سراب السلام
بقلم د. حاكم المطيري
الأمين العام للحركة السلفية
الوطن ـ مشكاة الرأي
17/5/2001
ليس غريباً أن ينقض اليهود المواثيق والعهود فالخيانة سجية يهودية كما وصفهم القرآن بذلك في قوله تعالى: (كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم) فما وقع عليه (حزب العمل) من اتفاقيات سلام بالأمس نقضه (حزب الليكود) اليوم ثم لم يتردد الحزبان في تشكيل حكومة ائتلاف وطنية ترفض كل ما تم الاتفاق عليه في المؤتمرات الدولية؟!!
وليس غريباً ما تقوم به العصابات الإجرامية الإسرائيلية في أرض فلسطين من قتل وتدمير فالطبيعة اليهودية طبيعة عدوانية لا تستطيع العيش في أجواء السلام والاستقرار بل تجد ذاتها في أجواء الفتنة والحرب كما وصفهم القرآن في قوله تعالى: "كلما أوقدوا نار للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً".
ولا يكون الاستكبار اليهودي والصلف الإسرائيلي إلا بدعم خارجي كما اخبر عنهم القرآن في قوله تعالى: "ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس".
هذا الحبل الذي يتمثل اليوم بالاتفاقيات العسكرية بين إسرائيل والقوى الدولية التي تسخر كل إمكانياتها لخدمة هذه العصابة اليهودية فلا تستطيع الأمم المتحدة التي تدخلت في شؤون اندونيسيا ـ أكثر الدول الإسلامية سكاناً ـ تحت ذريعة حماية حقوق الإنسان أن تتدخل في شؤون دويلة الكيان الإسرائيلي التي تمارس أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني وتنتهك جميع حقوقه الإنسانية ثم لا يحرك العالم ساكناً ولا ينصر مظلوماً ولا يدفع ظالماً؟!!
أين الجامعة العربية وقراراتها؟! وأين دول منظمة المؤتمر الإسلامي وتوصياتها؟!
أين الدول العربية التي بشرت بالسلام العربي الإسرائيلي؟! وأين الأقلام الليبرالية والأحزاب العلمانية التي طالما نعتت كل من يرفض هذه المسرحية الاستسلامية بالتطرف والرجعية وبشرت بالنظام العالمي الجديد وعصر حقوق الإنسان فإذا العالم العربي يتحول إلى سجن كبير وساحة حرب أهلية وصراع داخلي من أجل السلام مع إسرائيل؟
لتتكشف الحقيقة للشعوب العربية فإذا هي ضحية خداع وسائل الإعلام العربي وضحية تضليل الدبلوماسية اليهودية التي استطاعت أن تحاربها بالسلام كما سالمتها بالحرب؟! وإذا (السلام الشامل) ما هو إلا سراب ليس وراءه إلا خراب وحروب أهلية داخلية وهزيمة نفسية للشعوب العربية؟!!
ألا فلتراجع الأنظمة العربية سياساتها تجاه عملية السلام كلها بعد أن ضربت بها إسرائيل عرض الحائط ولتكف عن الركض خلف سرابها فالعصابات اليهودية لا تعرف إلا لغة القوة ولا أقل من اتخاذ قرار بتجميد عملية السلام وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني حتى يوقف ممارساته الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني وإلا فإن الدول العربية ستشهد اضطرابات داخلية وانتفاضات شعبية تعبر عن رفضها لهذه السلبية التي تتعامل بها حكوماتها مع الأحداث الدامية في أرض المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.