ديك تشيني وازدواجية المعايير
بقلم د. حاكم المطيري
الأمين العام للحركة السلفية
الرأي العام 21/9/2001
هل سيتراجع نائب الرئيس الأمريكي بعد الأحداث الأخيرة عن تصريحه الذي أيد فيه العمليات الإرهابية للحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في انتفاضة الأقصى بدعوى أن للممارسات الإسرائيلية ما يبررها؟!!
وهل شعر ديك تشيني بالمرارة التي يتجرعها مليار عربي ومسلم وهم يشاهدون الجرائم الإسرائيلية كل يوم تحصد عشرات الأطفال والنساء والشيوخ بآلة الحرب الأميركية مع غض حكومته بصرها عنها بل وتبريرها لمثل هذه العمليات الإرهابية؟!
وهل أدرك نائب الرئيس الأميركي فداحة الخطأ الذي ارتكبه بمثل ذلك التصريح الذي كشف مدى الغموض الذي يلف مفهوم مصطلح الإرهاب في القاموس السياسي الأميركي؟!
لقد أدان العالم العربي والإسلامي التفجيرات الأخيرة في الولايات المتحدة ورفضوا جميعاً أي اعتداء على الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء فهل تدين الولايات المتحدة الممارسات الإرهابية الإسرائيلية أم أن إسرائيل فوق القانون الدولي ودم الأبرياء في فلسطين أرخص من دماء الأبرياء في نيويورك؟!
إن بإمكان من قاموا بالتفجيرات الأخيرة أن يكرروا عبارة (ديك تشيني) نفسها بأن ما فعلوه له ما يبرره في نظرهم وحينئذ لن يجد نائب الرئيس أمامه إلا رفض الازدواجية التي تضمنها تصريحه وأكدتها مواقف حكومته في رفضها حتى مجرد إدانة إسرائيل على جرائمها التي أدانها المجتمع الدولي أو قبول ما يترتب على مثل هذه الازدواجية من آثار مدمرة للمجتمع الإنساني الذي ينشد العدل والأمن والحرية.