أزف الوداع وفز مني فؤادي
بقلم أ.د. حاكم المطيري
8 شوال 1441
31 مايو 2020
توفي اليوم الداعية المربي الفاضل د.صالح السنباني
عضو مجلس الشعب اليمني، ومؤسس مركز أمانة معاذ الخيرية -في مدينة برمنغهام بإنجلترا-
ومسجدها ومدرستها الإسلامية، وقد استضافني فيها سنة ١٩٩٧م، وسكنت فيها مدة، وكان هو
رئيسها، وكان مديرها صاحبه الأخ النبيل الفاضل د.محمد المسيبي، وكان إمام المسجد وخطيبه
الشيخ الفاضل محمد الحبر يوسف، فكانوا هم ومن كان معهم في إدارة الأمانة من الإخوة
اليمنيين وغيرهم نعم الإخوة لنا، ونعم الدعاة إلى الله خلقا وأدبا وعقلا وصلاحا..
وقد كانت الأيام التي قضيناها معهم وبينهم من
أجمل الأيام وأحبها إلى نفسي، وبعد فراغي من الدكتوراه سنة ٢٠٠٠م أقاموا حفل وداع قلت
فيه قصيدة طويلة شكرت لهم صحبتهم الكريمة:
أزف الوداع وفز مني فــــــــؤادي
لما حدا يوم الفـراق الحــــــادي
وحجزت تذكرتي إلى الأرض التي
هي قبلـــتي وقبيلتي وبــــــلادي
ووقفت في الحفل الكــريم مودعا
بالدمع حــشـــدهم وبالإنشـــــادِ
هذا أوان الصـــــدح بالشعر الذي
قد هاجنــي من غير ما استــعدادِ
هاجت به مني قريحـة شاعــــــر
وســــــوانــــح وروائح
وغـوادي
يا أيها القـــــــــــوم(1) الذين
أتيتهم
وحدي فصـاروا عشيري وعتادي
ورضيتـــــهم لما رأيت أمـــورهم
موصـــــــولة بأخــــوة
ورشـــــادِ
وعلى الوجـوه سمــاحةٌ عربيــــة
تنبـــــــي بأنهم بنو أجـــــــــــدادي
واختــــــرتهم من كل حيٍ دونهم
أرضى وأغضب فيهم وأعـــــــادي
أوليس يرضــيكم بأن أمضي وقد
أسكنتكم بمحــــاجـــري
وفـــؤادي
أوليـــس يكـفـيـكم بأن أبقى على
حبــــــي لكم وصــــداقتي
وودادي
فلكم يميـــــــن الله أن أبقـى على
عهد الأخوة ما استــمـــر
سـوادي
شيئان إن أنســى فلن أنســـــاهـما
هــــذي الوجوه وأهل ذاك
النــادي(2)
صحبــــي الذين توافـــدوا فإذا همُ
شـــم الأنـــوف رواسخ
الأطــــــوادِ
من كل حـــــر طيب الأعـــراق من
أرض العــــــــروبة
موطن الأمجادِ
وأخصُّ بالشــكــر الجزيل محمدا(3)
كم منه قد ســبقـــت
إليّ أيــــــادي
سأظــــــــل أحفظ ما حييت وداده
نفسي فــداه وطـــــــارفي
وتــلادي
وفــدا أبيه (الحبـــر) إني شــاكــر
لهما جميــــــــل
ودادهـــم بودادي
وفـــدا الكريم (ابن المبارك) إنه
أضـــحـــى أحـــب إليّ
من أولادي
ورث المكــــــارم كابرا عن كابر
فالمجـــد في (آل
المبارك) عادي(4)
يتوارثون المجـــــــــد حتى كأنه
عهدٌ من الأجـــــــــداد
للأحفـــــادِ
يتسابقون إلى المكـــــارم والعلا
فــكـــــأنهم معها على
مــيــعــــادِ
فتحيــــــــــة مني إليــــــهم كلما
يشــــــدو على فنن
هناك الشادي
فرحم الله من توفي منهم جميعا رحمة واسعة، وأسكنهم
فسيح جناته، ووفق الحي ومن بقي منهم لما يحبه ويرضاه ورضي عنهم أجمعين آمين آمين
..
............
(1) المقصود الإخوة الأفاضل في أمانة معاذ
(2) هم
الأخوة في النادي السعودي
(3) هو الأخ
محمد الحبر
(4) عادي
نسبة إلى عاد، أي: مجد مؤثل قديم
في برمنغهام سنة ١٩٩٨ على اليمين أ.د. حاكم المطيري وفي الوسط د. محمد
المسيبي رحمه الله من اليمن مدير أمانة معاذ الإسلامية ويسارا د. حسين
السعيدي من الكويت