عذرا محمد الدرة
بقلم أ.د. حاكم المطيري
كتبها إثر استشهاد محمد الدرة سنة 2000مـ
مـــلــيــارُ! كـــــــلا إنـــهـــا
أصـــفـــارُ
هذا العـــــــدو فأينـــــــها المـــليـــــــار
يــــا أمــــة هــانــت عــلــى أعــــــدائها
فــدمـــــاؤهــا ودمـــوعـــهـــا
أنــــهـــارُ
وشــعـوبـهـا دون الــشـعـوب
مــكـانـةً
وكــبــارهــا عـــنــد الــكــبـار
صـــغــارُ
والـمسجد الأقـصى الـذي مـا زال في
أيــــد الــيـهـود تــدوســه
الأحــبــارُ؟!
وأذانــــــه (الله أكـــبــر)
لـــــم يـــــزل
يــدعــو الــرجــال فـأيـنـهـا الثـــوار؟!
و(مـحـمد) صـرخـاتُ صــوتٍ لــم تــزل
تــهــتـزُّ مـــــن أصــدائــهـا
الأمـــصــارُ
سـمـعـوا صــداه فـمـا تـحـرك سـاكـنٌ
فــكــأنــمـا أكـــبــادهــم
أحـــجـــارُ؟!
وكـأنـمـا الـمـلـيار مــوتـى مـــا
لــهـم
حــــــسٌّ ولا ســـمـــعٌ ولا
أبـــصــارُ؟!
لـــــو كــــان (خــالــد) فــيـهـم
أوّاه أو
(ســعــدٌ) و(عــكـرمـةٌ) أو
(الأنــصــارُ)
أو كــــان (مـعـتـصـم) لــكــان
جــوابـه
جــيــشًــا يـــهـــزُّ كـــأنـــه
إعـــصـــارُ
فـالـسلم فــي حــدِّ الـسيوف صـوارمًا
والــمـجـد حــيــث تــحـفّـه
الأخــطــارُ
لا لــلـسـلام وألـــف لا مـــا دام
فـــي
ظــــلِّ الــســلام يــعـربـد
اسـتـعـمـارُ
هــــذا الــســلامُ الـعـالـميُّ
خـديـعـةٌ
فـــــي ظـــلــه تُـسـتـعـبـدُ
الأحـــــرارُ
ويــســود فــيــه الأقــويـاء
وتُـشـتـرى
أمـــــمٌ وتُــســلـب أرضـــهــا
وتُـــعــارُ
ولـمـجلسِ الأمــن الــذي يـدعـو إلـى
حــفــظ الــســلام ســيـاسـةٌ
وقـــرارُ
فـي صـالح الـخمس الـتي لها وحدها
نــقــضٌ كــمـا لــهـا وحــدهـا
الإقـــرارُ
فــــإذا الــنـظـامُ الـعـالـمـيُّ
هــزيـمـة
لــشــعـوبـنـا وفــضــيــحـةٌ
وصَـــغَـــارُ
ويـفـلسف الـجـبنــاء مـا يـجري بـما
تــحــتـار فـــــي تـفـسـيـره
الأفــكــارُ
وأقــيـم حــفـل لـلـسـلام بــشـرط أن
يرمى السلاح ويسجــــــن الأبـــــرارُ
قد مثــــل الأدوار فيه عصـــابــــــة
في محفـــــــــل تختــطه الأســــــــرارُ
فـــمـــواقــفٌ عـــبـــريــةٌ
ووثــــائــــقٌ
ســــرّيــــةٌ وشـــروطـــهــا
آصــــــــارُ
رقــص الـجـميع عـلى جـراح شـعوبها
نـــشـــوًا ولـــمــا يــنــتـه
الإســـكــارُ
وأجــــــــاد كــــــــل مـــمــثــل
أدواره
فــتـحـقـقـت فــــــي الـــواقــع
الأدوارُ
فــإذا الـسـجون تـغـص فــي أبـطــــــالها
والــمــوت إن هـــم أضــربـوا أو
ثـــاروا
ويــــراد تــحـريـف الـكـتـاب ومــا
بـــه
جـــــاء الــنــبـي وتــطــمـس
الآثــــارُ
ويـــــردد الــشـعـراء فــــي
جـنـبـاتـها
صــرخــاتــهـا فـــتــحــرّم
الأشـــعـــارُ
مــن شــاء قــول الـشـعر فـلـيرمز
بـه
ولـــســوف يــمـنـع أيــضــا
الإضــمــارُ
لـتـسـود فــي الأرض الـيـهود
يـمـدّها
فـــــي غــيــهـا وعــتــوهـا
الـــــدولارُ
ولـيـسـتـمر الــحـفـل فــــي
تـمـثـيله
لـفـصـولـها لــــم تــســدل
الأســتــارُ
لكن تحت الأرض همس ليوثنـــــــــا
الثـــــــارُ للأقصى السلــيب الثـــــــارُ