"وداعا أبا المكرمات"
رثاء أ د حاكم المطيري
بوالده الشيخ عبيسان الحميداني رحمه الله
25/ 12/ 1441هـ
15/ 8/ 2020مـ
وقع الذي أخشاه طول حياتي
أن لا أراك!
عليـــك كل صلاتي
ألّا أكون وأنت أحوجُ ساعة
فيها لمن يحنــــو
بيوم وفـــاةِ
ألّا أقبّل منك كفًا طالما
قد صافحتْ
حُرَّ الغمامِ الشاتي
ألّا أضمك ضمة الطفل الذي
يشتـــاق ضـــمـــة
أمهِ بأنـــاةِ
ولهانَ أضناهُ الحنينُ لفقدها
سبعًا يجر
الصــــوتَ بالفلواتِ
ألا أكونَ وقد قضيتَ مودعًا
بالقرب أسمعُ
منك همسَ وصاةِ
أمضيتَ لم أظفر بقربك لحظة
أحـــيا بها
ذكرى ليوم مماتي؟
يا لحظة أضحت بعمري كله
يا ليتها كانت
بكل حياتي!
إن كان قد عز اللقاء بهذه
الدنيا فعند
الله يوم وفاتي!
أستودع الله الكريم أبًا غدا
للمكرمات أبًا
ورأسَ أُباةِ
إن كان أُودع بالتراب فإنما
قد أودع المجدُ
التليدُ الذاتي
يا أيها القبر الذي ضم الذي
لبس المروءة
فزت بالجناتِ
والغادياتِ الرائحاتِ سحائبًا
تسقي ثراه
ببـــارد وفراتِ
وكأنها يمناك حين تجود من
كف الندى بالغيث
والخيراتِ
مازال يغشاك الغمام كأنه
ديوان بيتك
بالضيوف ثُباتِ
يأتيك سادات الرجال محبةً
والمرملون
لحاجة وصلاتِ
كم معسر يأتيك قد ضاقت به
دنياه كنت
له سبيل نجاةِ
حتى إذا كملت صفاتك كلها
أتممتها بعبـــادة
وزكــاةِ
صلى عليك الله ما صلى امرؤٌ
أو حج للبيت
العتيق الآتِ
من كل فج طائف أو عاكف
فيه بذكر تلاوة
وصــلاةِ
وعليك رحمة ربك الأسمى إلى
دار الخلود بوارف الجناتِ