ما الذي يجري؟
بقلم د.حاكم المطيري
الأمين العام للحركة السلفية
صحيفة الرأي العام 9/2/2002
بما أنني من أنصار (نظرية المؤامرة) في تفسير الأحداث وتحليلها واستبعاد عامل الصدفة فيما يجري من تطورات كبرى على الساحة الدولية وبخاصة هذه الأيام فقد عثرت على العدد (11) من صحيفة "المحايد" الصادرة بتاريخ 22/8/2001 – أي قبل أحداث سبتمبر في واشنطن ونيويورك بمدة وجيزة – فإذا فيها ما يلي:
أولا: في صفحة (3) مقال بعنوان (زيارة شارون لتركيا تأسيس لشراكة ذات طبيعة عسكرية لمواجهة إيران وباكستان).
ثانيا: في صفحة (4) مقال بعنوان (محنة الصومال) تتحدث عن: "الأطماع الإسرائيلية في الصومال لأهمية الصومال الإستراتيجية في الملاحة الدولية فهي تربط بين خليج عدن والمحيط الهندي والبحر الأحمر الذي يتصل بالبحر الأبيض المتوسط... وفوق هذا وذاك وجود اليورانيوم الذي يسيل له لعاب الدول العظمي)؟!!
ثالثا: في صفحة (6) مقال بعنوان (إسرائيل علاقات مصالح ناجحة مع آسيا الوسطي والعرب يتفرجون) تحدث عن شبكة العلاقات الإسرائيلية العسكرية والاقتصادية مع دول آسيا الوسطي لكونها (تمتلك ثروة نفطية هائلة في بحر قزوين يشكل مصدرا بديلا للنفط العربي) ولكونها (لا تزال تنتج اليورانيوم المخصب والصواريخ البالستية الحاملة للرؤوس النووية.. وتمكنت الولايات المتحدة وإسرائيل من تحييد هذه المخاطر..).
رابعاً: في صفحة (7) مثال بعنوان (مزالق الجغرافيا السياسية على ضفاف بحر قزوين) جاء في آخره ما يلي: (فميراث الاستعمار الروسي أضافت إليه مطامح القوى الغربية التي تريد وضع ثروة بحر قزوين تحت يدها كما فعلت بثروة الخليج العربي من قبل، فهل سيتحول بحر قزوين إلى كويت أخرى حيث تصارعت مطامح الكبار حتى امتزجت الدماء بالسائل الذهبي الأسود)؟!!!
خامسا: في صفحة (22) مقال بعنوان (المسلمون المتهم الرئيسي في قضايا الإرهاب) وهو مترجم عن صحيفة (انترناشيونال هيرالد تريبيون) تحدث عن تقرير وزيرة الخارجية الأميركية (مادلين أولبرايت) ذات الأصول اليهودية – في الحكومة السابقة حول ظاهرة الإرهاب وأن مصدرها الشرق الأوسط على وجه الخصوص وقد فندت صحيفة (انترناشيونال) ما جاء في التقرير المذكور حيث أكدت أن من (169) عملا إرهابيا هناك فقط (11) عملا إرهابيا تعرضت له الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بينما (96) عملا إرهابيا نفذته جماعات معارضة في أميركا اللاتينية و (30) هجوما في أوروبا الغربية و (9) هجمات في دول الاتحاد السوفيتي السابق و (16) هجوما في إفريقيا؟!
وقد لمحت الصحيفة إلى خطورة السياسية الأمريكية وأخطائها في توجيه أصابع الاتهام للعرب والمسلمين في الوقت الذي تقع أكبر نسبة من الاعتداءات على المصالح الأميركية في مناطق أخرى من العالم دون أن تحرك ساكنا أو تثير انتباه الحكومة الأميركية؟!
هذه خمس مقالات مختلفة في صحيفة واحدة صدرت قبل أحداث 11 سبتمبر بنحو عشرين يوما فقط تنبأت بصراع قادم في آسيا الوسطي بسبب نفط بحر قزوين وتسابق القوى الغربية للسيطرة على ثاني أكبر خزان نفطي في العالم وعن توجه الإدارة الأمريكية لوصم العالم الإسلامي والعربي بتهمة الإرهاب بناء على تقرير (مادلين أولبرايت) وعن التنسيق الأميركي الإسرائيلي لتطويق إيران وباكستان والعالم العربي بحلف استراتيجي يضم الهند وتركيا ودول آسيا الوسطي كما كان يحلم بذلك بن غوريون؟!
فهل يمكن الإدعاء بأن ما يحدث اليوم هو من قبيل الصدفة أو ردة فعل وأنه لم يكن تنفيذا لمخططات مسبقة كانت تنتظر الوقت المناسب؟ ألا يؤكد كل هذا صحة نظر أصحاب (العقلية التآمرية) وأنهم أصح فهما لما يجري من أحداث على أرض الواقع وأبعد نظرا في تحليلهم واستنتاجاتهم عندما حذروا من الاندفاع في الدخول في حملة مكافحة الإرهاب قبل معرفة أبعاد هذه الحملة وقبل تعريف قانوني لمعنى الإرهاب الذي قامت الحملة من أجل مكافحته إذ أثبتت الأيام والأحداث صحة توقعاتهم من أن كل ما يجري ما هو إلا ترتيب جديد لأوضاع المنطقة وفق مخطط يرمي إلى إخضاع العالم الإسلامي كله والعربي على وجه الخصوص لسيطرة القوى الاستعمارية الجديدة وللتحالف الصهيوني الصليبي الذي يبشر (الرغاليون) العرب بانجازاته وتبرر (جماعة أبو رغال) - فرع الكويت- سياسته على حساب مصالح الأمة وسيادتها واستقلالها؟!