أمـتي جاوزتِ كلَّ الأمــم ِ
في الرزايا بعد موتِ الهـمــم ِ
يشتكي الأحــرارُ ظلماً مثلما
يشتكي الأبـرارُ وأدَ الـقـيـم ِ
كـلُّ أهـل الأرض أحياءٌ سوى
أمـتي من بينـهم في الرمــم ِ!
كم عـميـلٍ صار فيها صنمـاً
وشعــوبٍ سجـدت للصنـم ِ!
وطغــاةٍ سحقوا أوطانهــم
واستبـاحوهـا فلم تنتـقـم ِ!
تحـتسي الـذلَّ وتلهو بعدمـا
فقدت إحساسهـا بالسقـــم ِ
سامـها بالـذلِّ من لو تنـتبهْ
لحــظةً من نومهـا لم يـنــم ِ
(رب وامـعتصمــاه انطلقت
ملــئ أفواه الصبـايا اليتـم )
واستغاثات على أدراجـــها
لم تجـد إلا جــدار الصمـم ِ
(لامـست أسمــاعهم لكنها
لم تلامـس نخـوة المعتصــم ِ)
سامها (باراك) و(النتـن) ومن
كان دهرا قد مضى في الخَـدَم ِ!
ودعـــوها لسـلامٍ دائـم ٍ
فـتـفاجـئنا بهـذا الـسَّلَـم ِ؟
واعـتذرنا عن جهـادٍ سابـق ٍ
واعـترفنـا عندهم باللَّـمَــم ِ
فـعفوا عنا وكانت وصمــةً
دونها الـعـارُ ولم نحـتـشـم ِ
وقـضى (بـاراكُ) أن يُقضى على
كـلِّ حـرِّ بيننـا لم يَـخِــم ِ
فاستـحرَّ القتـلُ والسجـنُ بهم
وتجـارينـا بقطــع الرحِــم ِ
كم كـريمٍ فتـك الغــدرُ به
فـغدا الفــتكُ حليـفَ الكـرم ِ
وغـدا الإسلام فينا تهــمـةً
دونها تقـصــرُ كلُّ الـتـهـم ِ
وجـرى ما يضحك الثَكلى وما
لم يــراودنا ولا في الحُــلُـــم ِ
رقـص النــتنُ لها من طرب ٍ
وتجرعنا دمــوعَ الألــــم ِ
وجنينا صفقةً خاســــرةً
وعضـضنا إصبـعاً من نــدم ِ
لم تـعد (حيـفا) ولا(يافــا)لنا
لا ولا (القدسُ) و(طـولُ الكرم) !
وإذا (الـقدس) التي نهـفـو لها
طالما نـروي ثـراهــا بالـدم ِ
دونـهـا النـتـنُ ونحـن دونه
نـرتجـي منه دخـول الحـرم ِ !
أمـتي حـاربت دينـاً لم يكن
لك إلا شـرفـاً في الأمـــم ِ
إنه لــولاه ما كــنت على
هـذه الأرضِ ولم تُحـتَـــرم ِ
أمـتي ما هذه الفــوضى التي
أنت فيها فانـهضي وانتـقمـي
أين أيــامٌ لك قد سطــعت
فاستضـاء الروم بعد العـجـم ِ
وأقمت العــدلَ في الدنيا على
شِـرْعةِ الهادي وخيرِ الكَلِــم ِ
كيف أمسـيتِ على حـالٍ كما
خـفةِ الطـيرِ وخوفِ الغنــم ؟ِ
أمـتي هـذا ســلامٌ زائـفٌ
بيعت (الـقـدسُ) به بالوهـم ِ
فانتـــظر يا (نـتنُ) إنـَّا أمةٌ
لم تصـب آمـالها بالعـُـقـم ِ
وارتقب من بعدها أُسْـدَ الشرى
كل ليـثٍ يرتـدي باللَّـغـم ِ
وجــيوشاً تعـرف الحقَّ إذا
غلبت لم تنتـهـك للحُــُرم ِ
ستـعود (القــدس) لا بد لنا
تُنـشدُ النـصرَ بحـلو النغـم ِ
ويـعود المسجد الأقـصى على
جثثِ الأبطـالِ وسْطَ الحمـم ِ
في بهاءٍ وجـلالٍ باهــــرٍ
مثلمـا قد كـان منذُ القِــدَم ِ
فـعيونٌ دامعــاتٌ حسـرةً
ورؤوسٌ طـأطأت في وجــم ِ
وعيـونٌ دامعــاتٌ فرحــةً
وجـبـاهٌ تنحــني في شمـم ِ
هـزهــا الموقفُ إذ قام الذي
قادها للنـصر يــوم القُـدُم ِ
فأتى للـجـيـش في ساحتـهِ
جاهزاً من أجل رفع ِ العلــم ِ
ثم حـيـاهـم وحيـوا قائــداً
لم ينم عن جيـشه في الأُطُــم ِ
وتـلى (الحمـد) و(أسـرى) فيهمُ
وعفى عن كل أسـرى الخَصِـم ِ
ودعــاهم لسلام دائــــم ٍ
ووفـى في عهـده والـذمــم ِ
سـنـــةٌ كانت لنا عن عمــرٍ
فمع الإحسان حُسـنُ الشيــم ِ
وعلى (القــدس) ســلامٌ دائمٌ
ما هـمى فيها كريمُ الـديَــم ِ
?xml:namespace>