﴿لِيُظْهِرَهُ
عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾!
18 / 11/ 1441هـ
9/ 7/ 2020مـ
إعادة آيا صوفيا مسجدا في إسطنبول هو استكمال للفتح الثاني لها، وعودة
لظهور الإسلام منها مرة أخرى، كما بشر به النبي ﷺ!
وهذا ما كتبته في الآسك ردا على الأسئلة التي وردت علي بعد فشل الانقلاب
في تركيا قبل ٣ سنوات وذكرت حينها بأن ذلك الحدث العظيم هو الاستفتاح الثاني لها، وسيكون
له ما بعده، وكما غير الفتح الأول العسكري حال العالم الإسلامي، سيكون الاستفتاح الثاني
السلمي مثله وهو ما ثبت خلال هذه السنوات الثلاث فقط فكيف بالثلاثين سنة القادمة!
وهذا نص الجواب الأول:
https://thearchive.me/ask/drhakem/-e5E3XMQo8/
(أحاديث فتح القسطنطينية تواترت عن النبي ﷺ تواترا معنويا، وقد جاء بعضها صريحا بالفتح العسكري، كما في حديث بشر
بن ربيعة الغنوي أو الخثعمي في مسند أحمد، وصحيح الحاكم "لتفتحن القسطنطينية،
فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش"!
وكما فيهما أيضا من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص "أي المدينتين
تفتح أولا يا رسول الله القسطنطينية أم رومية؟ فقال مدينة هرقل أولا"!
وهي القسطنطينية، وهذا ما تم على يد السلطان العادل محمد الفاتح، وهو الفتح
الذي غير وجه التاريخ وإلى اليوم!
أما حديث أبي هريرة في صحيح مسلم، في شأن فتح القسطنطينية في آخر الزمان
بين يدي خروج الدجال، والذي ورد في لفظه أن من يغزوها سبعون ألفا من (من بني إسحاق)،
ولفظه "لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق، فإذا جاءوها نزلوا،
فلم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط أحد
جانبيها، ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم
يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلوها فيغنموا، فبينما
هم يقتسمون المغانم، إذ جاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج"!
فقد استشكل العلماء فهمه، فقال القاضي عياض (كذا هو في جميع أصول صحيح
مسلم من (بني إسحاق)، قال بعضهم المعروف المحفوظ (من بني إسماعيل) وهو الذي يدل عليه
الحديث وسياقه؛ لأنه إنما أراد العرب، وهذه المدينة هي القسطنطينية)!
والذي يظهر لي أن الحديث على ظاهره في آخر الزمان، وبنو إسحاق عند نسابة
العرب كابن الكلبي، وأهل اللغة كالأزهري: تطلق على طائفة من روم القسطنطينية نفسها،
وهم من بني العيص بن إسحاق!
قال ابن كثير عن هذا الحديث (يدل على أن الروم يسلمون في آخر الزمان،
ولعل فتح القسطنطينية يكون على أيدي طائفة منهم، كما نطق به الحديث المتقدم، أنه يغزوها
سبعون ألفاً من بني إسحاق)!
قلت: وبين الفتح العسكري الأول للقسطنطينية، والفتح الأخير لها بين يدي
الساعة، وردت أحاديث كثيرة في فتحها بالاستفتاح بالتكبير، كما عند الطبراني من حديث
عمرو المزني "ستقاتلون بني الأصفر، في عصابة من المسلمين، لا تأخذهم في الله
لومة لائم، حتى تستفتحون القسطنطينية بالتكبير والتسبيح"، وهذا يصدق على ما جرى
هذه السنة في تركيا، فقد كان حقيقة الصراع بين بني الأصفر وهم الروم وأوربا، فالقسطنطينية
-منذ احتلوا إسطنبول في الحرب العالمية الأولى ثم أسقطوا الخلافة واشترطوا تعطيل الشريعة
كما نفذه لهم أتاتورك- وهي تحت نفوذهم وسيطرتهم، ولم تتحرر حقيقة إلا بعد ذلك الانقلاب
الذي كان آخر سهم رموا فيه تركيا لإعادتها للسيطرة، كما هي عادتهم بانقلاباتهم العسكرية
المدعومة منهم، والذي استفتحت فيه الأمة كلها بالدعاء، وضجت مساجد تركيا كلها بالتكبير،
ونزل الشعب إلى الشوارع حتى تحقق النصر، وتحرر الشعب التركي واستعاد الإسلام فيها
حضوره من جديد، بعد مئة عام من اضمحلاله فيها!
وقد اعترف سياسيو تركيا وكتابها ومفكروها، بل واعترف كتاب الصحف الأوربية
بأن هذا هو الفتح الثاني، بعد الفتح الأول لها على يد محمد الفاتح، ومن تابع الحدث
أدرك عالميته حتى كاد العالم كله يقف وهو يحبس أنفاسه، ولم يفرح المسلمون منذ عقود
كما فرحوا بذلك النصر، فلا ينبغي صرف ما ورد فيه من البشارة وتعطيلها، فهذا من الإرجاء
للنصوص إلى المجهول! بينما البشارات تنزل على أول وقوعها، فالبشارة حددت المكان القسطنطينية،
وطريقة الفتح بالاستفتاح بالدعاء والتكبير، وحددت طرفي الصراع وأنه بين بني الأصفر
وهم أوربا، وعصابة من المسلمين لا يخافون في الله لومة لائم!
ولهذا الفتح ما بعده بإذن الله)!
وهذا نص الجواب الثاني :(لم يبشر النبيﷺ بفتح مدينة مرارا كما بشر بفتح القسطنطينية (إسطنبول)، وذلك لعظمتها السياسية
كعاصمة للإمبراطورية الرومانية، وعاصمة دينية للمسيحية الأرثوذكسية، ولأن فتحها واستعادتها
كل مرة يمثل تحولا في تاريخ الإسلام والمسيحية، لأنها ستظل الثغر الأعظم، والحاجز
الأضخم، بين أمة الإسلام، والروم أمم المسيح الدجال، إلى يوم القيامة وقد نزلت سورة
الروم للإشارة إلى هذا المعنى {غلبت الروم}، فتارة يفتحها المسلمون، وتارة يستعيدها
الروم الصليبيون، وهذا الصراع عليها تارة يكون عسكريا فتفتح بالغزو والجيوش، وتارة
بالنفوذ السياسي فتفتح بالدعوة والدعاء، وقد تواترت أحاديث فتحها وتنوعت، ومنها أنها
تفتح سلما مرتين، مرة بالاستفتاح بالتكبير، بلا قتال، وهو حديث الطبراني ولفظه مختلف
تماما عن فتحها الثاني بالتهليل، ففيه (ستقاتلون بني الأصفر في عصابة من المسلمين
لا يخافون في الله لومة لائم، فيستفتحون القسطنطينية بالتكبير والتسبيح)، والاستفتاح
هو طلب الفتح بالدعاء، ووصفهم بأنهم لا يخافون لومة لائم فيه دلالة على قلتهم وضعفهم
أمام عدوهم، وأنهم لا حول لهم بهم ولا قوة، إلا بالدعوة والدعاء، وهذا يقينا فتح غير
الفتح العسكري الأول، كما في حديث (لتفتحن القسطنطينية، فنعم الأمير ذلك الأمير، ونعم
الجيش ذلك الجيش)، وهو الفتح الذي خص الله به محمدا الفاتح، والذي غير وجه التاريخ
وعرف بفتح القسطنطينية، مما يؤكد أن بني الأصفر سيستعيدونها بعده -كما في حديث الطبراني-
وتعود لنفوذهم من جديد، وهو ما حدث في الحرب العالمية الأولى، حتى يتصدى لهم عصابة
من المسلمين بالدعوة والدعاء والاستفتاح بالتكبير، كما يجري لها في وقتنا الحاضر،
وهذا الذي سيأتي بعده فتح روما، كما في الحديث الصحيح: (أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية
أم رومية؟ قال مدينة هرقل أولا) وهي القسطنطينية، كما سبق تفصيل القول فيه، ثم سيستعيدها
الروم مرة ثالثة، فيفتحها المسلمون بلا قتال، بين يدي الساعة، كما في صحيح مسلم عن
أبي هريرة، أن النبي ﷺ قال:(سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ قالوا: نعم،
يا رسول الله قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق، فإذا جاءوها
نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط
أحد جانبيها - قال ثور: لا أعلمه إلا قال - الذي في البحر، ثم يقولوا الثانية: لا
إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله
والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلوها فيغنموا، فبينما هم يقتسمون المغانم، إذ جاءهم
الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج، فيتركون كل شيء ويرجعون).
وفي حديث آخر أيضا عنه في صحيح مسلم أنه تفتح عسكريا، وهو آخر فتح لها،
ويخرج الدجال ويقتله عيسى(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا تقوم الساعة حتى
ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ،
فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون:
لا، والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم
أبدا، ويقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدا فيفتتحون
قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان:
إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشأم خرج، فبينما
هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه
وسلم، فأمهم، فإذا رآه ، الله تعالى أعلم..).
https://thearchive.me/ask/drhakem/-e5E4GY3NA/
............
مواضيع ذات صلة:
الأربعون المتواترة في فضائل إسطنبول الفاخرة