أقدارنا لا الأماني
23 /8 /1999م
وهذه إحدى القصائد البرمنغهاميات التي هاجت بها قريحة الشاعر أثناء غربته
عن أرض الوطن للدراسة:
أهِ مّـــــما أعـــــاني من صروف الزمان ِ
كلما هــــــاج شوقٌ
واعــتــراني برانــي
فبوجهي شحــــوبٌ
ناطقٌ عن لـســــــانِ
وبجسمي نحـــــولٌ
ظــــــاهرٌ للعيــــــان ِ
فاغترابٌ وشــــوقٌ
مَعْ هـمــوم ٍعــــوانِ
ووحــيـــــدٌ يعــاني قلبــــه ما يعـــانــي
************
علِّلاني إذا ما (جئـ
تمـا) عـــــــــلِّلانـي
وخذا حين أشــــدو
من لطيف المعـاني
كم تغــنَّى غـــريبٌ
أو بكـى للمغـــانــي
فامرؤ القيس قبلي
والأسيــــر اليمـاني
وأبو الطيـــب (لمّـ
ـا) شــدا في بـــوان
وابن ســامي تغنى
وأمــيــر البيــــــان
كيف لو أنهــم (كا
نوا) هنا في مكاني؟
*************
ما الذي يا تــرى في
انجلترا قد رماني؟!
لم تكــــن لي مــرامًا
لا وليست مكــاني
لم يكن لي وربَّ (الْـ
بيت) في ذا يــدان ِ
إنـمــا هــــــــذه (أقـ دارنا) لا الأمـــاني
*************
هذي برمنـــغــــهامٌ
وبديـــــع المبـــانــي
والطيور التي (تشْـ
ـدو) جميلَ الأغـــاني
والزهــور التي (تزْ
هو) الرُّبى والغواني
ونسيـــــمٌ عـليـــــلٌ وغـــمـــــامٌ مثـــاني
غير أنّي وأيــم (الْ
لَّهِ) فيــها أعــــــاني!
*************
ليت شــعـــري أتبــدو
لي قصـــور العدان ِ
وأرى البــــدر أو (يبْـ ـدو) سهيلُ اليمـاني
وأرى من لهم في (الـ
قلب) أسمى مكــان ِ
والصــغـــار اللـواتـي
قاصـــرات عـــوان ِ
ســـــاعـــة لا أبـــالي بعــدها ما دهـــــاني
يهدأ الشـــــــوق مني
إنما العــمـــر فـــان ِ
*************
يــعـــلـــــم الله أنـــــي كلّما قد دعـــــاني
داعي الشوق أو (طيْـ
ـفُهُمُ) قد أتــــانــي
أو تراءى خيـــــــــال
فـــــزّ مني جنـاني
************
فالتحيــــــــــات منيّ للذي قـد كـــفـــــاني
بعض همِّي ومن في
غيبتي قـد رعـــــاني
وعـــفـــا الله عمّـــن حينها قـد نســـــانـي
*************
ليت شعري وما (يجـ
ـدي) الأسى والأماني
فاتركــــاني وكـــفّــــا أيُّــــها العــــــــــاذلان ِ
ماذا يغنـي عـــــــذولٌ بعد فـــــــــوت الأوان ِ
ودعــــاني ودمـــعــي
واتركــــــاني وشاني
إنما الـرأي عـنـــــدي
ما ترى المقــلـتــــان ِ
بقلم: أ.د. حاكم المطيري
ضحى الخميس 23 / 8/ 1999
مدينة برمنغهام – إنجلترا