبل ست سنوات عن جذور
الصراع الدائر اليوم وعن أبعاده بكل موضوعية وصدقية وكشف عن معنى هذه المصطلحات
التي تتردد في وسائل العربية فإذا مصطلح الإرهاب = الإسلام!
ومصطلح الإرهاب العالمي = التطرف الإسلامي على
وجه الخصوص وأن كل من لم يقف مع الغرب؛ فهو ضده؟
وإذا هذه المفاهيم الثقافية الخطيرة الشائعة في
الغرب تتحول في مدة قصيرة إلى واقع سياسي يفرض نفسه فإذا لائحة المنظمات الإرهابية
تكاد تقتصر على الحركات الإسلامية وكأنه لا يوجد منظمات مسيحية متطرفة في أيرلندا
والولايات المتحدة وإيطاليا وأسبانيا وبريطانيا...إلخ؟ ولا منظمات يهودية متطرفة
إرهابية في فلسطين؟ ولا منظمات متطرفة في اليابان؟ وإذا التحالف الدولي لمواجهة
الإرهاب ليس سوى تحالف دولي لمواجهة بعض المنظمات الإسلامية فقط لا كل المنظمات
الإرهابية في العالم؟ وإذا دول العالم الإسلامي فقط هي مسرح عمليات هذه الحرب لا
كل دول العالم التي فيها منظمات إرهابية؟!
فإذا ما تساءل المسلمون عن أسباب هذه الازدواجية
والانتقائية انبرى العلمانيون في العالم الإسلامي للدفاع عنها واتهام من يثير مثل
هذه الأسئلة بأنه متأثر بـ (العقلية التآمرية)؟!
غير إن هذا الموقف العلماني لم تعد أسبابه غامضة
أو خافية بعد أن أكد البروفسور (اسبوزيتو) بأن الطبقة العلمانية في العالم
الإسلامي هي التي تعزز النظرة الغربية العدائية للإسلام حيث قال: (إن هذه النظرة
من قبل الغربيين يعززها معاملهم مع الطبقة العلمانية في تلك المجتمعات التي بطبيعة
الحال تشوه صورة تلك الجماعات)؟! ليتأكد لنا بأن العلمانيين الذين يرفضون (التفسير
التآمري) هم أنفسهم جزء من هذه المؤامرة؟!